Sea scraper.. صراع من أجل الطموح في رواية بنجامين وود

تتعدد الروايات التي تقدم صورة آسرة لشابٍّ رهين طبقته الاجتماعية وأشباح ماضي عائلته، يحلم بتحقيق إنجاز فنى، لكنها وإن كانت تيمة معروفة فهى جذابة وقائدة إلى كتابة مختلفة وهو ما تقدمه رواية sea scraper لبنجامين وود وهي رواية يمكن لها أن تكون شعبية في أي ثقافة من الثقافات.

في الأحداث يعيش توماس حياةً هادئةً وهادئةً مع والدته في لونغفيري، حيث يعمل في مهنة جده بمحل أسماك، يستيقظ باكرًا ليأخذ عربته إلى الشاطئ الرمادي الكئيب، ويبحث عن الجمبرى والسبيط، ويقضي فترة ما بعد الظهر في بيع بضاعته، محاولًا إزالة الملح والفضلات، مشتاقًا لرؤية جوان ويث في الشارع، ومتمرنًا على عزف الأغاني على غيتاره، في أعماقه، وهو موسيقي شعبي، بالإضافة لجميع ما سبق لكن هذا يبقى حلمًا شخصيًا.

تتحول حياته عندما يظهر زائرٌ ملفتٌ للنظر، يحمل معه وعودًا بسحر هوليوود، ينتفض توماس من رتابة أيامه ويبدأ برؤية مستقبل مختلف ولكن إلى أي مدىً يمكن أن يكون ما يدّعيه الأمريكي صحيحًا، وإلى أي مدى يمكن أن يحمله إلهامه؟

الرواية تكشف عن شاب مقيد بظروفه، ويسعى جاهدا لتحقيق الرضا الذي يتجاوز العالم الذي يعرفه، وهي قضية إنسانية كونية فكل إنسان مقيد بظروفه ويحلم ببلوغ الآفاق التي لم يبلغها غيره.

ماذا قالت لجنة التحكيم؟

تبدو رواية "ناطحة البحر"، للوهلة الأولى، سردًا بديعًا ليوم عمل شاب يُدعى توماس فليت، يعمل بائعًا في بلدة ساحلية شمال إنجلترا، باحثًا عن المال على شاطئ البحر الأيرلندي. وقد جسّد بنجامين وود تفاصيل العمل وطبيعة العمل ببراعة. لكن هذه الرواية تتجاوز ذلك بكثير. إنها كتاب عن الأحلام، واستكشاف للطبقة الاجتماعية والعائلة، واحتفاء بقوة الموسيقى وعظمتها.

ماذا قال النقاد؟

رواية ناطحة البحر تزخر بلحظات متوترة لا تُنسى، كما هو الحال عندما يغامر إدجار وتوم بالخروج إلى الشاطئ ليلًا ويواجهان الخطر. الشواطئ الطويلة، المليئة بالفخاخ الخفية والمُغطاة بالضباب، تُجسّد حالة توم النفسية المعقدة. في النهاية، تُرشده موسيقاه للخروج من هذا الوحل.

رواية ناطحة البحر