جيش الاحتلال ينهى استعداداته لعملية برية فى غزة.. قناة إسرائيلية ترجح موافقة "الكابينت" على خطة احتلال المدينة الأحد المقبل.. استهداف مكثف لحي الزيتون وجباليا تمهيدًا للتوغل.. ومصر تدفع بـ 1300 طن من المساعدات

أنهى جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداداته لعملية برية واسعة شمالي قطاع غزة، وينتظر صدور "الضوء الأخضر" من المستوى السياسي للشروع في التنفيذ، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، الأربعاء.

وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلية بأن "الكابينيت" السياسي والأمني الإسرائيلي سيعقد اجتماعًا يوم الأحد المقبل، مرجحة أن يصادق وزراء حكومة نتنياهو على الخطة العملياتية التي أعدها الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة.

فيما أصدر المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال بيانا يمهد فيه لنقل الفلسطينيين إلى جنوبي قطاع غزة، مؤكدا أن إخلاء مدينة غزة لا مفر منه خلال الفترة المقبلة، زاعما أن الجيش يقوم بتوفير المساعدات الإنسانية التي جاري العمل عليها في جنوبي القطاع، ويعمل على إدخال الخيم وتمهيد مناطق لإنشاء مجمعات  توزيع المساعدات الإنسانية ومد خط مياه وغيرها.

ميدانيا، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته اليومية من غارات جوية وانتشار محدود، موضحا أن أربع فرق تعمل حاليًا في أطراف غزة، خصوصًا في حي الزيتون ومخيم جباليا، ما يُعتبر تمهيدًا لأي قرار بالتوغل الكامل.

وقال متحدث جيش الإحتلال إن القوات "تواصل رصد وتدمير البنى التحتية فوق الأرض وتحتها"، مشيرًا إلى "تصفية خلايا مسلحة وضبط مخازن أسلحة لحماس"، إضافة إلى دخول كتيبة الهندسة 607 إلى غزة للمرة الأولى بقيادة فرقة "جفعاتي".

ومن المقرر أن يلتحق الأسبوع المقبل، في الثاني من سبتمبر، نحو 60 ألف جندي احتياط بالخدمة. وتقدّر أوساط عسكرية وسياسية أن القرار بشأن العملية قد يُتخذ في أي لحظة، بما يحوّلها من خطة مكتوبة إلى واقع ميداني.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن غارة نُفذت نهاية الأسبوع الماضي أدت إلى مقتل محمود الأسود، واصفا إياه بـ "قائد منطقة غرب غزة في جهاز الأمن العام التابع لحماس"، وقال: "خلال الحرب وعلى مدى السنوات الماضية، كان الأسود شخصية مركزية في الجهاز ومصدر معرفة مهم للحركة".

في مصر، دفع الهلال الأحمر المصري بقافلة المساعدات الإنسانية الـ 24 إلى سكان قطاع غزة والتي تضمنت ما يزيد عن 1300 طن سلال غذائية ودقيق، وأطنان من المستلزمات الطبية والإغاثية الضرورية التي يحتاجها القطاع، بحسب ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية.

وأكدت "القاهرة الإخبارية" أن قافلة المساعدات الـ24 تضم 60 شاحنة تدخل قطاع غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم، ضمن فوج واحد، بعكس الأيام الماضية عندما كان يسير الهلال الأحمر المصري عددًا كبيرًا من أفواج المساعدات، موضحة أن القافلة تتضمن 3 شاحنات وقود في ظل معاناة سكان غزة نتيجة نقص الوقود داخل القطاع.

على جانب آخر، أعرب المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية عن حزنه العميق إزاء الأوضاع في قطاع غزة ، مؤكدا أن قلوبه تنفطر لما يحدث من مأساة إنسانية، مشددا على ضرورة التوصل فوراً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لوقف النزيف وإنقاذ المدنيين.

في رام الله، حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من المخاطر المترتبة على استمرار الاحتلال الإسرائيلي في لعبة إدارة الوقت، بهدف إطالة أمد حرب الإبادة والتجويع والتهجير لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، ورأت فيها مصيدة سياسية لإحداث التآكل في الإجماع الدولي والمطالبات الأممية لوقف تلك الجرائم فوراً.

وأكدت الخارجية الفلسطينية خطورة تعايش المجتمع الدولي مع المواعيد والتوقيتات المعلنة لنهاية الحرب، ما سيخّلف أثراً مدمراً وكارثياً في حياة المدنيين الفلسطينيين، خاصة في ظل القتل والمجازر الجماعية المتواصلة في شمال قطاع غزة وفي المدينة، بسبب القصف الوحشي المتواصل أو تفجير الروبوتات المرعبة، بهدف تدمير ما تبقى من منازل في هاتين المنطقتين، هذا بالإضافة إلى التزايد الحاصل في الوفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية وكذلك أعداد الشهداء من منتظري المساعدات، بما يؤكد أن قائمة المدنيين الذين ينتظرون الموت ساعة بعد ساعة تطول كلما طال أمد الحرب وفشل المجتمع الدولي في وقفها فوراً.

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أنها تتابع حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي حتى تضع الدول والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه وقف هذه الإبادة الجماعية، مؤكدة أن العجز الدولي عن علاج الكارثة الإنسانية في القطاع غير مبرر ولا يمكن استيعابه، خاصة بعد صدور التقرير الأممي الخاص بالمجاعة، كما أن استمرار حرب الاحتلال على شعبنا غير مبرر ولا هدف له سوى المدنيين الفلسطينيين، الأمر الذي يتطلب صحوة دولية حقيقية وترجمة الإجماع الدولي إلى إجراءات وعقوبات تضمن فرض إرادة السلام الدولية على حكومة الاحتلال.