فيديو يوثق جنازة محفظ قرآن تمر بنفس طريقه إلى صلاة الفجر.. أسرة الفقيد: كان الأب والأخ الأكبر ومثالا للتواضع والتدين.. نجله الشيخ: أوصانى بالمواظبة على صلاة الفجر وأن أكون سندا لشقيقاتى

انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى لرجل يحرص على صلاة الفجر يوميا ويمر من طريق محدد، لتسير جنازته فى الطريق نفسه بعد وفاته المفاجئة، ما آثار تعاطف الآلاف وتحولت التعليقات إلى دعوات بالرحمة والمغفرة.

التقى "اليوم السابع" بأسرة الفقيد محمود إبراهيم البالغ من العمر 45 عاما، ويعمل محفظ قرآن بمعهد قرية الحلمية الأزهرية بمركز أبو حماد فى محافظة الشرقية. وأكد أفراد أسرته أن الراحل كان الأخ الأكبر لهم ومثالا للتواضع والتدين، وأن خبر وفاته المفاجئ فى حادث وقع عليهم كالصاعقة، بينما كان انتشار مقطع الفيديو بمثابة عزاء خفف عنهم الألم.

أوضح أحد الأهالى وهو صاحب كاميرا مراقبة قريبة من المسجد أن الفيديو وثق مواظبة الشيخ محمود على صلاة الفجر، ثم مرور جنازته من نفس الطريق. وأضاف أن شقيقه الأصغر كان يلاحظ المشهد يوميا عبر شاشة الكاميرا فقام بجمع لقطات متكررة للشيخ أثناء ذهابه إلى المسجد وكذلك للجنازة التى مرت من نفس الشارع، ونشرها على حسابه الشخصى، لكن المقطع سرعان ما انتشر بشكل واسع وأصبح حديث مواقع التواصل.

قال عماد إبراهيم، شقيق الفقيد، إن والدهما كان تاجرا، وبعد وفاته تولى شقيقه الراحل مسؤولية التجارة إلى جانب عمله الأساسى كمحفظ قرآن، وأضاف أن الشيخ محمود أدى صلاة الفجر فى يوم وفاته ثم توجه إلى القاهرة لمتابعة أعماله، وأثناء عودته انقلبت السيارة نصف النقل الخاصة بهم بالقرب من مدينة العبور، ما أدى إلى وفاته فى الحال وإصابة السائق.

أما عبد الرحمن محمود نجل الفقيد، وهو طالب بالصف الثانى الإعدادى، فقال أن علاقته بوالده كانت علاقة صداقة، وكان يصحبه دائما إلى المسجد ويحثه على الصلاة وحفظ القرآن، وأكد أن والده أوصاه بمواظبة صلاة الفجر وأن يكون سندا لشقيقاته الثلاث، كما كان يتمنى أن يواصل تفوقه العلمى ويلتحق بكلية الهندسة، وأضاف أن تحقيق وصية والده سيكون هدفه فى الحياة، مشيرا إلى أنه بكى بشدة عندما شاهد الفيديو وتعليقات الدعاء لوالده، أثلجت صدري.

وأكد أشقاء الراحل، أن انتشار الفيديو اعتبروه بركة للقرآن وصلاة الفجر، حيث امتلأت مواقع التواصل بدعوات الرحمة التى أثلجت صدورهم، موضحين أنه كان يحرص دائما على صلة الرحم خصوصا مع شقيقاته البنات، وكان بالنسبة لهم الأب والأخ الأكبر فى أن واحد.