الداخلية تكتب شهادة الثقة فى انتخابات الشيوخ.. الشرطة تدعم كبار السن بمحيط اللجان بقلوب رحيمة وأيدٍ حازمة.. كراسى متحركة للحالات الإنسانية ومظلات ومياه للتغلب على الطقس.. والعناصر الإنسانية تساعد السيدات

في مشهد يعكس الوجه الإنساني لرجل الشرطة، شهدت الساعات الأولى من انطلاق انتخابات مجلس الشيوخ، اليوم الاثنين، العديد من المواقف المؤثرة التي وثّقها المواطنون بعدسات هواتفهم، حيث تكررت المشاهد التي تحمل لمسة إنسانية من رجال الشرطة بمحيط اللجان الانتخابية في مختلف المحافظات.

تصدرت صور رجال الشرطة وهم يدفعون كراسي متحركة تقل كبار السن وذوي الهمم واجهة المشهد الانتخابي، حيث حرص عدد من أفراد الأمن على اصطحاب الناخبين ممن يحتاجون للمساعدة إلى داخل مقار اللجان، وتقديم يد العون لهم حتى الوصول إلى أماكن التصويت، في مظهر حضاري يعكس التزام أجهزة وزارة الداخلية بتطبيق البعد الإنساني في خطتها الأمنية.

وتنوعت صور الدعم الإنساني في محيط اللجان بين مساعدة كبار السن لعبور الطرق، وفتح الممرات المخصصة لهم، وتقديم زجاجات المياه للمواطنين للتغلب على حرارة الطقس، خاصة في المناطق التي شهدت زحامًا منذ بداية فتح اللجان أمام الناخبين. كما شاركت عناصر الشرطة النسائية في تقديم الدعم للسيدات، وتوجيههن بطريقة منظمة إلى أماكن التصويت، مع تقديم المساعدة لمن يحتجن الدعم أو المرافقة اللوجستية.

وامتدّت هذه المشاهد لتشمل تواجدًا منظمًا لرجال المرور الذين ساهموا في تسهيل الحركة المرورية بالقرب من اللجان، كما قام عدد منهم بمساعدة كبار السن على اجتياز الشوارع والوصول إلى لجانهم بسلام، دون أن يتأثر سير العمل المروري، في تناغم لافت بين الأداء الأمني والتنظيمي والإنساني.

وجاءت هذه التحركات في ضوء توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، الذي شدد في تعليماته على ضرورة توفير أقصى درجات الدعم والمساندة للحالات الإنسانية، وضمان أن تكون الأجواء المحيطة باللجان مهيأة لاستقبال جميع المواطنين، وخاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتذليل أي معوقات قد تعترضهم أثناء أداء حقهم الانتخابي.

كما جهزت وزارة الداخلية عدد كبير من الأقوال الأمنية والخدمات المرورية، المجهزة بأحدث وسائل الاتصال والتقنيات اللوجستية، لمتابعة الحالة في محيط اللجان أولًا بأول، وضمان استمرار الانضباط الأمني والانسياب المروري دون تعطيل، إلى جانب دعم جهود التيسير على المواطنين في الوصول إلى مقار الاقتراع.

وفي مشاهد أخرى، رصدت الكاميرات وجود تفاعل مباشر من المواطنين مع رجال الشرطة، حيث عبّر عدد من كبار السن عن امتنانهم للتعامل الراقي من أفراد الأمن، مؤكدين أن هذه اللفتات الإنسانية كان لها أثر بالغ في تحفيزهم على المشاركة، وتكررت العبارات التي تعكس الثقة في الأجهزة الأمنية وارتياح الناخبين للوجود الشرطي المنظم.

وفي محيط عدد من اللجان، شوهد رجال الشرطة وهم يهيئون مقاعد استراحة للمسنين في أماكن الانتظار، ويوجهون المواطنين بلطف إلى المسارات الصحيحة للدخول والخروج، مع تطبيق واضح لإجراءات التأمين دون أن يُشعر المواطن بأي عناء، وعبّر البعض عن تقديرهم لما لمسوه من اهتمام ورعاية، جعلت من اليوم الانتخابي تجربة إيجابية ومشجعة على التكرار.

وتواصل الوزارة تنفيذ خطتها الأمنية بالتوازي مع تنفيذ التعليمات الخاصة بالجانب الإنساني، من خلال غرف العمليات المنتشرة في جميع مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، والتي تتابع على مدار الساعة سير العملية الانتخابية، وترصد البلاغات، وتوجه القوات إلى أماكن الحاجة بشكل فوري، لضمان سرعة التعامل مع أي موقف طارئ دون تعطيل أو ارتباك.

هذه الصور الإنسانية، التي أصبحت مشهدًا متكررًا في استحقاقات مصر الديمقراطية، تعكس تحولًا نوعيًا في فلسفة العمل الأمني، الذي لم يعد مقتصرًا على فرض النظام فقط، بل بات شريكًا فاعلًا في دعم المواطن، وتهيئة الأجواء التي تشجع على المشاركة السياسية، وتعزز من ثقة المواطن في دولته ومؤسساتها.

إن مشاركة رجال الشرطة بهذا الحضور الإنساني الواضح، لم تكن إجراءً استثنائيًا أو عابرًا، بل جزءًا من خطة واضحة تعتمد على الدمج بين الكفاءة الأمنية والوعي المجتمعي، حيث تدرك الدولة أن نجاح أي استحقاق انتخابي لا يُقاس فقط بنسبة الإقبال، بل أيضًا بجودة التنظيم، واحترام كرامة المواطن، ودعم من يحتاج للمساعدة دون تمييز.

ومع استمرار التصويت في الساعات المقبلة، يتواصل مشهد التكامل بين الأمن والإنسانية في محيط اللجان، فيما يبقى المواطن هو محور الاهتمام، وضمان راحته وكرامته هدفًا لا يقل أهمية عن تأمين صناديق الاقتراع.