بعد اعتماد الاتحاد الأفريقى لجميع مراحل التطوير.. حديقة الحيوان تستعد للافتتاح الرسمى 2026.. استيراد 362 حيوانًا جديدًا من الخارج وإدراجها ضمن منظومة العرض الجديدة.. ودعم الحدائق في المحافظات ببعض الحيوانات

تشهد حديقة الحيوان بالجيزة، واحدة من أعرق وأكبر الحدائق في الشرق الأوسط، أعمال تطوير شاملة تعيد لها بريقها وتضعها على خريطة السياحة البيئية العالمية، حيث تمتد الحديقة على مساحة 112 فدانًا، ما يجعلها الأكبر من نوعها داخل المدن، وتعد وجهة تاريخية وترفيهية للمصريين والسياح منذ تأسيسها في عام 1891.
مع قرب افتتاحها الرسمي في عام 2026، وذلك بعد اعتماد الاتحاد الإفريقي لجميع مراحل التطوير، حيث تستعد حديقة الحيوان لتقديم تجربة فريدة تمزج بين عراقة الماضي وتطلعات المستقبل.
ويهدف هذا التطوير إلى تقديم تجربة للزوار تضاهي أعلى المعايير الدولية، مما يجعلها وجهة سياحية وترفيهية مميزة.
يقود مشروع التطوير التحالف الوطني لتطوير حديقتي الحيوان والأورمان، ضمن خطة تهدف إلى إعادة الحديقة إلى تصنيفها الدولي كواحدة من أبرز حدائق الحيوان في العالم وتستند هذه الرؤية إلى تحويل الحديقة إلى منصة تعليمية وثقافية وترفيهية متكاملة، تقدم محتوى تفاعليًا غنيًا يجمع بين الترفيه والتعليم والحفاظ على البيئة، بما يعكس طموحات الدولة المصرية في دعم السياحة المستدامة والتنوع البيولوجي.
في تصريحات رسمية، أكد محمد كامل، رئيس مجلس إدارة شركة "حدائق" – وهى الشركة المشرفة على تنفيذ المشروع – أن خطة التطوير تمثل تحولًا جذريًا في مفهوم السياحة البيئية في مصر.
وأوضح أن المشروع لا يستهدف فقط تحسين المظهر العام أو رفع كفاءة البنية التحتية، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم تجربة متكاملة توازن بين الترفيه والحفاظ على البيئة، إلى جانب تقديم محتوى تعليمي يستهدف مختلف الفئات العمرية.
وأضاف كامل أن أعمال التطوير شملت تجهيز أماكن عرض حديثة للحيوانات، توفر بيئة صحية وآمنة، وتراعي أعلى معايير الرفق بالحيوان، كما تم تطوير كافة الممرات الداخلية في الحديقة، مع الحفاظ الكامل على الطابع التاريخي والمعماري للمعالم الأثرية الموجودة داخلها، والتي يبلغ عددها ثمانية معالم رئيسية، من بينها كوبري إيفل الشهير، الكشك الياباني، القاعة الملكية، جزيرة الشاي، الجبلاية، والمتحف الحيواني.
وأشار إلى أن جميع هذه المعالم خضعت لأعمال ترميم دقيقة، لضمان بقائها كجزء أصيل من الهوية التاريخية للحديقة.
وضمن خطة التطوير، سيتم استحداث أنشطة جديدة كليًا تهدف إلى رفع جودة تجربة الزوار، وجذب شريحة أوسع من الجمهور المحلي والدولي وتضم هذه الأنشطة عروضًا حية لأسود البحر والطيور، إلى جانب إدخال تجربة تفاعلية لحيوان الليمور، وقبة زجاجية مخصصة لحيوان الميركات، بالإضافة إلى إتاحة تجربة مشاهدة أفراس النهر تحت الماء، في تصميم فريد يحاكي البيئات الطبيعية لهذه الحيوانات.
ومن بين أبرز الابتكارات التي سيتم تقديمها، تجربة ليلية تُعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، حيث سيتم فتح جزء من الحديقة ليلاً أمام الزوار، مما يتيح لهم التعرف على السلوك الليلي للحيوانات، وهي تجربة تعليمية وسياحية مميزة، من المتوقع أن تلاقي رواجًا واسعًا بين الزوار.
وفيما يتعلق بصحة الحيوانات، شدد التحالف الوطني المشرف على المشروع على التزامه الكامل بتطبيق أعلى المعايير الدولية في مجال الرعاية البيطرية.
وأوضح أن المشروع استفاد من خبرات محلية ودولية متخصصة لضمان تقديم أفضل سبل الرعاية، كما تم تجهيز إدارة بيطرية متكاملة لمتابعة الحالة الصحية اليومية لكل الحيوانات، عبر برامج تطعيم دورية وفحوصات دقيقة تجرى بالتعاون مع معهد الصحة الحيوانية ومركز البحوث الزراعية.
وفي سياق متصل، أشار التحالف إلى أنه عند استلام الحيوانات كانت هناك حالات صحية متباينة، وبعضها مصاب بأمراض معدية لا يمكن شفاؤها وبناءً عليه، تم اللجوء إلى آلية القتل الرحيم، وهي ممارسة معترف بها دوليًا وتطبق حفاظًا على سلامة باقي الحيوانات والعاملين والزوار.
وأكدت لجنة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة أن أي قرار بالتخلص من الحيوانات لا يُتخذ إلا بعد موافقة الهيئة المختصة وتحت إشرافها المباشر.
وفى إطار تعزيز كفاءة العاملين بالحديقة، تم تأهيل وتدريب 60 متخصصًا في رعاية الحيوانات، من بينهم 12 من أصحاب الخبرات السابقة، و48 فردًا جديدًا، وتلقى الفريق تدريبات متقدمة على بروتوكولات الصحة والسلامة المهنية، بالإضافة إلى مبادئ الرفق بالحيوان والتعامل مع الحالات الطارئة، وذلك بما يتوافق مع المعايير المعتمدة عالميًا في إدارة حدائق الحيوان.
وفى مجال رعاية الحيوانات فى فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، هناك جهودًا مضاعفة للتخفيف من معاناة الحيوانات، حيث تقدم لهم وجبات خاصة ومثلجة، تشمل فواكه متنوعة، مثل البطيخ والتفاح والخوخ، والعنب التي يتم تجميدها لتعمل كمكافأة منعشة، لا تساعد هذه الوجبات في ترطيب أجساد الحيوانات وتبريدها فحسب، بل تعد أيضًا جزءًا من برنامج الإثراء البيئى الذي يهدف إلى تحفيز حواسها وزيادة نشاطها البدني، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتوفير بيئة مناسبة لرعاية الحيوانات والحفاظ على صحتها وسلامتها.
واعتمد الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان المرحلة الأولى من مشروع تطوير الحديقة، وهو ما يعكس حجم التقدم المحقق، وهو ما يؤكد التزام المشروع بالمعايير الدولية.
كما وجه وزير الزراعة الشكر إلى وزير الدولة للإنتاج الحربي على جهوده في دعم المشروع، معلنًا في الوقت ذاته عن بدء المرحلة الثانية من التطوير، والتي تتضمن إنشاء بيوت جديدة للحيوانات بأحدث التقنيات.
وبالتوازى مع أعمال التطوير، تم الاتفاق على الإسراع في إجراءات استيراد 362 حيوانًا جديدًا من الخارج، سيتم إدراجها ضمن منظومة العرض الجديدة في الحديقة.
كما سيتم دعم حدائق الحيوان في المحافظات ببعض من هذه الحيوانات، ضمن استراتيجية تهدف إلى تعميم التطوير وتعزيز التنوع الحيواني في مختلف مناطق الجمهورية.
لا شك أن هذا المشروع الوطني يمثل نقلة نوعية في مجال الترفيه البيئي في مصر، ويجسد نموذجًا حديثًا لحدائق الحيوان المتكاملة التي توازن بين الجانب التعليمي والثقافي والترفيهى، كما يسهم المشروع في تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عائلية عالمية، ويوفر بيئة تعليمية ملهمة للأجيال القادمة، من خلال تعريفهم بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي وضرورة حماية الكائنات الحية.
ومع اقتراب افتتاح الحديقة بشكلها الجديد، تترقب الأوساط السياحية والبيئية في مصر والمنطقة الحدث باعتباره واحدًا من أبرز الإنجازات في مجال تطوير المرافق الترفيهية والتعليمية، التي تتماشى مع رؤية مصر 2030 في تحقيق التنمية المستدامة، ورفع جودة الحياة للمواطن والزائر على حد سواء.

اقتراب افتتاح الحديقة بشكلها الجديد

جميع هذه المعالم خضعت لأعمال ترميم دقيقة

Trending Plus