تقرير: زيارة الرئيس الفيتنامى إلى مصر تفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين

وصفت تقرير لصحيفة فيتنام نيوز الفيتنامية، زيارة الدولة التى يقوم بها الرئيس الفيتنامى لونج كونج وقرينته، والوفد رفيع المستوى من فيتنام، إلى مصر فى الفترة من 3 إلى 6 أغسطس، بأنها إنجاز دبلوماسى مهم لكلا البلدين، إذ تظهر التزاما راسخا بتعزيز العلاقات الثنائية وتعميق الثقة السياسية فضلا عن إحياء الصداقة التقليدية .

وذكرت الصحيفة إنه من المتوقع أن تسهم هذه الزيارة في توليد زخم لمرحلة جديدة من التعاون لا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري بين فيتنام ومصر، وكذلك مع الدول الأفريقية .

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة جاءت تلبية لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته، وهي أول زيارة دولة يقوم بها رئيس دولة فيتنامي إلى مصر منذ سبع سنوات، عقب زيارة الرئيس السابق تران داي كوانغ عام 2018 .

ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين فيتنام ومصر تمتد لأكثر من ستة عقود منذ تأسيس العلاقات الرسمية في الأول من سبتمبر عام 1963، إلا أن الرئيس الفيتنامي الأسبق هو تشي مينه أرسى دعائمها قبل ذلك بكثير، حيث زار مصر ثلاث مرات - في يونيو 1911، ويونيو 1946، وسبتمبر 1946.

ونوهت بأنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، نمت الصداقة التقليدية بين فيتنام ومصر بشكل مطرد. وتوسعت في مختلف القطاعات، وهي تستند إلى مبادئ المساواة والاحترام المتبادل والتعاون ذي المنفعة المتبادلة، بما يخدم مصالح الشعبين. وتعززت العلاقة من خلال زيارات رفيعة المستوى واجتماعات ثنائية في فعاليات ومنتديات متعددة الأطراف. وقد ساهمت هذه اللقاءات في تعزيز العلاقات في مجالات متعددة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والدفاع والبرلمان والثقافة.

وبحسب التقرير، تعقد وزارتا الخارجية في البلدين مشاورات سياسية منتظمة ، وفي الدورة العاشرة التي عقدت في مصر في نوفمبر من العام الماضي، أكد الجانبان التزامهما بالتعاون التقليدي وناقشا تعزيز التعاون في المجالات الناشئة مثل الطاقة الخضراء وإنتاج الأغذية الحلال والأمن الغذائي والتجارة والاستثمار، بهدف الارتقاء بشراكتهما الاقتصادية إلى مستوى جديد.

ومضت الصحيفة تقول إن فيتنام ومصر تدعمان بعضهما البعض في المنظمات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاتحاد الأفريقي.

وأكدت الصحيفة أن فيتنام تقدر دور مصر الاستباقي في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين، وتدعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الحوار وتقديم المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة من النزاعات، بما يسهم في تحقيق السلام والتنمية في العالم.

وأعرب البلدان عن استعدادهما للعمل كجسور لتعزيز التعاون بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والعالم العربي، من أجل السلام والتعاون والازدهار في منطقتيهما.

وحول إمكانات التعاون الاقتصادي والتجاري الواعدة، قالت الصحيفة إن مصر تبرز كأحد أهم الشركاء التجاريين لفيتنام وهي سوق واعدة في أفريقيا، مشيرة إلى أن مصر كانت أول دولة في شمال أفريقيا تعترف رسميا بفيتنام كاقتصاد سوق كامل في نوفمبر 2013 .

وفيما يتعلق بالاستثمار، أوضحت فيتنام نيوز أن مصر تمتلك حاليا 22 مشروعا مسجلا في فيتنام برأس مال إجمالي يبلغ حوالي 2.78 مليون دولار. وفي الوقت نفسه، تستثمر شركة فيتنامية واحدة في مصر برأس مال إجمالي قدره 30 مليون دولار ، وتم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون لعام بين بنك الدولة الفيتنامي والبنك المركزي المصري في يوليو 2023. وبحلول نهاية عام 2024، أقامت البنوك التجارية الفيتنامية 46 علاقات مصرفية متبادلة مع البنوك في مصر، حيث بلغ حجم المعاملات المتبادلة حوالي 235 مليون دولار أمريكي، وهو أعلى رقم سجلته فيتنام في المنطقة الأفريقية .

من جانبه، أكد السفير الفيتنامي لدى مصر، نجوين هوي دونج، الإمكانات الكبيرة للتعاون بين البلدين على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف. وأشار إلى أن فيتنام ومصر تتمتعان بنقاط قوة تكاملية، حيث يتجاوز عدد سكانهما 100 مليون نسمة، وتتمتعان بموقع جيوسياسي استراتيجي.

وأضاف أن فيتنام عضو في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، بينما تعد مصر لاعباً رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبمقدور فيتنام الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي عند ملتقى طرق آسيا وأفريقيا وأوروبا للوصول إلى سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما يمكن لمصر أن ترى في فيتنام بوابةً لسوق رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الشاسعة.