نعاه محمد صلاح وأساطير كرة القدم.. أول حوار لشقيقة لاعب فلسطين الشهيد سليمان العبيد: البكاء على الفوارس عار.. نزف الشهداء ونسعد بهم.. أشكر الملك المصرى على نعيه وأخاطبه: لا تنسى قضية أخى الذى رحل تاركا 5 أطفال

"سليمان العبيد" اسم تردد كثير خلال الأيام السابقة، حاصدا شهرة حلم بها خلال حياته، ولكنها أتت له بعد الرحيل ليصبح حديث العالم والمجتمع الرياضى بعد استشهاده على يد الاحتلال الصهيونى خلال انتظاره المساعدات الغذائية الذى لا يتورع عن ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين العزل ، لتكون شهادته وصمة تلاحق هؤلاء القتلة يندد بها العالم أجمع ومنهم رئيسى الاتحاد الدولى والأوروبى لكرة القدم، ولاعب منتخب مصر وليفربول الإنجليزى "محمد صلاح"، والنجم الفرنسى السابق وأسطورة نادى مانشستر يونايتد "إيريك كانتونا".
الميلاد
ولد "سليمان العبيد" فى 24 مارس عام 1984 فى مدينة غزة، لأسرة مكونة 11 من الأشقاء 4 ذكور و7 من الإناث ، وكان أصغر أشقاؤه الذكور والذى ذاعت شهرته داخل فلسطين بأكملها ، ليس فقط بسبب مهاراته فى لعب كرة القدم حتى أطلق عليه "بيليه فلسطين" ، حيث لعب لأندية داخل فلسطين ، ومنها خدمات الشاطىء والأمعرى ونادى غزة الرياضى .
وتوج بالعديد من البطولات سواء على المستوى الجماعى أو الأنجازات الشخصية، حيث انضم فى بداياته إلى نادى "خدمات الشاطئ" وقضى به عدة سنوات ، ثم انتقل بعدها ليلعب فى نادى مركز شباب الأمعرى لمدة 4 سنوات، وحصل معه على بطولة الدورى ثم التحق بصفوف نادى غزة الرياضى، وحصل معه على لقب هداف الدورى الممتاز فى المحافظات الجنوبية فى موسم برصيد 17 هدفا، وعاد العبيد أو بيلية فلسطين كما كان يطلق عليه إلى فريقه الأم، خدمات الشاطئ مرة أخرى وحاز معه على لقب هداف الدورى الممتاز محرزا 15 هدفا، وبحسب الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم، فإن أهداف العبيد تخطت الـ100 هدف، وهو ما جعله أحد أبرز نجوم الكرة الفلسطينية وأطلق عليه العديد من الألقاب ومنها "بيليه فلسطين،والغزال والجوهرة السمراء، وهنرى فلسطين، وبيليه الكرة الفلسطينية".
ولم تكن مهاراته الكروية هى السبب فى شهرة لاعب فلسطين الشهيد"سليمان العبيد" ، وإنما بفضل أخلاقه العالية وروحة السمحة ومساندته ودعمه لكل من حوله سواء أقربائة أو جيرانه، فحاز على محبة وتقدير الجميع حتى وقت استشهاده فى شهر أغسطس الجارى خلال قصف وحشى للكيان الصهيونى استهدف المدنيين العزل خلال انتظارهم للحصول على المساعدات الغذائية تاركا خلفة 5 من الأبناء، فضلا عن أبناء أشقائة الذى كان يتولى شئونهم ويتولى تدبير أمورهم ونفقاتهم برغم وجود أبائهم، إلا انه كان يعتبر نفسه مسئولا عن العائلة بأكملها وليس أسرته فقط بحسب ما أكدته "رنا أحمد العبيد" شقيقة الشهيد سليمان المقيمة فى دولة السودان فى حوارها الذى اختصت به "اليوم السابع"، وكشفت من خلاله العديد من جوانب شخصية شقيقها الشهيد ، كما ردت على تغريدة لاعب مصر العالمى محمد صلاح الذى نعى فيها شقيقها الشهيد مع توجيه رسالة وطلب شخصى له.
وإلى نص الحوار :

رنا العبيد شقيقة لاعب فلسطين الشهيد
"تقول رنا أحمد العبيدى، أن سليمان ولد فى 24 مارس عام 1984 وكان أصغر أشقاؤه الذكور، ولكنه يتميز بأخلاقه العالية وتدينه الشديد وبره بوالديه وابتساماته التى كان لا تفارق وجهه ، برغم الظروف القاسية التى يعيشها الشعب الفلسطينى بسبب العدوان الإسرائيلى الذى خلف مئات الشهداء وآلاف من الجرحى، ولكنه كان حريصا على مساندة من حوله وطمأنتهم بانتصار الشعب الفلسطينى والعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى .
النشأة وحب كرة القدم
وتقول شقيقته:" كان سليمان مميزا منذ صغره فى كل شىء سواء فى سلوكه والذى يسبق عمره سواء بالتزامه الأدب الشديد فى معاملاته، سواء فى نطاق الأسرة أو مع من حوله ، حتى كان نشعر بأنه مشروع شهيد بسبب تدينه الشديد وأدبه وحبه لفعل الخير ومساعدة الكافة، فضلا عن مواهبه المتعددة ولكن كانت موهبته الأولى هى كرة القدم والتى كانت معشوقته ويمارسها باستمرار فى شوارع المخيمات والمدارس والساحات الشعبية، حتى لفتت موهبته الأندية الرياضية حيث لعب فى البداية فى نادى خدمات الشاطىء ،ثم نادي غزة الرياضي، محققا العديد من الإنجازات الرياضية كما كان له فى الانضمام الى منتخب الفدائيين المنتخب الفلسطينى .
البر بوالديه
وتضيف رنا شقيقة لاعب فلسطين الشهيد:" كان سليمان شديد التعلق بوالديه حريص على خدمتهم ورعايتهم فى ظروف المرضية، حيث توفت والدته بسبب تأثرها بمرض السكر، كما لحق بها الوالد بعد اصابته بمرض "اللوكيميا فى الدم" سرطان الدم ، وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه تحمل المسئولية فى هذه السن الصغيرة ، وأصبح يقوم بدور الأب والشقيق لكل الأسرة والعائلة برغم وجود اشقاؤه الذكور الأكبر سنا منه.
الزواج
تضيف رنا العبيدى :" تزوج أخى سليمان خلال وجودى فى السودان مع زوجى سودانى الجنسية، وكنت خلال الأعوام السابقة ازور أهلى فى فلسطين بشكل مستمر حتى انقطعت الزيارات لمدة 8 سنوات بسبب عدم الأستقرار وظروف الحرب فى السودان ثم فلسطين بعد ذلك، مضيفة: زوجة أخى سيدة محتسبة صابرة كانت تكن محبة كبرى لزوجها الشهيد وتعلم قدره ومكانته سواء فى حياته أو بعد استشهاده، وحاليا تعمل على رعاية أولاده وتقوم بدور مزدوج الأم والأب لتعويض أولادها عن استشهاد والدهم، وأقول لها أننا لا نبكى الشهداء فالبكاء على الشهداء عار وانما نحن نحزن على الفراق.
7أكتوبر
تقول شقيقة الشهيد: 7 أكتوبر يوم فارق فى حياة الفلسطينين ويحمل مشاعر مزودجة ما بين الفرح والحزن، فرح بتحقيق انتصارات جزئية على العدو الصهيونى ، وحزن بسبب ما خلفه من عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، بجانب هدم المنازل والنزوح اليومى للعائلات من مكان لأخر هربا من المجازر الصهيونية، أو بحثا عن الغذاء ، وهو ما انعكس بشكل كبير على الشهيد ، حيث كان يشعر بمرارة وحزن كبير بسبب ما حدث فى غزة من تدمير كامل للبنية التحتيه وسقوط الشهداء ومناظر الجرحى والأطفال ، فضلا عن توقف كل أنشطة الحياة ومنها بالطبع النشاط الرياضى وحرمانه من تمثيل المنتخب الفلسطينى، حيث كان يعتبر ذلك فخر كبير بتمثيل فلسطين فى المحافل الرياضية الدولية وكان يقول دائما :" لعب الكرة وتمثيل منتخب فلسطين هى أسمى الغايات ورسالة كبرى أعمل على التأكيد على قوة وصمود الشعب الفلسطينى القادر على الحياة برغم كل الظروف الصعبة التى يحياها".
واستشهدت رنا العبيد على حبه لتمثيل المنتخب الفلسطينى عبر عدة مواقف وقالت:" أذكر منها ما حدث فى عام 2010 عندما تم حرمانه من تمثيل المنتخب الفسطينى مع 5 لاعبين أخرين تم توقيفهم على الحدود الأردنية قبل قوات الاحتلال الصهيونى، وأعادتهم إلى قطاع غزة مرة أخرى أثناء توجههم إلى مباراة ودية في موريتانيا، معللين ذلك بـ"أسباب أمنية"، وهو الموقف الذى أثار حزنه بشكل كبير وهو ما عبر عنه بقوله خلال تصريحات للصحف الأجنبية وتحديدا الصحافة الفرنسية بقوله: شعرت بحزن وغضب كبير عندما تم منعنا من السفر لأن ذلك يعنى حرماننا من ارتداء قميص المنتخب الفلسطينى ، وتمثيله ونكون صوت كل فلسطينى فى المحافل الدولية وخاصة مباريات كرة القدم التى يتابعها الملايين عبر الشاشات، مضيفا : نريد أن نتمكن من السفر بحرية مع عائلاتنا، تماما مثل أي رياضي في أي مكان آخر في العالم".
وقالت هناك العديد من الصور والذكريات التي تطوف بى ولكن اقسى هذه الذكريات وأشدها على قلبى صوره خلال جمع ملابسه ومتعلقاته بعد قصف منزله على يد قوات الاحتلال الصهيوني .
رسالة إلى محمد صلاح
خلال حوارها حرصت رنا العبيدى على توجيه خالص الشكر للاعب مصر العالمى محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزى الذى نعى شقيها عبر تدوينة فى منصة أكس بقوله:" منصة "أكس" "قولوا لنا كيف مات وأين ولماذا؟ .
وقالت "العبيدى" :إن تديونة لاعب مصر والعرب محمد صلاح عملت بشكل كبير على تسليط الضوء على الجرم الذى ارتكب بحق شقيها وبحق الشعب الفلسطينى بشكل عام، حيث تم استهدافه مع أخرين خلال انتظاره للحصول على المساعدات الغذائية.
وأقول لـ"صلاح" ردا على أسئلته التى وجهها بشكل استنكارى ، معربا عن حزنه لرحيل شقيقى إن "سليمان" قتل على يدر الاحتلال الصهيونى والمكان فى غزة خلال انتظاره للطعام ، واتمنى أن تظل قضية شقيقي حاضرة وبقوة وألا يتم نسيانه مع الأخذ فى الاعتبار أن الشهيد رحل تاركا خلفه 5 أطفال وزوجته" .
وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أعلن فى في السادس من أغسطس 2025، عن استشهاد لاعب منتخب فلسطين سليمان العبيد بعد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي منتظري المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة.
كما حرص الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على نعى اللاعب الفلسطينى من خلال تدوينة عبر منصة "إكس" وصف فيها العبيد بأنه "موهبة أعادت الأمل إلى قلوب عدد لا يحصى من الأطفال حتى في أحلك الأوقات".
وبحسب بيانات الاتحاد الفلسطيني، فإن 662 رياضى تم استهداهم وقتلهم على يد الاحتلال الصهيونى منذ بدء العدوان والحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

Trending Plus