مصر فى مواجهة تجار القضية والشنطة وحلفاء الاحتلال والانقسام

بالطبع، ليست مصادفة أن تتزامن تحركات تنظيم الإخـوان لمهاجمة السفارات المصرية، والتظاهر أمام سفارة مصر فى تل أبيب، مع بعض التصريحات والمواقف الصبيانية لبعض تجار القضية، ممن يرتدون قميص القضية، وهدفهم حساباتهم فى البنوك، أو الحصول على مقابل تقديم خدمات لمساندة مفاوضات نووية أو تدخلات خارجية، حتى ولو على حساب عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الذين سقطوا ثمنا لمغامرة لا يمكن التوصل إلى نتيجة واحدة إيجابية لها، بينما منحت الاحتلال فرصة كبيرة لشن حرب إبادة وإخراج مخططات التهجير، بجانب الاختراق وتصفية جبهات لبنان، وإنهاء سوريا، وتحييد إيران، ومع هذا لا تزال الألعاب والمواقف الصبيانية مستمرة، وهى بالطبع ليست صبيانية، لكنها تشير إلى وجود "لزوجة" لصرف الأنظار عن جرائم الاحتلال، وأيضا استمرار حرب تبدو مطلوبة لضمان تدفق الأرباح على كبار مناضلى الفنادق.
والواقع، أنه بعد أن بذلت مصر جهودها لإدخال المساعدات وإسقاط أخرى على غزة، انطلقت تظاهرات تنظيم الإخوان الإرهابى لمهاجمة مصر، والمفارقة أن هذا تزامن مع تصريحات تخلو من اللباقة وتزدحم بالجليطة، حيث ظهرت ما تسمى «لجنة الطوارئ المركزية بغزة»، لتنشر تصريحات على منصات الإخوان أو قنوات الفتنة، تطالب فيها مصر بكشف الأرقام الحقيقية للداخل والخارج عبر رفح، وهنا تبدو هذه التحركات، ضمن سلوك غير مسؤول لدى تنظيمات لا يهمها غير مصالحها، وتتحدث هذه التصريحات اللزجة عما تسميه «صناعة وهم التضامن»، وهنا يمكن الربط بني تحركات إخوان نتنياهو ممن حصلوا على تصريحات الصهاينة لمهاجمة مصر، من رائد صلاح وخدم الصهاينة، وتتزامن مع تصريحات سابقة لخليل الحية وتتوازى مع تصريحات وشائعات نتنياهو، وتحمل تلميحات خاليةِ من الأدب من قبل أحد تجار النضال، فى فنادق النضال المتخمة.
ولو كان هناك بين قيادات النضال مسؤولون أو قادة، ربما لم تكن هذه التصريحات الصبيانية صدرت من «الحيات» أو هيئة الطوارئ، لتشكك فى الأرقام المصرية، حيث يعرف العالم كله أن المصريين - رسميا وشعبيا - قدموا أكثر من ثلاثة أرباع المساعدات التى دخلت غزة، وأن مصر أنشأت منطقة لوجستية، وبذلت جهودا ضخمة لهذا الهدف، بل وإقناع العالم بأهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بينما تقابل مصر إساءات ّ غير مبررة، تفوق فى حدتها تصريحات مسؤولى الاحتلال، وحاولت حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية إصدار بيانات تعالج فيها تصرفات نضال الفنادق وتجار القضية والنضال الآمن فى الأنفاق، بالرغم من أن فتح والسلطة لم تخطئا فى حق مصر، بينما يفترض أن تعتذر حركة حماس، التى يعلم مناضلوها أن مصر هى التى تصدت ولا تزال للتهجير، والتصفية، بينما الحية وزملاؤه يستمتعون بالنضال الفندقى، وينفذون تعليمات أطراف تستعمل القضية الفلسطينية لمصالحها ومفاوضاتها، وهى أطراف أعلنت مرات انسحابها من المشهد، وغـادرت التفاخر التليفزيونى، بعد أن تم اختراقها وتفكيك جبهاتها، وبالتالى فإن الطرف الذى بذل جهده لمواجهة التصفية والتهجير، يواجه حربا دعائية مضادة وغير مفهومة، فى وقت تصاعدت فيه اتجاهات الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وبالطبع فإن هذا الجهد المصرى - لكونه يصب فى صالح القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب - يثير غضب نتنياهو وتجار الحرب، ويفترض ألا يغضب أى فلسطينى، إلا إذا كان من تجار الصراع والقضية، مثل كثيرين كانوا يفسدون أى محاولة لصالح فلسطين، باغتيالات أو تصريحات، وهو ما يبدو ظاهرا، من قبل بعض قيادات حماس وتوابعهم ممن يبدو أنهم فقدوا السيطرة على المساعدات، والتحكم فى توزيعها، أو الاتجار فيها كما حدث خلال شهور من قبل تجار المساعدات الذين سرقوا المساعدات واستغلوا جوع الغزاوية، وهو ما تظهره تقارير وتسريبات. وبالرغم من كل هذا، فإن مصر تتمسك بدورها تجاه القضية الفلسطينية، وتتصدى للتهجير والتصفية، وتسعى لإنهاء الانقسام وتوحيد الفصائل، وهو أمر يبدو أنه لا يناسب تجار النضال فى الفنادق والمخابئ، صحيح أن مصر لا تنتظر شكرا من أحد، لكن لا يصح أنّ يساند مدعو النضال الاحتلال على حساب الطرف الذى تصدى للتهجير وتمسك بمسار الدولة، ولا يفترض أن تتورط أطراف صغيرة فى هذه الدعاية الفاشلة بالرغم من أن بعضهم أطراف فى تفاوض أو مصالح، إلا لو كانت أهدافهم تناسب أهداف الاحتلال.


تنظيم الإخوان
مهاجمة السفارات المصرية
سفارة مصر فى تل أبيب
لبنان
سوريا
إيران
حزب الله
7 أكتوبر
حرب الإبادة على غزة
انتفاضة الأقصى
حماس
جرائم الاحتلال
مناضلى الفنادق
تجار القضية
لجنة الطوارئ المركزية بغزة
إخوان نتنياهو
رائد صلاح
خدم الصهاينة
خليل الحية
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
حركة فتح
السلطة الفلسطينية
Trending Plus