هانى تمام: الانتماء ليس شعارات بل اتباع حقيقي للدين والوطن والنفس

أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الانتماء في جوهره يعني الاتباع، مشددًا على أن الإنسان لا بد أن تكون له روابط قوية وأصيلة بعدة دوائر في حياته، تبدأ بدينه، ثم وطنه، فمجتمعه وأسرته، وأخيرًا ذاته.
وأوضح "تمام"، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن أول صور الانتماء وأعلاها شأنًا هو الانتماء للدين، باتباع أوامر الله ونواهيه، والسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، قائلاً: "كل ما أمرنا الله به أو وجهنا إليه رسوله، فواجب علينا أن نتمسك به وننفذه".
وأضاف أن الانتماء للوطن لا يقل أهمية، موضحًا أن الإنسان لا يصح أن يكون معول هدم لمجتمعه ودولته، بل عليه أن يصون استقرارها ويشارك في بنائها، مشيرًا إلى أن الانتماء للوطن هو عرفان بفضل الأرض التي نحيا فيها وننعم بخيراتها.
وتابع: "كما أن الانتماء للأسرة والمجتمع ضرورة، لأن إصلاح المحيط الصغير ينعكس على إصلاح المحيط الأكبر، وعلى الإنسان أن يكون إيجابيًا في بيئته، لا سلبيًا يكتفي بالنقد أو الإفساد".
وأشار الدكتور تمام إلى بعد مهم من أبعاد الانتماء وهو الانتماء للنفس، موضحًا أن حب النفس بمعناه الإيماني يدفع الإنسان إلى ترقيتها والسمو بها والبعد عما يضرها، وهو ما أشار إليه النبي بقوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
وأكد أستاذ الفقه على أن الإنسان حين يُصلح نفسه، فإن صلاحه ينعكس على أسرته ومجتمعه ووطنه، أما إذا أفسدها، فإن الفساد يمتد منه إلى غيره، داعيًا الجميع إلى البدء بإصلاح الداخل، لأن الانتماء الحقيقي يبدأ من النفس وينعكس أثره على الآخرين.

Trending Plus