‎الدنمارك تعتذر عن حملة منع الحمل القسرى فى جرينلاند وسط ضغوط لتحقيق العدالة

‎قدمت رئيسة وزراء الدنمارك، ميتي فريدريكسن، اعتذارًا رسميًا لنساء وفتيات جزيرة جرينلاند اللواتي كن ضحايا لحملة منع حمل غير طوعي استمرت لعقود، وذلك في خطوة وصفت بأنها محاولة لإصلاح العلاقات مع الإقليم القطبي شبه المستقل، وسط تزايد الضغوط الدولية بشأن القضية.

‎وقالت فريدريكسن خلال كلمة لها: لا يمكننا تغيير ما حدث، ولكن يمكننا تحمل المسؤولية، لذلك، وبالنيابة عن الدنمارك، أود أن أقول: آسفة.

‎وكشفت السجلات في عام 2022 أن آلاف النساء والفتيات، بعضهن لم يتجاوزن 13 عامًا، تم تزويدهن بأجهزة منع الحمل داخل الرحم دون علم أو موافقة، خلال الفترة ما بين 1966 و1991، وهي السنة التي تولت فيها جرينلاند إدارة نظامها الصحي.

‎و أثارت القضية جدلاً واسعًا في الداخل الدنماركي، واعتبرت واحدة من أبرز ملفات سوء المعاملة التاريخي التي ارتكبتها كوبنهاجن بحق سكان جرينلاند، حيث ما زال نحو 60 ألفًا من سكان الجزيرة يطالبون بمزيد من الاستقلال، بينما ترفض أغلبية واضحة أي سيطرة أمريكية محتملة، رغم تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب حول رغبته في شراء الجزيرة لأسباب استراتيجية وأمنية.

‎وفي تطور متصل، استدعت الخارجية الدنماركية، الأربعاء، أكبر دبلوماسي أمريكي في كوبنهاجن، على خلفية تقارير استخباراتية أشارت إلى تورط مواطنين أمريكيين في تنفيذ عمليات تأثير سرية داخل جرينلاند.
‎

يذكر أن الدنمارك سبق وقدمت في 2022 اعتذارًا رسميًا عن تجارب أخرى مثيرة للجدل، من بينها نقل أطفال من جرينلاند إلى الدنمارك في خمسينيات القرن الماضي، فيما تسعى مجموعة من النساء حالياً، تتراوح أعمارهن بين السبعين والثمانين، للحصول على تعويضات أمام القضاء عن الأضرار التي لحقت بهن جراء حملة منع الحمل القسري.
‎

ورغم الاعتذار، لم تقر الحكومة الدنماركية حتى الآن أية تعويضات مالية، مؤكدة أن نتائج التحقيق الرسمي في القضية ستنشر الشهر المقبل لتحديد المسؤوليات بدقة.