جماجم بشرية وعظام كلاب طقوس غامضة للتضحية بالنار من 5000 عام في ألمانيا

اكتشف علماء آثار من مكتب ولاية ساكسن- أنهالت مجموعة من حفر الطقوس التي تعود إلى ثقافة سالزمونده ، وهي جماعة بشرية من العصر الحجري الحديث سكنت المنطقة منذ أكثر من خمسة آلاف عام، تشمل الاكتشافات جماجم بشرية وعظام كلاب وبقايا مساكن محروقة، وهي أدلة على ممارسات جنائزية واحتفالات قديمة غامضة، وفقا لما نشره موقع" labrujulaverde".
وقد كشفت الحفريات التي أجريت لإنشاء مسار شبكة الكهرباء المخطط لها في شرق ألمانيا، عن اثنتي عشرة حفرة دائرية، قطر كل منها ما بين مترين إلى ثلاثة أمتار وعمق يصل إلى 2.5 متر، وتقع في منطقة بالقرب من جيرستيفيتز كانت محاطة في السابق بخنادق واقية.
لقد تحول ما كان في الأصل مجرد مستودعات قمامة أو تخزين إلى مساحة طقسية منظمة بعناية، حيث كان أعضاء ثقافة سالزمونده (3400-3050 قبل الميلاد) يقيمون طقوسًا تتضمن النار والموت واتصالًا مزعجًا بأسلافهم.
القرابين والكلاب والجماجم: ألغاز القبور
ومن بين النتائج التي تم العثور عليها وعاءان خزفيان سليمان تم وضعهما في إحدى الحفر كقربان، بالإضافة إلى عظام كلاب متصلة تشريحياً -أي مرتبة كما لو كانت حية- ولكن مع وجود علامات واضحة على تعرضها للنار.
وإلى جوارها، توجد جمجمة بشرية، طازجة بشكل لا يمكن تفسيره مقارنة ببقايا الكلاب، مما يشير إلى أن عظام الحيوان ربما تم الحفاظ عليها لبعض الوقت قبل وضعها في الحفرة، أو أن الحفرة ظلت مفتوحة أثناء طقوس مطولة.
احتوت حفرة أخرى على حطام من مساكن محترقة ، مما عزز الفرضية القائلة بأن هذه المساحات لم تكن مجرد أماكن لإلقاء النفايات، بل كانت مواقع للاحتفالات المتعمدة حيث لعبت النيران وتدمير الهياكل المنزلية دورًا رمزيًا.
لكن الاكتشاف الأكثر إثارة للاهتمام هو فرن قديم أُعيد استخدامه كمقبرة، حيث دُفنت جثتا شخصين، وتشير الأدلة إلى أنهما عُرضتا في مكان آخر قبل دفنهما النهائي.
ثقافة سالزمونده: بين التبجيل والعنف
كانت ثقافة سالزمونده، وهي فرع إقليمي من جماعات فانل بيكر التي امتدت على طول الروافد الوسطى والسفلى لنهر زاله، معروفةً بطقوس الدفن المميزة، في موقع سالزمونده الذي يحمل نفس الاسم، والذي اكتُشف عام 1921، عُثر على مدافن تحت طبقات من الفخار المكسور وبقايا منازل محترقة، بالإضافة إلى العديد من حالات العنف الشخصي والتلاعب بعد الوفاة، مثل نقل الجماجم والعظام الطويلة.

Trending Plus