حسين حمودة: نجيب محفوظ كان لديه ثلاثة أنظمة في حياته اليوميه

نجيب محفوظ، الروائى الأشهر في عالمنا العربى وأحد أهم المؤلفين فى التاريخ، أديب نوبل الذي وضع الرواية العربية في مصاف العالمية، واستطاع أن يخلّد اسمه في سماء الأدب، ويصبح الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الآداب، الجائزة التي لم ينلها أي كاتب عربي آخر حتى اليوم، وكان لنجيب محفوظ نظام محدد وثابت في حياته اليومية، ولكن ذلك النظام تغير مرتين حيث كان لديه نظام يومي أثناء فترة عمله، ونظام يومي آخر بعد بلوغه سن المعاش، ونظام يومي آخر بعد تعرضه لمحاولة اغتيال، وذلك حسب ما أوضحه الدكتور حسين حمودة.
وقال الناقد الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة إن هناك ثلاثة أنظمة في الحياة اليومية في مسيرة نجيب محفوظ.
نظام ما قبل بلوغ سن المعاش
أي أثناء فترة العمل، حيث كان يبدأ يومه مبكرًا وغالبًا ما يذهب إلى عمله سيرًا على الأقدام، ليعود في الساعة الثانية ظهرًا، يتناول وجبة الغداء وينال قسطًا من الراحة وبعدها يبدأ في القراءة والكتابة حتى الساعة التاسعة مساءًا، وبعدها يشاهد التلفاز قليلًا ثم يذهب للنوم، وكان ذلك يوميًا على مدار الأسبوع ماعدا يوم الخميس حيث كان يلتقى بأصدقائه ويقضون اليوم سويًا، أما يوم الجمعة فكان مخصص للأسرة فقط حيث كان يتنزه معهم في ذلك اليوم.
نظام بعد بلوغه سن المعاش
وأضاف الدكتور حسين حمودة في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن نظام حياة نجيب محفوظ اليومي بعد بلوغه سن المعاش لم يختلف كثيرًا عن النظام السابق، حيث كان يبدأ يومه مبكرًا وينزل من بيته ليمارس رياضة المشي من محل سكنه بالعجوزة حتى قهوة "علي بابا" مرورًا بجريدة الأهرام ثم العودة إلى منزله مرة أخرى ليكمل يومه بنفس النظام السابق ذكره.
وسواء في فترة العمل أو بعد بلوغه سن المعاش كان نجيب محفوظ يذهب خلال فترة الصيف إلى اسكندرية ويظل هناك فترة طويلة حيث كان يصعب عليه القراءة والكتابة أثناء فترة الصيف بسبب بعض المشاكل التي كان يعانيها في عينيه.
نظام ما بعد محاولة الاغتيال
وتابع الدكتور حسين حمودة أنه بعد حادث محاولة الاغتيال لم يكن نجيب محفوظ يستطيع السير في الطرقات وحده وكان دائمًا يشعر بالحرج أن يكون معه حارس شخصي، كما بدأت متاعبه الصحية في الظهور، وهو ما جعله يتبع نظام يومي آخر بعد فترة التعافي، حيث كان يخرج من منزله يوميًا مع مجموعة قليلة من الأصدقاء وذلك في الساعة السادسة مساءًا، وكانوا يتوجهون إلى الأماكن المختلفة، ليقضي معهم حوالي أربعة أو خمس ساعات يوميًا ليعود إلى منزله مرة أخرى، وذلك يوميًا ما عدًا يوم السبت حيث كان ينتظر الكاتب الكبير محمد سلماوي في منزله ليملي عليه المقال الصغير الذي كان ينشر في جريدة الأهرام.
وأنهى الدكتور حسين حمودة حديثه أن أديب نوبل نجيب محفوظ كان يقضي نهار يومه في كتابه نصوصه التي جاءت بعنوان "أحلام فترة النقاهة" وكتب قبلها "أصداء السيرة الذاتية".

Trending Plus