80 عاما على إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما.. والبحث لا يزال جاريا عن رفات الضحايا

تمر هذا الأسبوع الذكرى الثمانون لأحد أهم أحداث القرن العشرين، وربما التاريخ البشرى، عندما تم استخدام القنبلة الذرية لأول مرة من جانب الولايات المتحدة ضد اليابان، والذي كتب فصل النهاية فى الحرب العالمية الثانية بعد 6 سنوات من المعارك الشرسة وملايين الضحايا.
ورغم مرور ثمانية عقود على تلك المأساة، لا يزال البحث جارياً عن رفات الضحايا الذين تناثرت أشلاؤهم وأجسادهم المحترقة فى جزيرة قريبة من هيروشيما.
تقول وكالة أسوشيتدبرس إنه عندما تم تفجير أول قنبلة ذرية قبل 80 عاماً فوق هيروشيما اليابانية، تم نقل الآلاف من القتلى والمحتضرين إلى جزيرة نينوشيما الريفية الصغيرة جنوب المدينة، بالقوارب العسكرية المزودة بطواقم تم تدريبها على مهام الهجمات الانتحارية.
وكان العديد من الضحايا قد احترقت ملابسهم وتدلت لحومهم من وجوههم وأطرافهم، وكانوا يتأوهون متألمين.
وبسبب سوء الرعاية والدواء، لم يكن هناك سوى مئات قليلة منهم على قيد الحياة عندما أُغلقت المستشفى أميدانى فى 25 أغسطس، وفقاً للسجلات التاريخية. وتم دفنهم فى مواقع عديدة فى عمليات شابتها الفوضى والعجلة.
وبعد العقود، يبحث الناس فى المنطقة عن رفات المفقودين، مدفوعين برغبة لتكريم الضحايا وتحقيق الارتياح للناجين الذين لا تزال تطاردهم ذكريات أحبائهم المفقودين.
ونقلت وكالة أسوشيتدبرس عن ريبان كايو، الباحث فى جامعة هيروشيما الذى يزور نينوشيما بشكل منتظم للبحث عن الرفات، إنه حتى يحدث ذلك، فإن الحرب لم تنتهِ لهؤلاء الناس.
الأدلة على المفقودين لم يتم اكتشافها بعد
فى صباح أحد الأيام مؤخراً، زار كايو منطقة فى الغابة التى حفر بها بحثاً عن رفات الضحايا منذ عام 2018. وارتدى حذاء مطاطياً وخوذة ورش طارداً للحشرات.
وبعد أن زرع الزهور وأدى الصلاة، بدأ كايو فى حفر حفرة بحجم "بانيو". وعندما كانت التربة رطبة بما يكفى، قام بغربلتها بحثاً عن أجزاء العظام.
ووجد كايو حتى الآن نحو 100 من أجزاء العظام، منها قطع من جماجم وعظمة فك طفل بها سنة صغيرة.
وعثر على العظام فى منطقة اقترحها عليه أحد سكان نينوشيما، الذى شهد والده جنوداً يدفنون جثثاً تم جلبها للجزيرة على متن قوارب من هيروشيما قبل 80 عاماً.
ودمّر الهجوم النووي الأمريكي على هيروشيما المدينة على الفور، وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص على بعد 10 كيلومترات شمال نينوشيما.
ووصل عدد القتلى بنهاية عام 1945 إلى نحو 140 ألف شخص.

Trending Plus