ألكسندر سولجينتسين.. كاتب روسي طرد من الاتحاد السوفيتي وحصد نوبل في الأدب

تمر اليوم ذكرى رحيل الأديب والمعارض الروسي ألكسندر إيزايفيتش سولجنيتسين، وهو روائي ومؤرخ وكاتب مسرحي روسي، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 3 أغسطس عام 2008، وكان قد حصل على جائزة نوبل فى الأدب سنة 1970،"للقوة الأخلاقية التي سعى بها إلى تقاليد الأدب الروسي التي لا غنى عنها" إلا أنه رفض الذهاب إلى ستوكهولم لتسلم الجائزة خوفًا من عدم السماح له بالعودة إلى الاتحاد السوفيتي من قبل الحكومة عند عودته.
نشأ ألكسندر سولجينتسين في روستوف بروسيا، بدأ كتابة الروايات في سن مبكرة، لكنه درس الفيزياء والرياضيات، أثناء خدمته العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، أُلقي القبض عليه لانتقاده ستالين في رسائل كتبها، زُج به في معسكرات الاعتقال، ونُفي، وعانى أيضًا من السرطان، في المنفى، عمل مدرسًا للرياضيات والفيزياء، لكنه ألّف سرًا كتبًا نُشرت لاحقًا، أُجبر على مغادرة الاتحاد السوفيتي عام 1974، لكنه عاد إلى روسيا عام 1994.
العمل الأدبي انعكاسٌ لعصره وأصل مؤلفه ومكانته، فقد انبثقت أعمال ألكسندر سولجينتسين من التقاليد السردية الروسية، وعكست المجتمع السوفيتي، يركز في روايته الأولى "يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش"، والعديد من أعماله اللاحقة، على الحياة في معسكرات الغولاغ السوفيتية، غالبًا ما تفتقر كتب سولجينتسين إلى شخصية رئيسية واضحة، بل تتنقل بين شخصيات مختلفة في قلب الحبكة. وهذا يعكس رؤية إنسانية لعالمية التجربة الإنسانية.
ولقد أثار هذا الكتاب غضب المسئولين السوفيت الذين لم يترددوا عام 1974 في سحب الجنسية من سولجنيتسين وطرده من البلاد ليجبر بذلك الأخير على الرحيل نحو ألمانيا الغربية قبل أن يهاجر فيما بعد للولايات المتحدة الأمريكية، وقد ظل سولجنيتسين منفيا خارج بلاده لنحو 20 عاما حيث لم يتمكن هذا الأديب الروسي من العودة لوطنه سوى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وقد ترجمت أعماله إلى عدة لغات عالمية من بينها اللغة العربية، مثل "الغولاغ"، التى تحدث فيها عن معسكرات الاتحاد السوفيتي للعمل القسري، وكذلك في روايتيه "أرخبيل غولاغ" و"يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش"وهو العمل الوحيد الذي سُمح له بنشره في الاتحاد السوفيتي عام 1962.

Trending Plus