من رسوب دراسى إلى الأول على دفعته.. الكنيسة تحتفل بذكرى ميلاد البابا شنودة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الموافق 3 أغسطس، بذكرى ميلاد أعظم بطاركة العصر الحديث، البابا شنودة الثالث، الذي وُلد في مثل هذا اليوم عام 1923 باسم نظير جيد روفائيل. وبهذه المناسبة تستعيد الكنيسة وأبناؤها محطات ملهمة من حياة بطريركها الـ117، الذي لم يكن مجرد رجل دين، بل مفكر وكاتب ومعلم وقائد روحي وشعبي.
ومن أكثر المواقف التي يتداولها محبوه اليوم، قصة تحوله من طالب يواجه الفشل الدراسي، إلى الأول على دفعته. فقد رسب نظير جيد في أول اختبار له في السنوات الدراسية، لكنه أعاد بجد واجتهاد، ليصعد إلى قمة التفوق العلمي، ورفض كليات القمة، فاتجه لدراسة التاريخ والأدب بجامعة القاهرة، لتصبح الكلمة سلاحه والمعرفة طريقه. وهو ما يعكس قوة شخصيته وإصراره المبكر، وهو ما تكرر لاحقًا في كل محطات حياته الكنسية والوطنية.
وعُرف البابا شنودة الثالث بدوره البارز في ترسيخ التعليم الكنسي الحديث، حيث أسس نهضة تعليمية داخل الكنيسة، وألقى آلاف المحاضرات، وكتب مئات المقالات والكتب التي أثّرت في أجيال من الخدام والكهنة. كما كان أول بابا يخصص اجتماعات أسبوعية مفتوحة لشعب الكنيسة، استمرت لما يقرب من أربعين عامًا دون انقطاع.
رحل البابا شنودة في 17 مارس 2012 عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد أن خدم الكنيسة والشعب لمدة 40 عامًا و4 أشهر، لكنه ترك إرثًا لا يُمحى من التعليم والمحبة والوطنية. وما زالت عبارته الشهيرة "مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا" تلخص عمق انتمائه وعطائه الذي لا يُنسى.

Trending Plus