"خايفة الكلاب ياكلوا أولادى".. نعمة شهوان أم فلسطينية ثكلى لا تستطيع انتشال جثة أبنائها: كان حلمى أراهما تخرجا من الجامعة والآن أتمنى فقد دفنهما.. ذهبا لشراء الخبز ولا أحد يستطيع الاقتراب من جثمانهما.. صور

نعمة شهوان
نعمة شهوان
حوار - أحمد عرفة
  • محمد كان يدرس وسائط متعددة بالجامعة وأحمد تمنى الالتحاق بكلية الشرطة

  • لم يعد لدى سوى ابن صغير وزوجى نازح فى خيمة بعيد عنى

  • ما عاد عنا حياة بعد تدمير الاحتلال لمنزل أسرتنا وقتل أبنائى وتشريد زوجى

  • لا أعلم ما إذا كانت جثة أبنائى موجودة أم أكلتها الكلاب وهذا أصعب شعور يمكن أن تمر به أى أم

  • نزحنا أربعة مرات ولا نعرف مصيرنا مع استمرار الحرب

  • نقف طوابير من أجل الدخول للحمام وإذا مرض أبنى لا أستطيع الذهاب للمستشفى

"أنا خايفة الكلاب ياكلوا أولادي"، تلك الصرخة التى أطلقتها الأم نعمة شهوان، وهى تستنجد بأى شخص يستطيع أن ينتشل جثتى أبنائها اللذان استشهدا خلال خروجهما للبحث عن الخبز لإحضاره للأسرة، استهداف وحشى من جانب الاحتلال لمجموعة من الفلسطينيين تجمعوا لشراء الخبز، استشهد العشرات كان بينهما أحمد ومحمد وائل، تجمعا معا لإحضار الطعام وفارقا الحياة معا، بينما تظل جثتهما لأيام فى الشارع بمحيط المستشفى الأوروبي، الجميع يخشى الاقتراب بسبب طلقات رصاص الاحتلال التى تملأ المكان.

 

اقرأ أيضا:

الخارجية الفلسطينية: اعتراف فرنسا بدولة فلسطين يمثل انتصارا للدبلوماسية

حلم جميع الأمهات حول العالم أن ترى أبنائها يكبرون أمامها ويحققون أحلامهم وتشاهدهم سعداء، بينما الأم الفلسطينية أصبح أقصى حلم لها أن تستطيع دفن جثث أبنائها المنتشرة فى الشوارع، تخشى أن يأكلها الكلاب الضالة التى تعيش على أنقاض المنازل المدمرة، حال نعمة شهوان يشبه آلاف الأمهات الذين يبحثون عن أبنائهم إما تحت الأنقاض أو بين الشوارع أو مختفيين قسرا لا يعرفون ما إذا قد استشهدوا أم داخل سجون الاحتلال.

 

استهداف الاحتلال لمنتظرى المساعدات فى غزة يزداد وحشية يوما بعد يوم، إسرائيل تستغل حاجة الفلسطينيين للطعام بعد شهور عديدة من الحصار وغلق المعابر ورفض دخول المساعدات، لتجمعهم فى مكان واحد ثم تطلق الرصاص عليهم، لعل أبرز تلك الجرائم كانت المجازر التى ارتكبها على مدار يومين وهما الثانى والثالث من يوليو، راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد ومئات الجرحى والمفقودين، بحسب بيان المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة.

 

المكتب الإعلامى الحكومى، أكد حينها استشهاد أكثر من 300 شهيدٍ، إلى جانب مئات الجرحى والمفقودين، فى جرائم متلاحقة وجديدة نفذها الاحتلال، تضمنت قصف مراكز الإيواء والنزوح المكتظة بعشرات آلاف النازحين، والاستراحات العامة مثل استراحة "الباقة"، واستهداف العائلات الفلسطينية داخل منازلها، وكذلك الأسواق الشعبية والمرافق الحيوية، بجانب قتل المدنيين المُجوّعين أثناء بحثهم عن الغذاء لتؤكد مضيه فى تنفيذ سياسة القتل العمد والإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

 

وأوضح البيان حينها، أن غالبية الشهداء هم من النساء والأطفال، وكلهم من المدنيين العزّل، ما يعكس تعمّد الاحتلال استهداف الفئات الأكثر ضعفًا، حيث تتزامن هذه الجرائم مع محاولات الاحتلال المتواصلة لإسقاط ما تبقى من المنظومة الصحية، من خلال قصف المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية ومنع دخول الإمدادات الحيوية.

نعمة شهوان

نعمة شهوان

حالة نعمة شهوان، التى أثارت حالة تعاطف عالمى دفعتنا للتواصل معها والحديث عن شعورها وهى ترى جثث اثنين من أبنائها ملقان فى الشارع ولا يستطيع أحد الوصول لهما حتى الآن، حيث تتحدث خلال الحوار عن تفاصيل استشهادهما، ورحلة البحث عنهما، ومعاناتها بعد أن فقدتهما وتحملها مسئولية توفير احتياجات ابنها الصغير نظرا لنزوح زوجها مع أسرته بينما ظلت مع أسرتها فى خيمة بخان يونس، وصعوبة الحياة داخل خيام لا تقى من حرارة الشمس وطرق مواجهة المجاعة التى تضرب القطاع وإلى نص الحوار..

 

صرخاتك جابت العديد من دول العالم وأنت لا تستطيع رؤية جثث أبنائك.. احك لنا قصة استشهاد محمد وأحمد؟

فى البداية، أنا أم الشهيدان، أحمد وائل شهوان عمره 20 عاما، ومحمد وائل شهوان 15 عاما، استشهدا وهما يبحثان للأسرة عن طعام بعد أن زادت وطأة المجاعة على سكان القطاع.

 

 

الشهيد محمد

 

الشهيد محمد

كيف استهدفهما الاحتلال؟

في  22 مايو الماضين خرجا أبنائى لشراء الخبز لأنه ما كان في طعام بخيمتنا وتأخرا كثيرا عن ميعاد عودتهما رغم أن المكان الذى ذهبا إليه للحصول على الخبز لم يكن بعيدا عن المخيم، حيث مرت ساعة ثم اثنين ثم ثلاثة ساعات وحينها شعرت بأنهما استشهدا.

 

ماذا فعلت عندما تأخر ابنائك عن العودة للمخيم؟

لم يكن هناك مجال كى نخرج ونبحث عنهم لأن الاحتلال بدأ حينها ضرب النار فى المنطقة خاصة فى محيط المستشفى الأوروبي بخان يونس، وبالتالى لم استطع الاطمئنان عليهما.

الشهيد أحمد
الشهيد أحمد

كيف جاء لك خبر استشهادهما؟

عن طريق أناس يعرفوهما جيدا، حيث رأوا جثثهم فى الشارع، يا روحى عليهم ولم يستطع أحد أن يصل إلى جثتهما حتى ينتشلهما ويأتى بهما للمخيم، فكلما اقترب أى شخص إلى مكان الجثث وجه الاحتلال طلقاته نحوه، وبالتالى الجميع كان يخشى من الاقتراب خوفا من أن يصاب برصاص الجيش الإسرائيلى.

 

رغم مرور أسابيع على استشهادهما هل لم تستلمون جثة ابنائك حتى الآن؟

لا زالت جثثهما فى الشارع بمحيط المستشفى الأندونيسى، وحتى الآن لا أعلم ما إذا كانت جثتهما موجودة أم أكلتها الكلاب أم دهستهما دبابة الاحتلال التى تجوب المنطقة، هذا أصعب شعور يمكن أن تمر به أى أم وهى لا تستطيع حتى أن ترى جثة أبنائها أو تدفنهم أو تعرف قبرهم.

 

هل تواصلت مع الدفاع المدنى بغزة لمحاولة انتشال جثث أبنائك؟

لم يعد تفيد أى مناشدات، لقد ناشدت طوب الأرض حتى يأتوا بجثث أبنائى الشهداء كى أدفنهما وأكرم مثواهما، لكن نحن داخل قطاع غزة لا أحد يشعر بنا ولا بمعاناتنا ووجعنا وآلامنا وخسارتنا لأغلى ما نمللك ولا أحد يتحرك من أجل أن ينجدنا لقد أصبحنا أرقام فقط.

 

كيف هو شعورك وأنت حتى الآن لا تستطعين رؤية جثث أبنائك؟

أنا أتعذب كل يوم، لا أحد يعرف حجم الوجع الذى أشعر به أم على أبنائهما ولا تعرف حتى ماذا صار فى جثثثهما بعد استشهادهما ولا تستطيع الأسرة دفنهما، أنا وجعى وجعين، وجع أنهم ماتوا وراحوا منى بلحظة شباب متل الوردة ووجع أنى لا أستطيع دفنهما، أتمنى بكل لحظة أن أراهما وأحضنهما وأودعهما.

بماذا كنت تحلمين لأبنائك؟

كان حلمى أن يكبرا أمامى وأراهما قد تخرجا من الجامعة وأفرح بهما والآن أصبح كل همى فقط أن أحضر جثتهما وأدفنهما، حينها من الممكن أن أستطيع تقبل فكرة استشهادهما.

 

بماذا كان يحلمان محمد وأحمد بمستقبلهما؟

أبنائى اللذان استشهدا كان الكبير أحمد عمره 20 عاما وكان فى بداية السنة الجامعية وعندما بدأت الحرب على غزة كان يدرس وساط متعددة فى الجامعة، بينما محمد كان فى المرحلة الإعدادية وكان يحلم بالالتحاق بكلية الشرطة من أجل حماية بلده.

 

واقع مؤلم لسكان غزة بسبب الحرب
واقع مؤلم لسكان غزة بسبب الحرب

 

هل لديك أبناء آخرين غير محمد وأحمد؟

لم يعد معى سوى طفل صغير بعمر 10 سنوات.

هل يعيش معك زوجك فى المخيم أم نازح فى مكان آخر؟

لا.. زوجى لا يعيش معنا بل نازح مع شقيقته، وأعيش أنا وابنى الصغير والوحيد الآن مع عائلتى فى خان يونس.

كيف هى حياتكم منذ بداية الحرب من نزوح وتجويع ونقص فى كافة الخدمات؟

ما عاد عنا حياة من الأساس، فبيتى وبيت أهلى وبيوت أخوتى كلها تدمرت على يد الاحتلال، وأصبحنا نعيش فى الخيم بعد ما كنا نعيش حياة مكرمة وبعز وبخير، إلا أن العدوان جاء ليشردنا ويشتت شملنا ويجعلنا نعيش حياة صعبة وبائسة فى مخيمات النزوح، فى ظل نقص الإمكانيات من أكل وشرب وصحة وتعليم.

كيف أثرت حياة المخيمات عليكم؟

أقسم بالله أصبحت أخاف من المرض لان ما فى إمكانية أن نذهب ونتعالج مع عدم وجود المستشفيات والمراكز الصحية فى ظل استهداف الاحتلال للمنظومة الصحية بشكل كامل.

ما هى صعوبات الحياة فى المخيمات؟

كل شئ صعب بالمخيمات سواء عدم توفر المياه أو النظافة، بجانب درجة حرارة الشمس التى تحول الخيام لقطعة من النار تؤثر على من يعيشون فيها، بالإضافة إلى عدم توفر الخصوصية، فى الحقيقى الوضع مأساوى للغاية.

كيف يكون شعوركم عندما تسمعون أصوات القصف وكم مرة نزحتم خلال الحرب؟

كتير نكون خائفين عندما نسمع أصوات القصف الشديد، حتى حال عدم حدوث قصف بجانب المخيم نخشى أن يكون أى قصف قادم على مخيمنا أو قريب منا، دائما ما نترقب أى مجزرة قد تحدث بجانبنا ولا نعلم من يسكن بجانبنا فى المخيمات فمن يستشهدون هم المدنيين فقط، والاحتلال يتعمد استهداف الأطفال والسيدات فى مراكز الإيواء وفى المناطق التى يحدد أنها إنسانية ولن يستهدفها وهو ما يجعلنا دائما نشعر بالخوف والهلع بشكل يومى، فجثث الشهداء وعدد المصابين والمجازر اليومية تجعلنا دائما نعيش فى رعب وبؤس.

كم مرة نزحتم خلال تلك الحرب منذ بدايتها؟

أنا وابنائى نزحنا أربعة مرات لكن أشقائى نزحوا أكثر من 10 مرات، هذه تجربة صعبة للغاية أن تضطر أن تغادر المكان الذى عشت فيه لتذهب إلى مكان أخر لا تعلمه ولا تعرف مصيرك بعد الوصول لمكان النزوح.

كيف تتحملين الأن مسئولية الأسرة وتدبير الطعام بعد استشهاد أبنائك اللذان كانا يساعدنك؟

أنا وابنى الصغير نعيش الآن بخيمة بجانب أشقائى الذين أصبحوا مسئولين عنى وعنه فى ظل غياب زوجي.

ما هى أبرز الصعوبات التى تعيشها الآن مع طفلك الصغير؟

كل شى صعب ومعاناة، فعلى سبيل المثال إذا أردت الدخول للحمام فتضطر للوقوف أمام طابور طويل قد تستغرق خمسة ساعات من أجل أن يأتى دورك، كما أن الطعام غير متوفر خاصة الأساسيات مثل الخضار غير موجودة وإذا وجد يكون ثمنه مرتفع للغاية بحيث لا تستطيع شرائه، وإذا مرض ابنى لا نستطيع أن نذهب به للمستشفى لأن العلاج غير متوافر العلاج فى كل مستشفيات القطاع.

هل لا يتوافر أطباء فى عيادات خاصة بجانب المخيمات؟
 

حتى إذا أردت الذهاب إلى طبيب خاص لكتابة علاج له لا نستطيع شرائه لعدم توافره فى الصيدليات، بجانب صوت القصف المستمر والمجازر التى نشاهدها يوميا فهذا جزء بسيط من المعاناة التى نعيشها بشكل يومي.

هل ابنك الوحيد يعانى من أمراض خلال تلك الحرب؟

الحمد لله سليم ما فى أمراض حتى الآن لكن نحن نخشى من أن يصاب بأى مرض لأنه لم يعد هناك مستشفيات أو مراكز صحية قادرة على علاجه مثلما كان قبل الحرب، فالاحتلال يستهدف بشكل يومى المراكز الصحية ويحاصرها ويقتحمها ويقتل الأطباء.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد صلاح يغيب وليفربول بالبدلاء فى الودية الأولى أمام أتلتيك بيلباو

انتخابات الشيوخ 2025.. إقبال كبير على اللجان بدائرة الوراق.. صور

ميركاتو على صفيح ساخن بين الأهلي والزمالك قبل غلق القيد الصيفي بـ48 ساعة

ملحمة وطنية.. عمال مصر يشاركون فى انتخابات الشيوخ 2025.. غرف عمليات مركزية واتحادات محلية تتحول إلى "خلايا نحل" لحشد الناخبين وتذليل العقبات من المصانع إلى اللجان.. ورؤساء النقابات: صوت العامل رسالة للعالم

متابع دولي: لم نرصد أي تجاوزات بانتخابات مجلس الشيوخ حتى الآن


الداخلية: ضبط تيك توكر بمدينة 6 أكتوبر لبثه فيديوهات خادشة للحياء.. فيديو

أب يدهس ابنه بالخطأ أثناء انتظاره أسفل سيارة فى الشرقية

المؤبد لعامل قتل شخصًا بعيار ناري خلال سرقته بالإكراه فى الخصوص

"خايفة الكلاب ياكلوا أولادى".. نعمة شهوان أم فلسطينية ثكلى لا تستطيع انتشال جثة أبنائها: كان حلمى أراهما تخرجا من الجامعة والآن أتمنى فقد دفنهما.. ذهبا لشراء الخبز ولا أحد يستطيع الاقتراب من جثمانهما.. صور

الرئيس السيسى يصدّق على قانون الإيجار القديم.. إنفوجراف


من سيطبق عليه قانون الإيجار القديم بعد التصديق؟ القانون يجيب

النص الكامل لقانون الإيجار القديم بعد تصديق الرئيس السيسى عليه

الرئيس السيسى يصدّق على قانون الإيجار القديم

طائر يصطدم بمقدمة طائرة إيرباص ويرغمها على الهبوط فى إسبانيا.. صور

وزير الاتصالات يدلى بصوته بلجنة المدرسة اليابانية فى الشيخ زايد.. صور

تخفيضات الأوكازيون الصيفى 2025.. اعرف التفاصيل

تنسيق الجامعات.. الحدود الدنيا للمرحلة الثانية لتنسيق طلاب الثانوية العامة

رئيس الوزراء يدعو جموع الناخبين للمشاركة الفاعلة والجادة فى انتخابات الشيوخ

الزمالك يتفق مع جناح أجنبي وينتظر رحيل أحمد الجفالي

ليفربول يواجه بيلباو فى "ودية مزدوجة" بالبروفة الأخيرة قبل الدرع الخيرية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى