عصام عبد القادر يكتب عن كثافة المشاركة في الانتخابات: الصورة المشرفة.. اللحمة الوطنية.. سيدات مصر الفضليات.. الوعي الشعبي.. النضج السياسي.. دحر الشائعات المغرضة.. إيجابية البناء

الممارسة الديمقراطية من الأمور التي يجب أن نغتنمها في بلادنا، خاصة في تلك الفترة التي نرغب أن نتقاسم ونتشارك في بناء الوطن ومؤسساته المنوط بها تقديم كل ما يلبي احتياجاتنا وما نطمح فيه من تحسينات تطال كافة أطر الحياة، وهذا دون مواربة يحفزنا تجاه خطىً ثابتةً في الوصول لنهضة نستحقها بمزيد من العمل والإنتاج عبر بوابة الإصرار والرباط؛ كي نجتاز تحديات فرضت علينا وأزمات يمر به العالم بأسره، وصراعات اصطنعها البعض؛ من أجل مكاسب ومطامع معلومة.
الأوطان التي تتبنى الفكر الديمقراطي في سياساتها تخلصت من بيروقراطية ونفعية ذاتية وانتقلت بمؤسساتها لساحة الحرية المسئولة التي تؤكد طبيعة المهام والتكليفات المنوط بها الفرد والجماعة داخل ميدان العمل العام منه والخاص؛ فسباق التقدم والريادة لا يقوم على أحاديث جوفاء أو شعارات تخلو من نوايا الإخلاص والعطاء، وهنا ندرك، بل، نوقن أهمية الانتخابات البرلمانية التي تدشن مؤسسات تسهم بحق في مسار نهضة الدولة وتقدمها الملموس في شتى المجالات الحيوية والحياتية.
من يتصدر دعوات المقاطعة للانتخابات البرلمانية عبر المنصات الرقمية، لا يدرك أنه يساعد في هدم المسار الديمقراطي؛ ومن ثم يضير بالوطن ومؤسساته، ويقوض حرية الاختيار، ويركن لسياسة السلبية ويتغاضى عن واجباته الوطنية، ولا يرغب في أن يشارك بصورة جادة في نهضة مجتمعه؛ فقد أضحى مقياس أو معيار النضج السياسي بقدر المشاركة في الاستحقاقات الدستورية التي تؤكد على المواطن الذي له حق التصويب أهمية إقباله وإدلائه بصوته الذي لا يدعم فيه فردًا، بل، يساهم في بناء وطنه.
دعونا لا نتوقف عن محاولات تحسين ممارساتنا الديمقراطية، مهما واجهنا من مشكلات أو شوائب طفيفة تعكر الصفو؛ ومن ثم نتلافاها في المرات القادمة، وهذا طريق الصواب في شتى أمورنا بمختلف أنماطها وصورها؛ حيث إن تقويم المسيرة لا يجعلنا نتوقف أو نصاب بالإحباط، بل، يدعونا أن نرصد السلبيات؛ كي نعالجها، ونتدارس الإيجابيات؛ كي نعمل على تعظيمها؛ ومن ثم نستشعر قيمة ما نقوم به من ممارسات ديمقراطية تصب في مصلحة الوطن العظيم بشعبه ومؤسساته.
نافذة المستقبل تكمن في بوابة المشاركة الانتخابية التي ترسم من خلالها مؤسساتنا الوطنية سيناريوهات التقدم والازدهار، وتعالج كل صور الانحراف عن المسار القويم، وتعزز مسيرة العطاء بمزيد من التشريعات والقوانين التي تسهل الإجراءات في شتى ميادين العمل والإنتاج ومتلون صور الاستثمار؛ فتصبح الدولة مهيأة للتنمية الاقتصادية في كافة ربوعها، ويصير المواطن أداة بناء فاعلة سواءً بساعده أو بفكره البناء أو بوجدانه الراقي الذي يحمل الخير لبني وطنه.
أضحت الصورة الانتخابية المشرفة في بلادنا مدعاة للفخر؛ حيث النزاهة والشفافية والوقوف على مسافة واحدة من المرشحين، وهذا من شأنه أن يعزز حالة الاستقرار المجتمعي وينعكس إيجابًا على العملية السياسية برمتها؛ حيث يشجع الجميع في خوض الغمار دون تخوف أو وجل؛ فالأمر بات تحكمه مساواة وعدالة وإشراف قضائي ومتابعة وتأمين وأمن يفسح المجال للمشاركة في مناخ هادئ نشاهد من خلاله بسمة وفرحة من الجميع عند الإقبال على لجان الاقتراع بشتى ربوع وطننا الحبيب.
الصورة المشرفة نطالعها من مشاركات لكافة الأطياف؛ فتشاهد الكبار وذوي الاحتياجات الخاصة في المقدمة، وترى الشباب يتبارى ويتنافس من أجل أن يثبت للعالم كله أن مصر فوق الجميع، وأن حماية مقدراتها تقع على كاهله، وأنه يقدم كل غال ونفيس من أجل الزود عن مقدراته النفيسة، وأن حضارته هي الباقية وثقافته الرائجة، ووعيه قويم لا يؤثر فيه سموم شائعات مغرضة تطلقها جماعات بغيضة.
روعة المشهد الانتخابي نرصده في مشهد اللحمة الوطنية؛ فالجميع يقدم المساعدة والمساندة، والجميع يصطف ويتنافس من أجل خدمة الوطن والمواطن، وكافة التسهيلات تقدم بغرض تنفيذ المهمة السامية التي يتابعها العالم بكاميراته ومندوبيه من كافة المؤسسات الحقوقية والصحفية والقانونية المعنية بمتابعة الاستحقاقات الدستورية في كثير من الدول، وهنا يتوجب علينا أن نظهر بأس المصريين في الميدان؛ حيث حسن المظهر والصورة التي تبرهن على حضارة وثقافة هذا الشعب الأصيل.
سيدات مصر الفضليات دومًا يعبرن عن بسالتهن في الميدان؛ حيث يراهن العالم في مشهد رائع تصطففن خلف وطنهن، ويسارعن في تقديم مساندة حقيقية لا يقبلن فيها غير الرفعة والمجد لهذا الوطن؛ إذ تحرص نساء مصر الكريمات العفيفات على ممارسة حقوقها الدستورية على الدوام؛ لتؤكد أن مصر لا رهان يقام عليها؛ فهي الرابح بعزيمة شعبها وقوة مؤسساتها ويقظة شعبها؛ ومن ثم فالمشاركة فرض عين، وليست من فروض الكفاية.
الوعي الشعبي الذي رآه العالم في مشاركة المرأة المصرية أكدت على ماهية الوحدة الوطنية ودحر بشائعات المغرضين، ودمر أحلام جماعات الظلام التي أرادت أن تفرغ الساحة السياسية لتضعف لحمة الشعب وتهز ثقته بمؤسساته وقيادته الرشيدة؛ فتلك هي الوحدة الوطنية وصورة الشمل المصري الذي يتلألأ في الآفاق عبر فضاء ينقل الصورة النقية من خلال المشاركة الانتخابية في الداخل والخارج.
كثافة المشاركة في الاستحقاقات الدستورية تؤكد وعينا نحو التطلع لمستقبل مشرق بأحلام وآمال وطموحات المخلصين من هذا الشعب، وتشير إلى إدراكنا بالواقع وما يشوبه من تحديات يصعب حصرها سواءً على الساحة الإقليمية أو العالمية، ويبرهن على فقه فلسفة الاستقرار على المستويين السياسي والاجتماعي؛ إنها معطيات كاشفة تدل على محبة الوطن، وتعطي دلالة لما سوف تؤول إليه الأمور من إيجابيات يحملها لنا المستقبل القريب والبعيد على السواء.
عبر البوابة الديمقراطية واختيارنا الحر وثقتنا في مسار النهضة والإعمار وفقهنا لغايات الوطن العليا واحترامنا لدعوة الدستور الصريحة سوف نحصد ثمار يانعة نراها في تنمية حقيقية لمواردنا البشرية منها والمادية، ونترقبها في مستقبل آمن مفعم بالأمل لأجيال تلو أخرى، ونتطلع إليها في استكمال مسيرة الإعمار لمشروعاتنا القومية التي نفخر بها.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

Trending Plus