مدافن وقطع أثرية تكشف أسرار المبانى التاريخية فى برج لندن.. اعرف التفاصيل
اكتشف علماء الآثار مدافن وقطعًا أثرية نادرة فى برج لندن، مما ألقى ضوءًا جديدًا على ماضى القلعة فى العصور الوسطى، تُقدم هذه الحفريات صورة أوضح لكيفية عيش الناس وموتهم داخل أسواره.
أسرار تحت الكنيسة
ركزت أعمال الحفر التى قادها ألفريد هوكينز، أمين المبانى التاريخية فى برج لندن، على الكنيسة الملكية لسانت بيتر آد فينكولا - وهي كلمة لاتينية تعنى "القديس بطرس في السلاسل"، وفقا لما نشره موقع greekreporter.
واشتهرت هذه الكنيسة بكونها مثوى لآن بولين وكاثرين هوارد والسير توماس مور، وقد استخدمت كمكان للعبادة لقرون، وقد حلّت الكنيسة الحالية، التي بُنيت في عهد هنري الثامن عام 1520، محل كنائس سابقة تعود إلى القرن الثاني عشر، وربما قبل ذلك.
وكشفت الحفريات عن أدلة على ما يصل إلى أربع كنائس رفيعة المستوى بُنيت في الموقع نفسه على مر الزمن، يجعل استمرارية الكنيسة فريدةً من نوعها بين مباني الأبراج، التي تحوّل العديد منها إلى سجون أو مساكن أو مخازن.
دفن ذوي المكانة العالية
اكتشف علماء الآثار رفات 22 فردًا، يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من القرن الثالث عشر إلى القرن السادس عشر، يُرجَّح أن العديد منهم كانوا من ذوي المكانة الرفيعة، وهو ما تدل عليه التوابيت المدفونة داخل أو بالقرب من مصليات أقدم.
كان مكان الدفن يعكس المكانة الاجتماعية إذ كان الأشخاص الموجودون داخل الكنيسة يُعتبرون مهمين بشكل خاص، في حين كان الأفراد الذين تم دفنهم تحت المذبح يتمتعون بأعلى قدر من الأهمية.
كشفت أعمال التنقيب أيضًا عن شظايا مجوهرات، وزجاج ملون، وفي اكتشاف استثنائي، أكفان دفن نادرًا ما تبقى المنسوجات في التربة، لكن شظاياها صمدت في الطين، مما يُقدم لمحة نادرة عن عادات الجنائز في العصور الوسطى.
اكتشاف نادر للسلع الجنائزية
ومن بين أبرز الاكتشافات وعاءان للبخور يعود تاريخهما إلى الفترة من عام 1150 إلى عام 1250، ولم تكن مثل هذه السلع الجنائزية شائعة في إنجلترا في العصور الوسطى، ولم يتم تسجيل سوى مثالين آخرين في أكسفورد واسكتلندا.
يشير الاكتشاف إلى أن الشخص المدفون معهما ربما كانت له صلات بشمال فرنسا أو الدنمارك، حيث كانت هذه الممارسة أكثر انتشارًا، وقد يتمكن المتخصصون حتى من إعادة تركيب البخور من شظايا الفحم المحفوظة داخل الأواني.
تُقدم هذه الاكتشافات، التي لا تزال قيد الدراسة في جامعة كارديف، رؤى جديدة حول تاريخ البرج المُعقّد، فإلى جانب دوره كحصن وسجن ودار سكّ، تكشف الاكتشافات في كنيسة القديس بطرس آد فينكولا كيف شكّل الإيمان والمكانة الاجتماعية والطقوس الحياة والموت داخل أحد أبرز معالم إنجلترا.

كنيسة القديس بطرس فى برج لندن
Trending Plus