أوضاع متدهورة فى دارفور.. تصفية 15 مدنيا على الأقل برصاص الدعم السريع خلال محاولتهم المغادرة.. مرصد حقوقى: الميليشيا تحتجز عشرات النساء فى الفاشر.. مجلس السلم والأمن الإفريقى يعقد جلسة طارئة لمناقشة حرب السودان

يزداد الاهتمام الدولى والإقليمى بالحرب فى السودان، فى محاولة للوصول لحل سلمى للحرب الدامية التى دخلت عامها الثالث، وتسبب فى مقتل الآلاف من السودانيين، ونزوح الملايين، وخاصة مع تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير فى دارفور وكردفان بشكل خاص.
ويعيش إقليمى دارفور وكردفان، حالة من الترقب، على الرغم من الهدوء النسبى فيما يخص العمليات العسكرية، إذ تواصل ميليشيا الدعم السريع فرضها لحصار مشدد على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والتى تعانى من أوضاع إنسانية متدهورة للغاية، فى ظل نقص حاد للسلع الأساسية، وهو ما يضع المدينة فى خطر المجاعة.
وفى استمرار لعنف الدعم السريع، قتلت عناصر من ميليشيا الدعم السريع، 15 مدنيا على الأقل بالرصاص، خلال مغادرتهم مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وكشفت مصادر محلية عن تصفية 15 شخصًا على الأقل صباح السبت برصاص قوات الدعم السريع أثناء محاولة الوصول إلى بلدة قرنى غربى مدينة الفاشر، وأفادت أن عددًا من الشباب تم أسرهم بعد اتهامهم بدعم الجيش والقوة المشتركة.
وكان قادة بارزون من الدعم السريع وحلفاؤها، قد أطلقوا دعوات لإفراغ مدينة الفاشر من السكان باعتبارها منطقة نزاع نشطة.
وحددت الدعم السريع وحلفاؤها منطقة "قرني" الواقعة فى البوابة الغربية لمدينة الفاشر، نقطة تجميع للقادمين من عاصمة شمال دارفور، على أن يتم نقلهم لاحقًا إلى مناطق كورما وطويلة.
ومن جهته قال محمد آدم المتحدث باسم حركة تحرير السودان، بقيادة مناوى، أن الدعوات التى أطلقها حلفاء الدعم السريع لإفراغ مدينة الفاشر من السكان، استجاب لها عدد محدود من الشباب بسبب الضغوط المعيشية، لكنه تم الغدر بهم وقتلهم بصورة بشعة، وفقا لسودان تربيون.
واتهم الدعم السريع وحلفاؤها، بممارسة التضليل والكذب على سكان الفاشر عبر دعوات المغادرة، وذلك بغرض اصطيادهم لمصيرهم الحتمى، وهو القتل والتبشيع بهم، على حد وصفه.
ودعا الشباب إلى ضرورة الصبر والاستمرار فى الدفاع عن المدينة، وعدم الاستجابة لدعوات إفراغ الفاشر من السكان.
وأضاف: "لا تستجيبوا لدعوات المليشيات، وإن مناطق سيطرتها فيها مؤشرات واضحة على انعدام الأمن، وتُمارس فى هذه المناطق جرائم القتل والتنكيل وسرقتهم، وبمثل هذه السلوكيات لن يستطيع أحد أن يعيش فى مناطقهم".
وسبق أن تعرض عشرات النازحين لانتهاكات جسيمة على يد الدعم السريع، شملت القتل والنهب والاغتصاب والاعتقال أثناء محاولتهم الوصول إلى بلدة طويلة.
وتحاول الدعم السريع السيطرة على الفاشر منذ 11 مايو 2024، حيث ظلت تشن هجمات على المدينة، بالتزامن مع إحكام الحصار عليها، والذى أدى إلى أزمة جوع واسعة جراء النقص الحاد فى الغذاء.
أصدر مركز شمال دارفور لحقوق الإنسان، بيان كشف فيه، عن احتجاز ميليشيا الدعم السريع لعشرات النساء فى موقعين على الأقل بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال المرصد الحقوقى أن "الدعم السريع تحتجز عشرات النساء فى مقر الإمدادات الطبية الواقع فى شرق جنوب الفاشر، ومعسكر جديد السيل أقصى شرق شمال المدينة".
وأكد المرصد، أن بعض المعتقلات من النساء تم تزويجهن قسرا، بينما بينما حملت أخريات نتيجة هذه الانتهاكات، موضحا أن العدد الحقيقى للمحتجزات لا يزال مجهولًا بسبب التشديد الأمنى والتكتم، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وطالب المرصد بالكشف الفورى عن مصير المعتقلات وضمان سلامتهن الجسدية والنفسية، داعيًا المؤسسات الدولية والحقوقية إلى التحرك العاجل لتدارك الأمر، ومتابعة ملف المعتقلات، والتحقيق فى الأمر، ومحاسبة المسئولين عن هذه الجرائم، وإطلاق سراح جميع النساء المحتجزات فورًا دون أى قيد أو شرط.
واتهمت عدد من المنظمات الحقوقية والدولية ميليشيا الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جنسية ضد النساء، خلال الحرب الدامية فى السودان، التى دخلت عامها الثالث.
وفى سياق متصل، يستعد مجلس السلم والأمن الإفريقى التابع للاتحاد الإفريقى، لعقد جلسة طارئة حول الأوضاع فى السودان، الاثنين وقالت مصادر فى الاتحاد الأفريقى أن الجلسة الطارئة، برئاسة الجزائر، ستناقش التطورات فى السودان، بما فى ذلك تشكيل حكومة موازية فى مدينة نيالا غرب البلاد.
والأسبوع الماضى، أدان مجلس السلم والأمن الإفريقى، إعلان الدعم السريع تكوين حكومة موازية فى نيالا، وحذر الدول الافريقية صراحة من التعامل معها.
وتتزامن الجلسة المرتقبة للمجلس مع اتصالات أجراها مسئولون غربيون منتصف الأسبوع الماضى مع مسئولين فى الاتحاد الأفريقى حول التطورات فى السودان، بحسب مصدر آخر فى الاتحاد الأفريقى، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ومن جهته كشف، مصدر دبلوماسى سودانى عن زيارة وفد من الحكومة السودانية، الأسبوع الماضى للعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا.
وقال أن الوفد أجرى كذلك مشاورات غير رسمية مع مسئولين فى الاتحاد الأفريقى، وعقد عدة اجتماعات مع البعثة الدبلوماسية السودانية فى العاصمة الإثيوبية.
وأشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، على محمود يوسف، فى مايو السابق، بخطوة السودان، الخاصة بتعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء.

Trending Plus