لوحة رحلة العائلة المقدسة إلى مصر للفنان تيتيان.. تحفة فنية عبر القرون

خطفت لوحة رحلة العائلة المقدسة إلى مصر للرسام الإيطالي تيزيانو فيشيليو، الشهير بـ"تيتيان"، والذى رحل عن عالمنا فى مثل هذه الأيام أغسطس من عام 1579م، أنظار المزايدين فى مزاد أقيم مؤخرًا بدار كريستيز بلندن، بعدما بيعت بمبلغ تجاوز 17.5 مليون جنيه إسترليني، ما يعادل أكثر من 22 مليون دولار، هذه التحفة الفنية، التي تعود إلى أوائل القرن السادس عشر، ليست مجرد عمل فني، بل وثيقة بصرية نادرة توثق لحظة روحية وإنسانية عميقة في التاريخ المسيحي.
تفاصيل اللوحة وسياقها التاريخي
اللوحة تصور لحظة استراحة السيدة العذراء مريم، والطفل يسوع، ويوسف النجار خلال رحلتهم إلى مصر هربًا من بطش الملك هيرودس، كما ورد في إنجيل متى، رغم صغر أبعادها (46.2 × 62.9 سم)، إلا أن تيتيان نجح في تجسيد مشهد حميمي ينبض بالمودة العائلية وسط طبيعة هادئة، مستخدمًا أسلوبه المميز في مزج الألوان والضوء، تم رسم اللوحة في بدايات مسيرة تيتيان الفنية، حين كان لا يزال في سن المراهقة أو بالكاد يبلغ العشرين، ما يجعلها من أوائل أعماله التي سبقت شهرته الواسعة كأحد أعمدة عصر النهضة الإيطالي.
رحلة اللوحة بين القصور والمآسي
مرت اللوحة بسلسلة من الأحداث المثيرة، حيث تنقلت بين أيدي الأرستقراطيين الأوروبيين، ثم نُهبت خلال الاحتلال الفرنسي لفيينا عام 1809، قبل أن تُعاد لاحقًا إلى النمسا، وفي عام 1995، سُرقت من منزل عائلة ثين في ويلتشير، إنجلترا، وظلت مفقودة لسبع سنوات، إلى أن عُثر عليها داخل كيس بلاستيكي بمحطة حافلات في لندن بواسطة محقق فني.
تيتيان.. فنان الملوك والأباطرة
تيتيان لم يكن مجرد رسام، بل كان فنان البلاط لدى الإمبراطور شارل الخامس، ولاقى تقديرًا واسعًا من ملوك أوروبا والباباوات، مثل فرانسيس الأول ملك فرنسا، وفيليب الثاني ملك إسبانيا، والبابا بولس الثالث، أثره الفني امتد لأكثر من قرنين، وألهم أسماء كبيرة مثل رامبرانت، روبنز، وإل جريكو.

Trending Plus