دراسة: الفقمة البحرية تغنى في مجموعات بشكل مُنظم يشبه أغانى الأطفال

قد تكون فقمات النمر من أكثر الحيوانات المفترسة رعبا، إلا أن هذه الأصوات تُغنى بسحر مُنظم يُشبه أغانى الأطفال، فى دراسة جديدة ومُفاجئة، وجد الباحثون أن الأنماط الصوتية تحت الماء لهذه الثدييات البحرية المُنعزلة مُتوقعة ومُنتظمة للغاية، لدرجة أنها تُشبه إلى حد كبير التكرار الإيقاعى الموجود فى أغانى البشر.
قام باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز بتحليل 1900 عنصر صوتى مأخوذ من تسجيلات فقمة النمر تحت الماء ، مستخدمين اللغويات الحاسوبية للتحقق من وجود أنماط مميزة للضوضاء، قارن الباحثون العينات بنوع البنية والنمط الموجود فى الكلام الإنجليزى، وغناء الطيور، وأغانى الأطفال البشرية، والضوضاء العشوائية.
فقمة بحرية
ما وجدوه هو أن غناءهم كان "منخفض الإنتروبيا" وهو مصطلح يشير إلى حالة نظام يتميز بدرجة عالية من التنظيم والترتيب، أى أن أغانيهم كانت منظمة للغاية وقابلة للتنبؤ بنمطها، وهذه القابلية للتنبؤ تشبه إلى حد كبير أغانى الأطفال ، تضمنت أغانيهم تسلسلات متكررة، وانتقالات متسقة، وترتيبات منظمة للعناصر، والتى كانت أكثر وضوحا خلال موسم التزاوج، وفقا لموقع newatlas.
تقول لوسيندا تشامبرز، طالبة دكتوراه فى جامعة نيو ساوث ويلز والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "تتميز أغانى الفقمة بنمط زمنى منظم بشكل مدهش"، وتضيف: "عندما قارنا أغانيها بدراسات أخرى أجريت على الحيوانات الصوتية والموسيقى البشرية، وجدنا أن إنتروبيا المعلومات الخاصة بها وهى مقياس لمدى سهولة التنبؤ أو عشوائية التسلسل قريبة بشكل ملحوظ من أغانى الأطفال الخاصة بنا".
من أواخر أكتوبر إلى أوائل يناير، تغنى الفقمة الذكور منفردة لمدة تصل إلى 13 ساعة كل يوم، وتغنى فى دفعات مدتها دقيقتان تحت الماء قبل أن تأخذ قسطا سريعا من الراحة على الجليد أعلاه.
قالت البروفيسورة تريسى روجرز، المؤلفة المشاركة، والتى تجمع عينات من فقمات النمر منذ تسعينيات القرن الماضى: "إنهم ملتزمون للغاية.. إنها تجارة مربحة بالنسبة لهم"
وأضافت: "إنهم مثل الطيور المغردة فى المحيط الجنوبى.. خلال موسم التكاثر، إذا ألقيت جهازا لرصد الماء فى أى مكان فى المنطقة، فستسمعهم يغنون.. إنه التزام كبير، ولكنه أيضا لعبة عالية المخاطر.. الإناث فى حالة شبق لمدة 4 أو 5 أيام فقط فى السنة. ومع ذلك، ولأن الحيوانات تعيش منفردة، فإن الذكور فى النهاية تغرد فى الفراغ لشهور متواصلة، طوال موسم التكاثر"
ويعتقد الباحثون أن اللمسات الشخصية فى أداء أغانيهم يمكن أن تساعدهم أيضا فى إظهار قدراتهم الصوتية لأنثى بعيدة، على أمل إثارة إعجابها أيضا بقدرتهم على التحمل، فهى رسالة مزدوجة نوعا ما.
كما قارن الفريق أيضا نغمات 26 فقمة فردية مع أنواع صوتية أخرى بما فى ذلك الحيتان الحدباء والدلافين ذات الأنف الزجاجى وقرود السنجاب، بالإضافة إلى أنماط مختلفة من الموسيقى - الباروكية والكلاسيكية والرومانسية والمعاصرة وأغانى البيتلز.
وفى نهاية المطاف، وجد الباحثون أن فقمات النمر لديها طريقة خاصة بنوعها للغناء تحت الماء، وكل هذا يعود إلى التشابه الكبير مع أغانى الأطفال.
قال تشامبرز: "أغانى الأطفال بسيطة، متكررة، وسهلة التذكر - وهذا ما نراه فى أغانى الفقمات.. إنها ليست معقدة كالموسيقى البشرية، لكنها ليست عشوائية أيضا.. إنها تتمركز فى هذا المكان المميز الذى يجعلها فريدة ومنظمة للغاية فى آن واحد".

Trending Plus