عودة الحياة للخرطوم.. اهتمام حكومى بإعادة تأهيل العاصمة لاستقبال العائدين بعد تطهيرها من الدعم السريع.. وتوجيهات بتهيئة الطرق ومعالجة مصادر المياه وإزالة مخلفات الحرب.. وفرق متخصصة تبدأ إزالة الألغام وتفجيرها

تحرص حكومة السودان، على إعادة التأهيل السريع للعاصمة الخرطوم، بعد تحريرها من ميليشيا الدعم السريع، لإتاحة الفرص وفتح الطريق وتمهيده لعودة المواطنين النازحين واللاجئين داخليا وخارجيا، لمنازلهم في الخرطوم بمدنها الثلاث الخرطوم وبحرى وأم درمان، والتي شهدت معارك ضارية بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع، قبل أن يتمكن الجيش السوداني، من هزيمة الميليشيا وتحرير الخرطوم بالكامل منها.

وتتواصل زيارات المسئولين السودانيين للوقوف على مدى جاهزية العاصمة، لاستقبال المواطنين العائدين من النزوح، كما تتحرك الحكومة بشكل متواصل لإعادة تهيئة العاصمة، وإزالة مخلفات الحرب، وإعادة الحياة للخرطوم.

ومن جهته، اطّلع عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، علي خطة تأهيل الطرق والجسور وفتح مصارف المياه وإزالة المخالفات بولاية الخرطوم.

ودعا لدى ترأسه اجتماع الخدمات وإصحاح البيئة بحضور وزير الحكم الاتحادي والتنمية الريفية محمد كرتكيلا، وأمين عام حكومة ولاية الخرطوم إلى العمل على إعادة  ولاية الخرطوم أفضل مما كانت عليه قبل الحرب، وفقا لإعلام مجلس السيادة.

من ناحيته أفاد المدير العام لهيئة الطرق والجسور ومصارف المياه بولاية الخرطوم مختار عمر صابر، أن الاجتماع ناقش قضايا تتعلق بتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم على رأسها استكمال جهود الإصحاح البيئي وصيانة الطرق والتخلص من النفايات ومخلفات الحرب ومكافحة نواقل الأمراض وتجفيف البرك والمستنقعات ومعالجة مصادر مياه الشرب.

وأشار صابر، إلى أن الاجتماع ناقش توفير آليات ومعينات لوجستية جديدة لصيانة الطرق فى أعقاب الخراب الكبير الذى أصاب إمكانيات الولاية فى هذا المجال لافتاً إلى إمكانية الاستعانة بالولايات المجاورة حتى تكتمل عمليات التأهيل وفقا للخطة الموضوعة. 

والأسبوع الماضي، تفقّد عضو مجلس السيادة الانتقالي رئيس اللجنة العليا لتهيئة البيئة المناسبة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، موقع خلط وإعداد الأسفلت لصيانة وتأهيل طرق ولاية الخرطوم يرافقه والي الولاية أحمد عثمان حمزة.

وأوضح والى الخرطوم أحمد عثمان حمزة، أن هيئة الطرق والجسور بالولاية شرعت فى تأهيل عدد من الطرق والكباري، وبدأت بشارع المطار وأن العمل يسير بصورة طيبة وفقاً للمواقيت الموضوعة لإكمال صيانة الطرق.

وأشار الوالى إلى أن اللجنة المعنية بإعداد الطرق وتهيئة البيئة لعودة المواطنين تبذل جهود مقدرة فى عدد من الجوانب المتعلقة بخدمات المياه والكهرباء والصحة.

ولفت إلي أن زيارة عضو مجلس السيادة لعدد من المواقع والمحطات تمثل دافعاً كبيراً للعاملين فى هذه القطاعات لتسريع العمل.

ومن جهته، أصدر عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، قرارًا بنقل المرافق الحكومية من وسط الخرطوم إلى مواقع بديلة تقع بشرق العاصمة والخرطوم بحري وأم درمان.

ونص القرار على نقل المقار الحكومية والوزارات التي تقع بين شارع النيل شمالًا حتى السكة الحديد جنوبًا، ومن المقرن غربًا حتى القيادة العامة شرقًا، اعتبارًا من الثلاثاء 19 أغسطس 2025.

وأشار إلى أنه جرى نقل هذه المرافق إلى مواقع بديلة في شرق وجنوب شرق الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.

وجرى اتخاذ قرار نقل المقار الحكومية من وسط الخرطوم بناءً على توصية لجنة نقل المرافق الحكومية التابعة للجنة تهيئة البيئة لعودة المواطنين.

وطالب إبراهيم جابر بضرورة تنسيق مجلس الوزراء ولجنة نقل المرافق الحكومية لتسليم المواقع الجديدة، على أن تشرع الوزارات في مباشرة أعمالها فور اكتمال عملية تسليم المقار البديلة، وفقا لصحيفة سودان تربيون.

وأوضح أن لجنة نقل المرافق الحكومية راعت في اختيار المواقع الجديدة قلة تكلفة صيانة المقار الجديدة مقارنة بالتكلفة العالية لصيانة المؤسسات الحكومية والوزارات التي تعرضت للدمار في وسط الخرطوم.

وشكّل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، في 18 يوليو المنصرم، لجنة عليا لتهيئة البيئة المناسبة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم برئاسة عضو المجلس إبراهيم جابر، وتضم في عضويتها عضوين في مجلس السيادة ورئيس الوزراء ووزراء.

وفى السياق ذاته، استدعت الحكومة السودانية فرق إزالة الألغام والأجسام غير المتفجرة، من جنوب كردفان وجبل الأولياء لتنظيف منطقتي المقرن ووسط الخرطوم تمهيدا لعودة الحياة إلى العاصمة.

وقال مسئول في المركز القومي لمكافحة الألغام إن كل الأبراج بمنطقة المقرن السياحية، والتى تضم مقار شركات وفنادق، هي مباني مشتبه بها تحتاج لعمليات مسح وبحث عن الذخائر غير المتفجرة.

حرصت فرق إزالة الألغام والقذائف غير المتفجرة على وضع علامات الأمان والخطر بمنطقة المقرن لتجنيب المركبات والراجلين التعرض للخطر.

وبدأت عمليات التنظيف بالمنشآت الخدمية، مثل محطة مياه المقرن، حتى تتمكن فرق الصيانة من بدء عمليات تأهيل المحطة.

ومن جهته قال جمعة إبراهيم أبو عنجة وهو مسئول فرق إزالة الألغام والأجسام غير المتفجرة، عن إزالة نحو 20 لغم ولغمين من الألغام المضادة للمركبات، مع بداية عملية التطهير، وفي مسجد الشهيد بالمقرن تعمل فرق الإزالة على نزع عشرات قذائف الـ"آر بي جي" المغروسة في حيطان المسجد وأرضية حدائقه، وفقا لوسائل إعلام سودانية.

وفى مطلع أغسطس الجارى، أعلن المركز القومي لمكافحة الألغام في السودان، بدء عملية تفجير كميات كبيرة من مخلفات الحرب في منطقة غرب أم درمان، ضمن خطة تمتد طوال شهر أغسطس، وتشمل العملية التخلص من 50 ألف مقذوف "دانة" تم جمعها من المناطق التي شهدت عمليات عسكرية ضارية.

ومن جهته قال خالد حمدان، مدير المركز، إن الفرق المتخصصة شرعت في الإعداد الميداني للعملية، داعيًا المواطنين إلى تجنب التواجد في منطقة غابة السنط الواقعة في الخرطوم، حيث تم اكتشاف حقول ألغام مضادة للأفراد زرعتها عناصر من قوات الدعم السريع، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.

ومن جهته، قام مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم فتح الرحمن محمد الأمين، بزيارة ميدانية إلى عيادة مطار الخرطوم الدولي، يرافقه كل من مدير الإدارة العامة للطوارئ والأوبئة محمد التيجاني، بهدف الوقوف على أوضاع العيادات الصحية بالمطار وبحث سبل تطويرها وتوسعتها.

واستقبل الوفد الزائر كل من الفريق سر الختم بابكر الطيب مدير مطارات السودان، وأستاذ أيمن عفيفي مدير مطار الخرطوم.

وتهدف الزيارة إلى ترتيب آلية تشغيل العيادات بالمطار، حيث تم التأكيد على ضرورة توسعة العيادة الحالية لتضم عيادتين إلى ثلاث عيادات، تعمل على مدار الساعة عبر ثلاث ورديات، بإشراف أطباء مختصين، وتزويدها بسيارة إسعاف متكاملة ضمن خطة ولاية الخرطوم لتعزيز الخدمات الطبية في المرافق الحيوية، وفقا لوكالة أنباء سونا.

وناقش الاجتماع الذي تم بمكتب المدير العام لمطارات السودان إمكانية الاستفادة من تجارب الوزارة السابقة قبل الحرب، لا سيما في مجال بنوك الدم والطوارئ، وأبدت الوزارة استعدادها لدعم العيادات بخمس عجلات طبية وتوفير معامل للفحوصات الضرورية، إلى جانب حملة رش صحية شاملة للمطار.

وفى منتصف أغسطس الجارى، كان مساعد القائد العام للجيش السوداني إبراهيم جابر، قد كشف عن اكتمال إعادة إعمار صالات وخدمات الكهرباء ومدرج مطار الخرطوم الدولي.

وتخطط الحكومة السودانية لإعادة فتح مطار الخرطوم أمام حركة الطيران في أكتوبر المقبل، بالتزامن مع عودة مؤسسات الدولة إلى العمل في العاصمة بدلًا من مدينة بورتسودان التي اتخذتها السلطات مقرًا مؤقتًا لإدارة شئون البلاد بعد اندلاع الحرب.