معبر رفح وحملات التضليل.. يُراد لمصر أن تدفع الفاتورة

لاشك، أن الحملات المُستعرة ضد مصر لتشويه موقفها بشأن المساعدات الإنسانية، وغلقها لمعبر رفح والذى يعد كذبا وتضليلا ممنهجا، ولا تخدم إلا أجندة العدو، فحتى لو اختلفنا في شيء، فكيف ننساق بجهل وحقد وراء مخططات قائمة على استراتيجية التضليل يتبعها العدو منذ الأزمة 7 أكتوبر 2023، ورغم حالة الأسف والمأساة إلا أنها تأتى في سياق "رب ضارة نافعة"، لأنها كشفت الوجه القبيح أمام الجميع وكشفت الأوراق والمستور، خاصة أن الكل يتساءل الآن، لماذا لا تستهدف هذه الحملات إلا مصر ولا تمتد إلى دول أخرى رغم أن هذه الدول تمتلك حدودا مفتوحة مع العدو ودول أخرى لديها جيوش؟
آليس مصر هي من رفضت التهجير، وتغافلت عن أي موقف سابق مع المقاومة، وبدأت في اتباع كافة المسارات منذ بدء الأزمة، وعقدت أول قمة وهى القاهرة للسلام، وكذلك قمة فلسطين الاستثنائية، وهى من حاصرت الغرب وأمريكا بتقديم البديل العملى لليوم التالى مما ساهم في حشد الرأي العام العالمى، وغلق الباب أمام إسرائيل والولايات المتحدة لتنفيذ مخطط التهجير؟
والأهم أن لا زالت مصر تقوم بدورها فى دعم المقاومة، تلك المقاومة التى قررت دخول الحرب دون مشاورة ودخلت معركة غير المتكافئة بإرادتهم الحرة ودون تشاور مع أحد ظنا منهم أنه سيحدث وقف مبكر لإطلاق النار مثل كل مرة، لكن هذه المرة لم تكن كمثيلاتها نظرا لخطورة الهجوم، وكان هناك في الجانب الآخر من هم أكثر تطرفا وجنوحا ووحشية من كل حكام إسرائيل السابقين.
وآليس هم من دخلو معركة دون وجود خطة أو استراتيجية للخروج، فضلا عن الوقوع فى فخ الاعلام المضلل بالمبالغة لحد الشطط في التقييم والقدرة على الانتصار، إضافة إلى رفض الوحدة وخاصة مخرجات إعلان بكين والاستمرار في شق الصف الفلسطيني وإعطاء أكبر مبرر لحكومة نتنياهو لمواصلة الحرب.
ورغم كل هذا، ومصر تتعامل بمنطق السند لكل العرب، لأن القضية الفلسطينية قضية مركزية لديها عبر مراحل الصراع، فلا تلتفت إلى هذه الحملات، ولا يعنيها إلا الفلسطينيين، لأن ببساطة هذه الحملات والعمل على تشويه الموقف بشأن غزة ملخصه أنه يراد لمصر أن تدفع الفاتورة، وهو ما يتطلب أن تتحرك الدولة المصرية مع الشركاء العرب، لتفويت الفرصة على هذه الجماعات والحركات حتى لا يكونوا سببا فى تصفية القضية الفلسطينية، وتحقيق أهداف العدو فى غزة، ما يهدد الأمن القومى، لذا يجب التواصل مع الجناح المعتدل فى المقاومة والسلطة الفلسطينية، للاسراع فى اتفاق بشأن خطة مصر لليوم التالى للحرب.

Trending Plus