الفاتيكان يعقد اتفاقا تاريخيا يجعله أول دولة خالية من الكربون فى العالم

في خطوة تاريخية نحو الاستدامة البيئية، وقّع الفاتيكان اتفاقًا مع الحكومة الإيطالية لتحويل حقل زراعي يمتد على مساحة 430 هكتارًا شمال العاصمة روما إلى مزرعة شمسية ضخمة، في مشروع طموح يهدف إلى جعل الفاتيكان أول دولة في العالم خالية من الكربون.
وأشارت صحيفة لاخورنادا المكسيكية إلى أن الاتفاق، يُنهي سنوات من الخلاف بين الجانبين حول موقع سانتا ماريا جاليريا، الذي كان يُستخدم سابقًا كموقع لبث إذاعة الفاتيكان، ووفقًا لبيان رسمي، سيُحافظ المشروع على الطابع الزراعي للمنطقة، مع تقليل الأثر البيئي إلى الحد الأدنى، بينما يُنتج ما يكفي من الكهرباء لتغطية احتياجات دولة الفاتيكان بالكامل.
ولن يدفع الفاتيكان ضرائب على استيراد الألواح الشمسية من الخارج، لكنه أيضًا لن يستفيد من الحوافز الإيطالية الممنوحة لمشاريع الطاقة الشمسية، من جهتها، ستتمكن إيطاليا من احتساب هذه الحديقة الشمسية ضمن جهودها لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي للطاقة النظيفة، بينما سيُمنح أي فائض من الكهرباء للمجتمعات المحلية المحيطة.
ويُقدّر مسؤولو الفاتيكان أن تكلفة المشروع لن تتجاوز 100 مليون يورو، على أن يتم طرح العقود في مناقصة عامة فور مصادقة البرلمان الإيطالي على الاتفاق، نظرًا لتبعاته المالية والسياسية المتعلقة بالسيادة داخل الأراضي الإيطالية.
ومنطقة سانتا ماريا جاليريا، الواقعة على بُعد نحو 35 كيلومترًا من روما، كانت على مدى عقود مثار جدل صحي وبيئي بسبب تواجد أكثر من 24 برجًا لبث الموجات القصيرة والمتوسطة. في تسعينيات القرن الماضي، رفع السكان المحليون دعاوى قضائية ضد الفاتيكان، زاعمين وجود علاقة بين الانبعاثات الكهرومغناطيسية وارتفاع حالات الإصابة بسرطان الدم لدى الأطفال، وهو ما نفته المؤسسة الكنسية، رغم تقليصها ساعات البث لاحقًا.
وتأتي هذه المبادرة الجديدة استجابةً لرؤية البابا فرنسيس، الذي دعا مرارًا إلى التخلي عن الوقود الأحفوري والاعتماد على مصادر طاقة نظيفة. وقد زار البابا ليو الرابع عشر الموقع في يونيو الماضي، مؤكدًا التزامه بتطبيق نهج فرانسيس البيئي، الذي بات جزءًا من العقيدة الأخلاقية الحديثة للكنيسة الكاثوليكية.
وبهذا المشروع، يمضي الفاتيكان قدمًا نحو تحقيق هدفه بأن يكون نموذجًا عالميًا في حماية البيئة والقيادة الأخلاقية في مواجهة أزمة المناخ.

Trending Plus