البكالوريا والثانوية.. الاختيار والإجبار والبحث عن طريق للمستقبل

ليس لدى المصريين أهم من التعليم، طريق للتنمية والتقدم وخلق فرص عمل، وهنا نحن أمام نظام جديد للثانوية العامة يحمل تفاصيل جديدة فيما يتعلق بشكل ومضمون النظام التعليمى فى الثانوية، حيث يدخل نظام البكالوريا بعد إقرار القانون الجديد، وهو نظام يتوازى مع النظام التقليدى للثانوية العامة، ويتضمن اختلافات وتطورات تنقل شكل المرحلة الثانوية، ولا ننسى أن النظام التعليمى والمناهج التى وضعت فى عهد وزير التعليم الأسبق الدكتور طارق شوقى، تقترب من مرحلة فاعلة، حيث تم تطوير المناهج من السنوات الأولى للمرحلة الابتدائية إلى ما بعد الإعدادية، حيث بدأ هذا النظام قبل 10 سنوات ويفترض أن يكون فى طريقه للتلاقى مع النظام الجديد.
على مدى سنوات وعقود منذ الثمانينيات من القرن العشرين هناك أنظمة لتطوير التعليم ارتبط بعضها بوزراء، والبعض بلجان أو هيئات، وخلال السنوات الأخيرة كان هناك مشروع تم الإعلان عنه شارك فيه أساتذة وعلماء، كان يفترض أن يكون مشروع دولة، والواقع أن الدكتور طارق شوقى وضع أساسا لتحولات فى المناهج والنظام، لكنه اصطدم بمافيات وتقاليد عطلت النموذج.
كل ما يفترض توفره فى أى نظام أن تصبح الثانوية العامة مرحلة من مراحل التعليم وليست عقدة، وأن تتاح مسارات تساعد آلاف الشباب على تحديد اختياراتهم من الثانوية، ليضمنوا مكانا فى الجامعة يوصلهم إلى الحياة والاستقرار والعمل، والتعرف على المهارات التى يمكنها أن تساعدهم فى الحصول على فرصة حتى لا يتكدس الشباب فى واقع معقد ومتشابك.
وخلال مشروع التطوير الذى أعلن عنه فى أحد منتديات الشباب، أن تكون شهادة الثانوية أو البكالوريا ممتدة الصلاحية، للعمل أو الجامعة، وأن تكون إحدى مراحل التوجه للحياة العملية، مع توزيع إلى شعبتين فقط لمسارات أدبية وعلمية، وهو ما يتم الإعلان عنه فى نظام البكالوريا، الذى يختلف عن الثانوية فى كونه مسارين فقط علمى أو أدبى.
حسب تقرير الزميل محمود طه حسين، مسؤول ملف التعليم، والزميلة آية دعبس، فى تقرير واف بـ«اليوم السابع»، عن الفرق بين البكالوريا والثانوية، ويشير إلى أن القانون يكفل للطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية حق دخول الثانوية العامة أو البكالوريا بشكل اختيارى مجانا، وفى حالة اختيار الطالب لنظام البكالوريا لا يجوز التحويل منه أو إليه من أنظمة التعليم الثانوى الأخرى أثناء سنوات الدراسة، وتكون مدة الدراسة فى نظام البكالوريا ثلاث سنوات، ويمنح الطالب بعد إتمامها شهادة تعادل شهادة إتمام دراسة الثانوية العامة.
ويقول محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن نظام البكالوريا المصرية أكثر مرونة، وعدالة، وتعددا فى الفرص، يمنح أبناءنا فرصة تعليمية محلية بمعايير عالمية ويجب تكثيف التوعية بكل المديريات والإدارات التعليمية حول النظام الجديد، مشيرا إلى أن نظام البكالوريا الجديدة سيتم تطبيقه جنبا إلى جنب مع نظام الثانوية العامة، ولكنه يتيح الفرصة لأكثر من محاولة، بخلاف النظام التقليدى، الذى يحدد مصير الطالب من محاولة واحدة، إذ يتيح نظام البكالوريا إعادة المحاولة أكثر من مرة من خلال فرص التحسين، ويضمن أن الطالب الذى لا يمتلك موارد كافية للتعليم الخاص أو الدولى، سيحصل على فرص تعليمية وتقييمية متعددة بنفس جودة تلك المتاحة للأنظمة الأخرى.
والواقع أن المواطنين بحاجة إلى مزيد من الشرح والتفاصيل، خاصة أن هناك مدارس تفرض البكالوريا على أولياء الأمور، بينما القانون يجعلها اختيارية، وهو أمر يفترض تأكيده لإدارات المدارس، بجانب أهمية توضيح الفروق والميزات والمسارات، لأن وجود الاختيارات نفسه قد يكون أحد عناصر التشويش على أولياء الأمور والطلاب، حيث إن المسار الإجبارى قد يكون مريحا للطلاب والأسر، ثم إن تأكيد المسؤولين لكون البكالوريا مسارا أكثر مرونة وصلاحية، ربما لا يجد صدى لدى أولياء أمور عاشوا الحيرة فى كل نظام جديد، ويفترض الشرح والتوضيح والمقارنات من خلال خبراء وإعلام، وهو ما نسعى إليه دائما.


Trending Plus