أفلام الظهيرة.. رواية جديدة لـ إنجى همام

صدر حديثا عن بيت الحكمة للثقافة رواية جديدة بعنوان "أفلام الظهيرة" من تأليف الكاتبة الروائية إنجي همام.
حسب ما جاء في تقديم الرواية: "كانت الحادية عشرة صباح يوم أحد في نهايات 2005، فتحت أمي باب شقتنا بعد طرقات صباحية عالية، لم تكن مفزعة، على العكس كانت مُوَشَّاةً بالفرح، جاء حافظ يحمل الورد، باقة كبيرة بيضاء من الورود البلدية، كما أحبها تمامًا، بعد ساعتين تقريبًا تم عقد قراننا، بالمنزل، كما طلبتُ أنا، ارتديتُ فستانًا من الزهري الفاتح، كان طويلًا خفيفًا ناعمًا، حملتُ صحبة الأزهار ومشيتُ ببطء نحوهما، أبي وهو، أنجزنا المراسم سريعًا، انطلقت الزغاريد التي لا تعرف شيئًا عن دواخلنا، صرخات الفرح الصغيرة التي تُشيٍع العرائس، في الليل أدركتُ فداحة ما فعلتُ، لكن الأوان قد فات، لم أكن أعاقب أحدًا بقدر نفسي، ولكن لماذا أعاقبها؟! ربما فعلتي في هذا اليوم هي ما استحقت عقابًا لاحقًا، بل إن الفعلة والعقاب كانا قرينين، اثنين في واحد! تلك الهشاشة التي نرى بها العالم في طفولتنا الطويلة، هي أكبر الخدع التي يمكننا أن نراها، تأثيراتنا العظمى في الناس والعالم، تصوراتنا الحالمة بذلك، أضحك كلما أتذكر، كم كنتُ شخصًا جموحًا، أتعرفين؟ أتعس ما في فيلمك الشخصي أنه ليس هناك من يشاهده، ليس هناك من يرى ما لا تراه، فيصرخ منبهًا إياك فلا تسمعه، تمضي إلى مصيرك المحتوم بالإصرار نفسه، فالشخصيات داخل الأفلام لا تسمع تحذيرات المشاهدين، لكن هناك معنًى، هناك من يشاهد ويستمتع، ربما يتعلم شيئًا! يصل إلى فكرة، على الأقل هو يقضي وقتًا طيبًا، أو ربما خرج يلعن الفيلم! أما في أفلامنا اليومية تلك، فلا إثارة، مهما كانت تُتخم المشهد فعليًّا، أنظر خلفي للكاميرا، فلا أجدها، لا عين المخرج ولا مساعده، لا أنتظر أن يكلل هذا بعرض أخير مهم، فأشعر بمنتهى الوحدة".

أفلام الظهيرة
تنساب الجمل متدفقة، مدفوعة بعصف ذهني ووجداني، سابحة في الزمان والمكان، تحاول محاكاة الزمن السينمائي، متحررة من المسارات الخطية، المتصلة، راصدة الانقطاعات الفجائية المنفصلة. عند قراءة رواية أفلام الظهيرة، سنشهد أننا أمام عودة لرواية الرسائل، لكنها رسائل سواء عليها أأرسلت، أم لم ترسل، فهي نابعة من الذات وراجعة إليها.

Trending Plus