قصة وطن يحتضن أبناءه.. مصر تُضىء 2748 كنيسة ومبنى خدميا فى عقد واحد.. أرقام غير مسبوقة تُنهى عقودًا من الانتظار وتتحدث عن إنجازات الجمهورية الجديدة.. وكاهن كنيسة مارمرقس: ما تحقق شهادة على مسار وطنى للدولة

فى سياق بناء الجمهورية الجديدة، تتجه الدولة المصرية بخطى ثابتة نحو ترسيخ قيم المواطنة والمساواة بين جميع أبنائها، ولطالما كانت مصر، بتاريخها الغنى وتنوعها الثقافى، مثالاً للوحدة والتعايش السلمى، وهذه الرؤية الشاملة للتنمية تعزز من دور كل مكونات المجتمع، وتنعكس بوضوح في جهود غير مسبوقة لدعم الكنيسة المصرية، وهذه الجهود لم تكن مجرد وعود، بل تحولت إلى واقع ملموس تُظهره الأرقام والإحصائيات الرسمية، لتعكس مرحلة جديدة من الشراكة والبناء، وإنهاء تحديات استمرت لعقود طويلة.
تحول تشريعى وعمرانى: إنهاء عقود من التحديات
ولأعوام طويلة، كانت إجراءات بناء الكنائس أو ترميمها في مصر معقدة ومليئة بالبيروقراطية، مما أدى إلى تراكم أعداد كبيرة من الكنائس والمباني الخدمية التي تعمل دون ترخيص رسمي. وهذا الوضع كان يمثل تحديًا كبيرًا أمام الكنيسة والمواطنين الأقباط في ممارسة شعائرهم الدينية، ولكن، منذ عام 2014، بدأت الدولة المصرية في معالجة هذا الملف بشكل جذري وحاسم.
الخطوة المحورية كانت إصدار قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس رقم 80 لسنة 2016، هذا القانون التاريخي، الذي طال انتظاره، وضع إطارًا قانونيًا واضحًا وموحدًا لإجراءات الترخيص والبناء والتقنين، منهيًا بذلك حقبة طويلة من الغموض والتقديرات الإدارية، وبموجب هذا القانون، تم تشكيل اللجنة الوزارية لتقنين أوضاع الكنائس، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وبدأت عملها بشكل فعلي في يناير 2017.
أرقام قياسية: إنجازات لجنة تقنين الكنائس اجتماعًا بعد اجتماع
ومنذ بدء عملها، حققت اللجنة الوزارية لتقنين أوضاع الكنائس إنجازات غير مسبوقة، تُعلن بشكل دوري بعد كل اجتماع. هذه الأرقام تعكس مدى الجدية في معالجة هذا الملف، وتُظهر تسارعًا في وتيرة التقنين:
14 يناير 2017: بدأت اللجنة أعمالها، وتمت الموافقة على تقنين أوضاع 53 كنيسة ومبنى خدميًا في الدفعة الأولى.
مايو 2018: أعلنت اللجنة عن تقنين أوضاع 550 كنيسة ومبنى خدميًا.
يناير 2019: تزامنًا مع افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح، وصل عدد الكنائس والمباني الخدمية التي تم تقنين أوضاعها إلى 1214.
فبراير 2020: ارتفع العدد ليصبح 1578 كنيسة ومبنى خدميًا.
مايو 2021: وصلت عدد الكنائس والمباني المقننة إلى 1958.
يناير 2022: تجاوز العدد 2162 كنيسة ومبنى خدميًا.
أكتوبر 2023: أعلنت اللجنة عن وصول إجمالي عدد الكنائس والمباني المقننة إلى 2619.
مايو 2025: في آخر اجتماع للجنة، وصل إجمالي عدد الكنائس والمباني الخدمية التي تم تقنين أوضاعها والموافقة عليها إلى 2748 كنيسة ومبنى خدميًا على مستوى الجمهورية.
هذه الأرقام تُظهر أن الدولة المصرية تمكنت من تقنين أوضاع أكثر من 2700 كنيسة ومبنى خدمي خلال حوالي ثماني سنوات (2017-2025).
مقارنة بأعداد الكنائس قبل 2014
وقبل عام 2014، كانت أعداد الكنائس المرخصة في مصر محدودة جدًا، وكانت الكنائس القائمة التي تفتقر للتراخيص الرسمية تُقدر بالآلاف. لم تكن هناك آلية واضحة أو قانون موحد لتقنين أوضاعها. بشكل تقديري، كان متوسط عدد الكنائس التي يتم التصريح ببنائها أو تقنينها لا يتعدى بضع عشرات سنويًا، وبصعوبة بالغة وبتعقيدات بيروقراطية شديدة. في المقابل، فإن تقنين أكثر من 2700 كنيسة ومبنى خدمي في هذه الفترة الوجيزة يمثل قفزة نوعية هائلة وغير مسبوقة، تُظهر مدى جدية الدولة في معالجة هذا الملف بشكل شامل وحاسم.
بناء جديد كنائس فى المدن الذكية ومراكز الخدمة
ولم تقتصر جهود الدولة على تقنين الأوضاع القائمة، بل امتدت لتشمل بناء كنائس جديدة تتناسب مع التوسعات العمرانية ومشروعات المدن الجديدة التي تشيدها الدولة المصرية. هذا يعكس رؤية شاملة لضمان توافر جميع الخدمات، بما في ذلك دور العبادة، في التجمعات السكانية الحديثة:
كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة: تُعد هذه الكاتدرائية، التي افتتحت في يناير 2019 بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وقداسة البابا تواضروس الثاني، رمزًا بارزًا للعصر الجديد. هي الأكبر في الشرق الأوسط، وتجسد رسالة الدولة في بناء وطن يتسع للجميع.
كنائس في المدن الجديدة: تم بناء كنائس حديثة في مدن الجيل الرابع مثل مدينة العلمين الجديدة، المنصورة الجديدة، وأسوان الجديدة، لتلبية احتياجات المواطنين الأقباط في هذه المجتمعات الناشئة التي تشهد كثافة سكانية متزايدة.
دور المناسبات والمباني الخدمية: بالتوازي مع الكنائس، تم التركيز على توفير وتطوير دور المناسبات والمباني الخدمية الملحقة بالكنائس. هذه المرافق حيوية للأنشطة الاجتماعية والاحتفالات المسيحية، وقد شملها التقنين والبناء والتجديد، مما يوفر مساحات كريمة وآمنة لمختلف الفعاليات والخدمات المجتمعية التي تقدمها الكنيسة.
وذكر الأب دوماديوس كاهن كنيسة مارمرقس بأسوان فى تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم" أن ما تحقق من إنجازات في ملف دعم الكنيسة المصرية خلال العقد الأخير شهادة على مسار وطني جديد ترسمه الدولة المصرية بإرادة قوية وعزيمة لا تلين، من خلال إلتزام واضح بتطبيق القانون وتذليل العقبات، تمكنت مصر من تقنين أوضاع آلاف الكنائس وبناء أخرى جديدة على أحدث طراز، مما يعكس رؤيتها الشاملة لبناء دولة المواطنة، هذا التقدم الملموس يؤكد أن قوة مصر الحقيقية تكمن في نماذجها للتعايش السلمى، حيث يتلاقى الجميع لبناء وطنٍ مزدهر يسوده العدل والمساواة.

Trending Plus