مشروع القرن فى الريف المصرى.. حياة كريمة تعيد قرى دار السلام للحياة.. مشروعات فى الصرف الصحى والمياه.. إنشاء محطة عملاقة على مساحة 32 فدانا تخدم 15 قرية.. كبارى ومدارس ومشروعات كهرباء تضئ القرى.. صور

حياة كريمة تعيد قرى دار السلام للحياة

سوهاج أحمد عبدالعال

الأربعاء، 27 أغسطس 2025 10:00 م

بعد أن ظل مركز دار السلام بمحافظة سوهاج بعيدا عن الخدمات الأساسية، جاء المشروع القومي الأضخم "حياة كريمة" ليعيد رسم ملامح التنمية في هذا المركز، ويحوّله من منطقة تعاني الفقر الخدمي إلى نموذج تنموي متكامل يشهد طفرة غير مسبوقة في جميع القطاعات المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لم تترك جانبًا من جوانب الحياة إلا وشملته، من الصحة والتعليم، إلى مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء والطرق، بل امتدت إلى الصناعة وتوفير فرص العمل للشباب، في تحول تاريخي يضع دار السلام على خريطة التنمية الحقيقية.

استهدفت المبادرة أغلب قرى المركز، منها مزاتة شرق، أولاد سالم، النصيرات، الخيام، الغابات، نقنق، العقارية، أولاد يحيى، أولاد الشيخ، البلابيش، ونجوع مازن شرق، حيث انتشرت المشروعات في كل قرية لتشمل خدمات لم يعرفها الأهالي منذ عقود وكان من أبرز الإنجازات الانتهاء من مجمع خدمات المواطنين بقرية العزبة بنسبة تنفيذ 100%، وهو واحد من 30 مجمعًا خدميًا موحدًا يضم مركزًا تكنولوجيًا وسجلًا مدنيًا وشهرًا عقاريًا ومكاتب للبريد والتموين والتضامن الاجتماعي، ليصبح المواطن قادرًا على إنهاء جميع معاملاته تحت سقف واحد.

وفي قطاع الصحة، شهد المركز إنشاء وحدة صحية حديثة بأولاد يحيى ضمن نظام التأمين الصحي الشامل، تضم عيادات للأمومة والطفولة وكبار السن والأسنان، إضافة إلى معامل متكاملة وصيدلية وغرف للأطباء والتمريض، فضلًا عن تشغيل نقطة إسعاف جديدة مجهزة بالكامل بقرية أولاد يحيى الحاجر بنسبة تنفيذ 100%، بما يعزز سرعة الاستجابة للحالات الطارئة وعلى صعيد البنية التحتية، تنفيذ محطة صرف صحي عملاقة بقرية نجوع مازن شرق على مساحة 32 فدان، بطاقة حالية 60 ألف متر مكعب يوميًا ومستقبلية تصل إلى 90 ألف متر مكعب، لتخدم نحو 450 ألف نسمة في 15 قرية وتضع حدًا لمعاناة الأهالي مع الصرف العشوائي.

ولم تقتصر المشروعات على الخدمات فقط، بل شملت ربط القرى والمراكز من خلال إنشاء كوبري دار السلام الجديد أعلى الترعة الفاروقية بتكلفة ضخمة وبحمولة 60 طن، والذي يربط بين الشرق والغرب ويقضي على التنقل عبر الكباري القديمة المتهالكة، إلى جانب إنشاء 3 كباري أخرى عززت السيولة المرورية وساهمت في الحفاظ على أرواح المواطنين. كما حظي قطاع البيئة والصناعة بنصيب كبير من المبادرة، من خلال إنشاء ثالث مصنع لتدوير القمامة على مستوى الجمهورية في نجوع مازن بتكلفة 90 مليون جنيه وعلى مساحة 10 أفدنة، بطاقة تشغيلية تصل إلى 20 طن في الساعة، ويضم خطوط إنتاج سماد ووقود بديل بتكنولوجيا حديثة، ما يجعله أحد أهم المشروعات الصناعية التي تخدم المركز والمحافظة بأكملها. وبجوار المصنع، أنشئ مدفن صحي آمن على مساحة 6 أفدنة بتكلفة 20 مليون جنيه، ليضع حدًا نهائيًا للمقالب العشوائية ويحمي التربة والمياه الجوفية من التلوث.

كما امتدت يد الدولة إلى قطاع التعليم، حيث تم إنشاء مبنى إداري جديد لإدارة دار السلام التعليمية بتكلفة 6 ملايين جنيه وعلى مساحة 348 مترًا مربعًا، يضم جميع الأقسام والإدارات مزودًا ببنية رقمية متطورة لخدمة المواطنين والمعلمين، في خطوة تؤكد اهتمام الدولة برفع مستوى الخدمات التعليمية.

اليوم، يشهد مركز دار السلام نقلة غير مسبوقة، لم تكن لتتحقق لولا الإرادة السياسية والدعم الكامل من القيادة، لتثبت "حياة كريمة" أنها ليست مجرد مبادرة، بل مشروع وطني شامل غيّر وجه الريف المصري، وفتح صفحة جديدة في تاريخ قرى ظلت لسنوات محرومة من أبسط حقوقها.