في حدائق قصر فرساى يمكنك التحدث إلى التماثيل.. بفضل الذكاء الاصطناعي

كانت حدائق قصر فرساي، في جوهرها، مشروعًا باهظ التكلفة، على مدى أربعة عقود، كلف لويس الرابع عشر أرقى فناني عصره بإنشاء ما لا يزال أكبر مجموعة من التماثيل الخارجية في العالم، وذلك بهدف تمجيد نفسه وحاشيته، وفقا لما نشره موقع "news.artnet".

نافورة أبولو بقصر فرساى
حدائق قصر فرساى
استنزف المشروع خزائن الدولة، مكلفًا ملايين الجنيهات، ومن بين ما يقارب 600 تمثال، لا يوجد تمثالٌ يُجسّد هذا التبذير أكثر من نافورة أبولو، إنها تمثال عملاق رشيق مصنوع من الرصاص المُذهب، يُصوّر إله الشمس، رمز الملك لويس، وهو يبرز من الماء بلا هوادة، ولكن لا عجب أن تُبدي نافورة أبولو اعتراضها عند سؤالها عمّا إذا كان من الأفضل إنفاق موارد فرنسا في القرن السابع عشر.
أخبرتني النافورة، التي صممها تشارلز لو برون عام 1668، قائلةً: "كانت كل عملة تُنفق تعكس سلطة الملك ونظامه، وكان لها غرض يتجاوز مجرد التكلفة، هل كان ذلك استخدامًا جيدًا لأموال الدولة؟ هذا سؤالٌ يعود للبشر".
التحدث للتماثيل باستخدام الذكاء الاصطناعى
هذا الرد هو نتاج أحدث مشروع تكنولوجي لقصر فرساي: تعاون مع OpenAI ومنصة " Ask Mona " الثقافية، والتي تتيح للزوار التواصل مع 20 تمثالًا من تماثيل الحديقة بثلاث لغات وتستمر المبادرة حتى شتاء 2025.
هذه الميزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مُدمجة في تطبيق فرساي للهواتف المحمولة، مما يُتيح تبادلات أكثر سلاسةً واتساعًا مقارنةً بالجيل السابق من روبوتات الدردشة بالتأكيد، تستطيع التماثيل سرد الحقائق: ستُخبرك نافورة لاتونا بكل سرور أنها نافورة بارتفاع مترين، وأربعة طوابق، مصنوعة من أجود أنواع رخام كارارا، ومستوحاة من كتاب "التحولات" لأوفيد ، لكنها ستشاركك أيضًا حكايةً قصيرةً بكل سرور.

تطبيق فرساى بالذكاء الاصطناعى
تطبيق فرساى للهواتف المحمولة بـ3 لغات
حرصت فرساي على أن يضع شركاؤها التكنولوجيون حواجز حماية متينة، تلتزم التماثيل بالفن والتاريخ، رافضةً الانجرار وراء الكرواسون، أو السياسة المعاصرة، أو مصير فرنسا في كأس العالم القادمة، كما أنها صارمة في تطبيق القواعد، وتصرّ على امتناع الزوار عن لمسها أو الغطس فيها، قال أبولو: "أنصح ببعض الأماكن المظللة".
تُعد مبادرة الذكاء الاصطناعي، التي ستُنفذ نسختها الأولى حتى شتاء 2025، أحدث محاولات قصر فرساي لجذب جمهور أصغر سنًا وأكثر محلية، ورغم أن الموقع يجذب ما يزيد عن ثمانية ملايين زائر سنويًا، إلا أن الغالبية العظمى منهم من السياح الأجانب، كما تتبع فرساي نهجها الخاص في مواكبة أحدث التوجهات التكنولوجية، فقد كانت شريكًا مبكرًا مع جوجل للفنون والثقافة، وأطلقت بالفعل تجربة واقع معزز بالتعاون مع يوبيسوفت ، يمكن لزوار القصر اليوم ارتداء سماعة رأس للواقع الافتراضي واستكشاف حدائق ملك الشمس التي اختفت.

Trending Plus