الإخوان نسل الأغراب.. يقدمون سيناء قربانا لإسرائيل لتمكينهم من العودة للحكم!

إذا كنت من المؤمنين بنظرية المؤامرة أو ترفضها، كونك عميقا وتعشق اللون الرمادى بكل درجاته، وتقدم نفسك على أنك محايد، مع أن «المحايد» شخص يفتقد الطعم واللون، وأن التاريخ يخلد دائما أصحاب وجهات النظر الواضحة، فلا يمكن لك أن تقبل ما تفعله جماعة الإخوان من إعلان النفير العام ومحاصرة السفارات المصرية فى الخارج، وبالتحديد فى قلب تل أبيب، لتوريط مصر وتبرئة إسرائيل من الإبادة الجماعية فى غزة، وتضعه فى خانة «الخيانة» من الباب الواسع، وبكل أريحية.
إعلان جماعة الإخوان، نسل الأغراب، النفير العام، يأتى فى إطار صفقة معلومة، تتضمن تمكين إسرائيل من سيناء وغزة، وتقدمهما قربانا فى مقابل أن تساعد تل أبيب وواشنطن الجماعة للعودة للمشهد السياسى فى مصر من جديد، فى تكرار لسيناريو سوريا إلى حد التطابق.
ولا غرابة فى موقف جماعة الإخوان أن تسدى وعودا، وهى لا تملك، للأعداء الذين لا يستحقون، أن يستحوذوا على سيناء، ليس كونهم خونة ووصلوا إلى «ليفل الوحش» فى الخيانة، وهو معلوم بالضرورة، ولكن لأن جوهر أفكارهم وعقيدتهم قائمة على عدم الاعتراف بالدولة الوطنية، ذات الحدود الجغرافية المعلومة، وما الوطن إلا حفنة من تراب عفن، والإيمان فقط بأستاذية العالم، أو حكم العالم، أو إعادة الخلافة الإسلامية لحكم العالم، وجميع هذه المصطلحات تصب فى خانة أن الجماعة تعيش «الوهم» لتشكيل كيان «وهمى» يسيطر على العالم!
جماعة الإخوان وكل التنظيمات التى خرجت من رحمها، على اختلاف مسمياتها، من حماس للقاعدة لجبهة النصرة، التى صارت هيئة تحرير الشام إلى آخر هذه المسميات، بناؤها الفكرى التضحية بالأرض والبشر من أجل تحقيق أهدافها، ولا يهم أن تتمزق غزة أو سوريا أو يقتطع من مصر سيناء، المهم أن تصل للحكم، حتى ولو حكم قرية صغيرة، اعتقادا أن النضال يبدأ من عندها، دون إدراك حقيقى أن الدول التى تمزقت وسقطت فى قاع مستنقع الفوضى لم ولن تعود.
جماعة الإخوان وكل من خرج من رحمها، تُعلى من شأن «الجهاد» وتفرغه من مضمونه القائم على «الاجتهاد» فى تنمية القدرات، سواء الاستعداد الجيد، أو قراءة المشهد بعمق، وقياس النتائج المترتبة على كل قرار تتخذه، وهل سيكون إيجابيا مفيدا أم سلبيا يجلب الوبال؟
المؤكد أن حركة حماس التى خرجت من رحم جماعة الإخوان، عندما خططت لعملها المسلح فى 7 أكتوبر 2023، الذى حمل شعار «طوفان الأقصى»، لم تكن لديها تقديرات موقف، ولا حسابات دقيقة، تراعى فيها كيفية التعامل مع رد العدو، أو هناك خطة قادرة على التصدى للطوفان الجوى، وسيل القنابل المدمرة، والدبابات والمدافع والمسيرات وباقى الأسلحة الذكية، ولم تسأل نفسها هل تمتلك المقاومة عتادا قويا يستطيع التصدى؟ وماذا عن الجانب السياسى المؤثر والقوى الذى يقود تصحيح وجه المقاومة وتحسين الصورة فى المحافل الدولية، والقدرة على التواصل لحشد المجتمع الدولى لنصرة القضية؟ وهل وضعت سيناريوهات تحاكى الواقع وتبتعد عن الخيال الجامع فى حالة احتلال إسرائيل لغزة ماذا تصنع المقاومة؟
الواقع أجاب، فلم تكن هناك أى تقديرات موقف من أى نوع. إنها عملية تحكم فيها العبث بأرواح البشر وإرضاء أطراف خارجية!
جماعة الإخوان ترتكب نفس الموبقات طوال تاريخها، بدءا من الاغتيالات وحريق القاهرة والفرح بنكسة 67 والحزن لانتصار 73 ثم ارتكاب المذابح فى 25 يناير 2011 بدءا من اقتحام السجون، والمؤسسات والوزارات، وأحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء، ثم تنظيم أكبر معسكر إرهابى مسلح فى رابعة العدوية، وما تلاه من أحداث قتل وحرائق الكنائس وتخريب المرافق العامة، ثم انتقلت لمعاقبة المصريين باستقدام منتخب العالم فى الإرهاب للعبث فى «سيناء» ومحاولة تحويلها لإمارة مستقلة، وهى أعمال جميعها تصب فى صالح إسرائيل، ما كبد الدولة المصرية خسائر فادحة من أرواح خيرة أبنائها، وخسائر مادية بالمليارات، ما أدى إلى غضب المصريين منها، ورغم ذلك لم تستفد من هذه الكوارث، وتلجأ لفضيلة المراجعات الفكرية، فارتكبت أسوأ جريمة وهى الخيانة العظمى وأمام كاميرات صحف وقوات العالم، بمحاصرة سفارة مصر فى قلب تل أبيب!
سيناء دائما فى بؤرة اهتمام جماعة الإخوان، وتعتبرها «قربانا» مقدسا يمكن أن تحقق أحلامها، وجميعها تصب فى المقايضة القذرة، التخلى عن أرض التجلى، فى مقابل التمكين من حكم مصر، حتى ولو منزوعة منقوصة من جغرافيتها، وقوتها الحامية المتمثلة فى الجيش وعتاده، مثلما حدث فى سوريا.
الداعية اليمنى، الشيخ الحبيب على الجفرى، قال أمس الأول: إن جماعة الإخوان تسير اليوم على خطى الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيونى فى اتهامها لمصر زورًا بأنها تمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا التحالف المعنوى بين الجماعة والعدو الصهيونى يفضح حقيقة أجنداتهم المشبوهة.
الإخوان، نسل الأغراب، ليسوا منا، ولسنا منهم، ولن ينجحوا فى مخططاتهم سواء بتقديم سيناء قربانا لإسرائيل، أو العودة للمشهد السياسى فى مصر من جديد.. لا بد لكل مصرى أن يشكر الله، حمدا على نعمة غباء الجماعة، التى وصلت إلى ليفل الوحش فى الخيانة، بالتظاهر أمام السفارة المصرية فى تل أبيب رافعة الأعلام الإسرائيلية، ولم يعد هناك ذرة شك واحدة تساور كل مصرى، بل وعربى، بأن الجماعة خائنة بكل لغات الدنيا.

Trending Plus