هنا يُصنع المستقبل.. اليوم السابع يرصد من الداخل كواليس رحلة البرنامج الرئاسي لتأهيل النشء ..من تحية العلم إلى ورش الهيروغليفية وتنمية المهارات.. سلافه جويلي: يمس كل بيت.. ووزير الثقافة يؤكد دوره فى تشكيل الوعى

بين جدران الأكاديمية الوطنية للتدريب، يأتي البرنامج الرئاسي لتأهيل النشء للقيادة (JPLP)، ليكون التعلم مغامرة، والأنشطة التفاعلية جواز سفر لاكتشاف الذات والمواهب، ويسعى القائمون عليه ليتحول كل يوم تدريبي داخل تلك المبادرة الرئاسية الفريدة من نوعها إلى تجربة تبقى عالقة في ذاكرة النشء تثري الفكر وتنمي الوعي لصناعة مستقبل أفضل.
وفي مشهد يُشبه ورشة حياة أكثر منه تدريبًا تقليديًا، رصد "اليوم السابع" تفاصيل إحدى أيام فعاليات البرنامج، والذي يعد بمثابة إعلان رسمي لبداية رحلة متكاملة يصنع فيها (JPLP) قادة المستقبل خطوة بخطوة.
البداية بتحية العلم
هنا، حيث يمتزج الحماس بالانضباط، والتجربة بالمعايشة، يبدأ المشاركون من سن 13 حتى 18 عامًا أولى خطواتهم نحو اكتشاف ذواتهم ومواهبهم، في معمل واقعي لصناعة قادة الغد.
ومنذ الصباح، ارتفعت الأعلام وبدأ اليوم بتحية العلم داخل مقر الأكاديمية الوطنية للتدريب، في مشهد يرسّخ قيم الانتماء وروح المواطنة، ويعلن انطلاق فعاليات اليوم التدريبي للبرنامج، الذي يأتي تحت مظلة المدرسة الرئاسية للقيادة، كمنصة لصناعة جيل من القادة الشباب (13 – 18 عامًا).
زيارة وزير الثقافة داخل البرنامج الرئاسي للنشء
وخلال فعاليات اليوم التدريبي، استقبلت الدكتورة سلافه جويلي، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، في زيارة للأكاديمية التقى خلالها بشباب الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل النشء للقيادة (JPLP).
سلافه جويلي: البرنامج الرئاسي لتأهيل النشء مشروع وطني طويل لبناء جيل قادر على القيادة
وأكدت الدكتورة سلافه جويلي، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، أن البرنامج الرئاسي لتأهيل النشء للقيادة يُعد أحد أهم برامج الأكاديمية، مشددة على أنه "يمس كل بيت مصري، فلا يوجد بيت ليس به نشء"، موضحة أنه برنامج وطني فريد من نوعه يستهدف الفئة العمرية من 13 إلى 18 عامًا، انطلاقًا من إيمان الدولة المصرية بأهمية غرس مفاهيم القيادة، والهوية الوطنية، والمسؤولية المجتمعية في نفوس الأجيال منذ الصغر.
وأشارت جويلي إلى أن البرنامج ليس مجرد تدريب أو تجربة صيفية بل مشروع وطني طويل المدى تراهن من خلاله الدولة على بناء جيل جديد قادر على الحلم والتنفيذ وتمثيل مصر في مختلف المحافل، بقيم راسخة ووعي ناضج وانتماء حقيقي، مضيفة: "نفخر بالأطفال وحماسهم، ونرى فيهم نواة لقادة المستقبل".
وأوضحت أن زيارة وزير الثقافة لفعاليات البرنامج تؤكد أهمية الثقافة في تشكيل وعي النشء، لافتة إلى أن التعاون بين وزارة الثقافة والأكاديمية الوطنية للتدريب تعاون دائم ومستمر، مشيرة إلى أن البرنامج يتضمن ورشًا للمسرح والتمثيل والكتابة والسيناريو تسهم في تنمية قدرات المشاركين وتشكيل وعيهم.
ولفتت إلى أنها ستعمل مع وزارة الثقافة لتنظيم زيارات للمسارح والمعارض ضمن خطة البرنامج، لاستكمال التجربة وإتاحة المزيد من التفاعل الثقافي والمعرفي للطلاب.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، على أهمية البرنامج في إعداد جيل جديد من شبابنا، جيل يحمل لواء القيادة، لافتا إلى أن مشاركة وزارة الثقافة في البرنامج تعكس قناعة راسخة بأن الثقافة والفنون ليست ترفًا، بل هي أساس لبناء الإنسان وصياغة وعيه.
وأضاف أن فعاليات الوزارة داخل البرنامج شملت ورشًا متنوعة من الحرف اليدوية وكتابة السيناريو، إلى الغناء وإلقاء الشعر واكتشاف المواهب، بما يتيح للنشء فرصة التعبير عن ذواتهم وصقل قدراتهم وإطلاق طاقاتهم الإبداعية.
وأوضح الوزير أن مشاركة الشباب في البرنامج تمثل أولى خطواتهم نحو مستقبل تضيئه الثقافة ويعززه الفن وتوجهه الهوية المصرية الأصيلة، مطالبًا إياهم بأن يجعلوا من الانتماء والوعي بوصلةً لهم، ومن الإبداع سلاحًا لمواجهة التحديات، لأنهم فخر مصر وأملها في غدٍ مشرق.
وشدد وزير الثقافة على أن الثقافة ستظل دائمًا القوة الناعمة لمصر، تصنع الوعي وتبني الانتماء وتؤهل قادة الغد على أسس راسخة من المعرفة والإبداع، موجّهًا الشكر والتقدير للأكاديمية الوطنية للتدريب على جهودها البنّاءة، ولكل الشباب المشاركين في البرنامج.
كما وجّه بتنظيم زيارة لشباب البرنامج لحضور أحد العروض المسرحية التي تقدمها الوزارة على مسارح الدولة، لتكون تجربة حية وذكرى خالدة في وجدانهم، موجّهًا الشكر والتقدير للأكاديمية الوطنية للتدريب على جهودها البنّاءة، ولكل الشباب المشاركين في البرنامج.
ورش وأنشطة تفاعلية ثرية في رحلة النشء بالبرنامج الرئاسي
وتقسم الأنشطة إلى مجموعتين عمريتين: من 13 إلى 15 عامًا، ومن 16 إلى 18 عامًا، لتناسب مستوى كل فئة.
وتنوعت الورش ما بين الموسيقى والكورال بالتعاون مع وزارة الثقافة، وورش المسرح وكتابة السيناريو والأعمال اليدوية، إلى جانب برنامج Wellspring الذي قدّم تدريبات عملية على العمل الجماعي، والقيادة، والتفكير النقدي.
وتعتمد الفعاليات على أساليب حديثة مثل Gamification، لتضيف روحًا من المتعة وتحوّل التعلم إلى تجربة حية ومختلفة.
تنمية شاملة.. من الاستدامة إلى الصحة النفسية وحكايات التاريخ والهيروغليفية
ويشمل البرنامج الرئاسي لتأهيل النشء أيضًا محاضرات عن التنمية المستدامة وأهدافها، لتوسيع وعي النشء بقضايا المستقبل، إضافة إلى جلسة متخصصة عن الصحة النفسية، بهدف دعم تكوين شخصية متوازنة وقادرة على القيادة.
وفي لمسة تربط الحاضر بالماضي، جاءت فعالية "حكايات التاريخ والكتابة الهيروغليفية" بالتعاون مع مؤسسة يارو للحضارة المصرية، حيث تعرّف المشاركون على ملامح الحضارة المصرية القديمة، وخاضوا تجربة عملية في تعلم الكتابة الهيروغليفية، تعزيزًا لقيم الانتماء والهوية الوطنية.
والتقى "اليوم السابع" بعدد من طلبة البرنامج الرئاسي لتأهيل النشء للقيادة، الذين عبّروا عن سعادتهم الكبيرة باختيارهم ضمن الدفعة الأولى، مؤكدين أن المشاركة في البرنامج أسهمت في بناء شخصيتهم وزيادة وعيهم، خاصة وأن ما يتلقونه من محاضرات وورش عملية جاء في صورة تفاعلية مميزة وشيقة تجمع بين التعلم والمتعة، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة نحو المستقبل لإثراء العقول وإطلاق الطاقات.
وينفذ البرنامج برعاية وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة - وزارة الثقافة - وزارة الصحة والسكان - جامعة عين شمس-كلية الطب.وبالشراكة مع جهات وطنية ومحلية ودولية شريكة، أبرزها: التحالف الوطني – مؤسسة مصر الخير – الأزهر الشريف – الكنيسة القطبية – مكتبة الإسكندرية من خلال مركز توثيق الحضارة والطبيعة - yaro للحضارة المصرية – شركة إنجاز مصر – مؤسسة الثقافة والتعليم للطفل والعائلة – wellspring – save the children – الكشافة المصرية.
ويأتي البرنامج كتجربة تعليمية وتربوية متكاملة، تُمكّن أبناءنا من التفكير النقدي، والعمل الجماعي، والتعبير عن الذات، فهو الأول من نوعه على مستوى الجمهورية، الذي يجمع بين التدريب العملي والمحتوى المعرفي المتخصص، ويتضمن أنشطة تفاعلية، ومحاضرات توعوية، وبرامج زيارات ميدانية وثقافية، إضافة إلى لقاءات مع شخصيات عامة ونماذج شبابية مُلهمة.
وتتمثل رؤية البرنامج في إعداد جيل واعٍ من النشء، مسلحٍ بروح الإبداع والمسئولية، قادرٍ على اكتشاف قدراته ومهاراته الفريدة، وتوظيفها بشكل أمثل لتحقيق رؤية الدولة المصرية في ظل الجمهورية الجديدة، ولا يهدف البرنامج فقط لتطوير النشء بل خلق حلقة متكاملة بين المتدربين وذويهم.



Trending Plus