مشهد متقلب فى إقليم كردفان.. الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع يتبادلان السيطرة على المدن والمواقع الاستراتيجية.. آلاف العربات القتالية تنشط فى المعارك.. وانفتاح الجيش على "الأبيض" يتيح له التوغل غرب كردفان

يتبادل كل من الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع، السيطرة على مدن ومواقع استراتيجية فى إقليم كردفان، إذ يشهد مسرح العمليات فى كردفان، تقلبات مثيرة ودرامية منذ أكثر من شهرين، وبسطت الدعم السريع سيطرتها على منطقة أم صميمة بشمال كردفان بعد أيام معدودة من سيطرة القوة المشتركة التى تقاتل بجانب الجيش عليها.
وخلال الأسابيع المنصرمة، شهدت منطقة أم صميمة، والتى تبعد نحو 60 كيلو عن مدينة الأبيض، قتالا شرسا، تبادلت فيها الأطراف السيطرة لثلاث مرات قبل أن تسيطر عليها قوات الدعم السريع مؤخرا.
وترجع أهمية منطقة أم صميمة، والمناطق المحيطة بها، أن السيطرة عليها، تعنى تضييق الخناق على الأبيض مجددا بالنسبة للدعم السريع أو الانفتاح نحو الخوى بالنسبة للجيش السودانى والقوة المشتركة.
وكشف ضابط رفيع فى الجيش ذو صلة بالعمليات العسكرية فى كردفان، عن سبب تقلب مسرح العمليات فى كردفان، وأكد أنه بسبب تكافؤ القوة بين الأطراف، عطفا على أن إقليم كردفان منطقة حاسمة فى الحرب إذ أنها تربط وسط البلاد بغربها وجنوبها.
وأضاف أن السيطرة على كردفان لأى طرف تعنى تأمين الطريق إلى دارفور، لذلك تستميت الأطراف فى القتال فى كردفان بحد وصفه، متوقعا استمرار المعارك فى كردفان لوقت أطول، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ومن جهته أكد الخبير العسكرى معتصم عبد القادر جغرافيا كردفان باعتبارها سهول ممتدة، تجعل من المعارك سهلة ومعقدة فى نفس الوقت، وهو الأمر الذى يجعل تقلب مسرح العمليات أمرا طبيعيا.
وقال عبد القادر فى تصريحات صحفية :"إن المناطق المكشوفة الممتدة مثل كردفان تجعل حركة القوات سلسة بعكس الحرب داخل المدن وسط المبانى العالية، وبالمقابل فإن المناطق الممتدة تحتاج قوة بشرية وآليات أكثر، لذلك تحريرها وتأمينها يحتاج جهد مضاعف مقارنة بالعمليات التى جرت وسط السودان".
وتابع عبد القادر أن الدعم السريع جندت مقاتلين على نطاق واسع فى كردفان، وهو الأمر الذى يتطلب عمليات استخبارية نوعية تسبق المعارك التقليدية، ورغم ذلك يعتقد الخبير العسكرى أن العمليات فى كردفان ودارفور لن تستغرق وقتا طويلا.
وتنشط فى مسرح العمليات فى إقليم كردفان أكثر من 2500 سيارة قتالية، بواقع 1500 للجيش والمشتركة و1000 سيارة للدعم السريع مع إمكانية اتساع الحركة بالنسبة للدعم السريع فى المناطق الممتدة بين كردفان ودارفور حيث تحتفظ بخط إمداد آمن.
ويسعى الجيش للسيطرة على طريق الصادرات الرابط أم درمان بمدينة بارا بشمال كردفان، مما يوفر له خط إمداد استراتيجى.
وتوقع خبير عسكرى أن يظل الوضع فى كردفان متقلبا فى السيطرة خاصة بالنسبة لميليشيا الدعم السريع التى تنظر إلى الأبيض هدفا استراتيجيا، مضيفًا إذا تمكن الجيش وقواته من الانفتاح غرب الأبيض سيتيح إمكانية للتوغل داخل ولاية غرب كردفان وبالتالى سيكون الجيش فى وضع أفضل ومريح فى كردفان، على حد وصفه.
وتابع فى حديثه :"أما إذا تمكنت قوات الدعم السريع من الوصول إلى الأبيض حينها، يمكن القول أن الحرب دخلت مرحلة جديدة".
وأكد مصدر عسكرى فإن وضع مدينة الأبيض حاليا أفضل مما كان عليه فى السابق، لكن التهديد مازال قائم على حد قوله.

Trending Plus