أوروبا على حافة ابتزاز رقمى.. ترامب يهدد بتحويل عمالة التكنولوجيا لأدوات حرب

حذرت صحيفة الباييس الإسبانية من استخدام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، لـ عمالقة التكنولوجيا من أجل ابتزاز أوروبا.
ويحذر برناردو دي ميجيل، خبير إسبانى فى الشئون الأوروبية فى تقرير له نشرته الصحيفة ، من دخول العالم في "عصر كل شيء مباح" الذي يدشّنه ترامب، حيث تواجه أوروبا خطر "التعتيم الرقمي الأمريكي" الذي قد يطلق فوضى عارمة ويكبد اقتصادات القارة خسائر فادحة، بسبب اعتمادها الهائل على البنية التحتية التكنولوجية الأمريكية.
وأشار إلى أنه فى ظل سيطرة شركات مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل على أكثر من 66% من خدمات الخوسبة السحابية الأوروبية ، وتخزين 92% من بيانات الدول الغربية فى مراكز بيانات أمريكية ، تبدو القارة العجوز مكشوفة أمام أى قرار أمريكى أحادى الجانب، ويخشى الأوروبيون أن تتحول هذه الشركات، في يد الرئيس الأمريكى ، إلى أدوات ضغط شبيهة بالرسوم الجمركية، تستخدم لفرض التنازلات أو معاقبة الخصوم والحلفاء على حد سواء.
ورغم محاولات مايكروسوفت وأمازون التخفيف من القلق عبر إنشاء "سُحب سيادية" وشركات تابعة تخضع للقوانين الأوروبية، فإن الشعور بعدم الأمان يتفاقم، خاصة بعد حالات استُخدمت فيها بالفعل أدوات رقمية للضغط، مثلما حدث مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الذي حُرم من الوصول إلى بريده الإلكتروني المُدار بواسطة شركة أمريكية، بعد فتحه تحقيقًا في جرائم حرب إسرائيلية.
ولم تعد التحذيرات الأوروبية محصورة في الأوساط الإعلامية فقط. ففي يونيو ، وافقت لجنة الصناعة في البرلمان الأوروبي على مشروع قرار يُندد بالاعتماد المفرط على التقنيات الأمريكية، ويعتبره خطرًا على السيادة الرقمية والأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي.
وجاء فى نص القرار "يعتمد الاتحاد الأوروبي بشدة على بنية تحتية رقمية أجنبية، ما يُضعف قدرته الاستراتيجية، ويُعرض بياناته الحساسة لخطر قوانين أمريكية تتجاوز الحدود".

Trending Plus