سعيد الشحات يكتب:ذات يوم.. 5 أغسطس 1967..اللجنة التنفيذية ترفض اقتراح عبدالناصر بالتحول إلى «النظام المفتوح» و«عبدالناصر»: «إذا كان منافسينا الجدد أفضل مننا فلنعلن بشجاعة إننا ماشيين»

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

استمرت الجلسة الثانية لاجتماع اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى يوم 4 أغسطس برئاسة جمال عبدالناصر، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح 5 أغسطس - مثل هذا اليوم - 1967، وتناولت اقتراح عبدالناصر بضرورة الانتقال إلى النظام الحزبى بدلا من الحزب الواحد، وحضرها زكريا محيى الدين وأنور السادات وحسين الشافعى وعلى صبرى ومحمد صدقى سليمان وعبدالمحسن أبو النور، حسبما يذكر محضر الاجتماع المنشور فى الجزء الثالث من مذكرات سامى شرف، مدير مكتب عبدالناصر.

بدأ عبدالناصر كلامه قائلا: «أعتقد أننا فكرنا فيما ناقشناه امبارح لتحويل النظام إلى نظام مفتوح يسمح بمعارضة حقيقية ويقضى على الشلل، وأحب أن أضيف إلى ما قلته أن العلاقات الشخصية بين القيادات وبينى وبين عبدالحكيم عامر بالذات أثرت بشكل ما على نظام الحكم، هذا بخلاف العلاقات التى سادت بين القيادات المختلفة بعضها البعض أيضا، وفى رأيى أن يشكل الاتحاد الاشتراكى حزبا، على أن يسمح بتكوين حزب آخر يمثل المعارضة، وأنا شايف إن هذا الشكل مش حايمنع حدوث صراعات داخل تنظيمنا الاتحاد الاشتراكى، ولكنها حاتكون صراعات لها طبيعة ثانية لاعتبار وجود حزب منافس أمامهم.. وزى ما قلنا إمبارح نسمح لبغدادى «عبداللطيف» وكمال الدين حسين إنهم يشكلوا حزبا معارضا، على أن نوفر لهم نفس الإمكانيات والتسهيلات اللى واخدها الاتحاد الاشتراكى، بما فى ذلك حقهم فى إصدار جريدة باسم حزبهم، وأنا من رأيى إنهم رجالة وهيتصرفوا كرجال لأنهما معنا من أول الثورة، وبالنسبة للمفهوم الاجتماعى للحكم، فطبعا حايكون لمفهوم الحزب اللى حايكسب الانتخابات القادمة اللى باعتقد إنه من الممكن أن تجرى خلال شهر ديسمبر اللى جاى بعد فض الدورة البرلمانية الحالية لمجلس الأمة خلال نوفمبر».

علق زكريا محيى الدين مسجلا ملاحظات على اقتراح عبدالناصر، قائلا: «أنا فكرت كثير فى الكلام اللى قاله الرئيس امبارح وحاولت إنى أستعين بما حضرته ليلة امبارح، وكتبته كدراسة عاجلة أن أعلق على الاقتراح اللى قدمه الرئيس، فهمت امبارح وكذلك ما كرره الرئيس النهارده إنه حايكون هناك حزبان، أحدهما الاتحاد الاشتراكى، وكلاهما ملتزم بما جاء فى الميثاق، هنا يبرز لنا بعض الموضوعات اللى حتتأثر بوجود حزبين منافسين يحاول كل منهما تصيد الأخطاء للآخر».

حدد «محيى الدين» المجالات التى سيحدث فيها تصيد الأخطاء، وهى، الجانب الاقتصادى، وسياستنا الخارجية بعد العدوان، وأثار أسئلة أخرى حول المشروعات الاقتصادية الرئيسية وهل تكون لها صفة الاستقلالية بعيدا عن إشراف الوزراء الحزبيين وتدخلاتهم، ومع تعديل الدستور، هل ستصبح الدولة جمهورية رئاسية أم جمهورية برلمانية أم رئاسية؟ ما هو التكوين الاجتماعى لمؤيدى الحزبين؟ هل يصح تعديل الهيكل السياسى للبلد واليهود ما زالوا يحتلون البر الشرقى لقناة السويس؟.

وقال صدقى سليمان: «أرى استحالة قيام حزب معارض فى الوقت الحاضر، لأنه حايكون هدفه فقط الوصول إلى الحكم، ومن البديهى أننا سنجد أيضا جميع المنحرفين والانتهازيين حايتكتلوا حول الحزب الآخر، فهل احنا مستعدين نفسيا فى هذه الحالة أن نتقبل المهاترات الحزبية؟، ووجود رئيس الجمهورية على قمة الحزب الحاكم يجعل استحالة أن يصل الحزب المعارض للحكم وبالذات وجود الرئيس عبدالناصر ومعه هذا الرصيد الشعبى».

وقال حسين الشافعى، إنه يوافق زكريا محيى الدين فيما يخص التساؤلات الاقتصادية، ولا يتصور أن يتغير نظامنا قبل إزالة آثار العدوان، وقال أنور السادات: أنا لا أوافق على اقتراح الرئيس بتشكيل الحزبين إلا بعد إزالة آثار العدوان.. ولا مانع من أن نترك جميعا الحكم وبيجى بدلنا قيادات جديدة، لكن تفسيخ البلد فى الظروف دى بواسطة المعارضة التى اقترحت أمر غير مقبول، لأن شعبنا بخير ووفى ويثق فى هذا الرجل «مشيرا إلى جمال عبدالناصر»، وقال على صبرى: «ليس هناك خوف من التجربة الجديدة طوال وجود جمال عبدالناصر، لكن الخطر كل الخطر فيما هو بعد جمال عبدالناصر».
وأعلن عبدالمحسن أبو النور، رفضه لاقتراح عبدالناصر قبل إزالة آثار العدوان.

رد عبدالناصر: «أنا باختلف معاكم كلكم.. لأن المعارضة لا يمكن أن تختلق وإلا تصبح معارضة ممسوخة، والسبب الرئيسى اللى خلانى أرشح كمال حسين للمعارضة هو أنه حاليا معارض لنا.. أما عن المعارضة داخل الحزب فهى دائما موجودة ولكنها معارضة داخلية بين قيادات الحزب ولا يشترك فيها الناس.. خذوا مثلا الحزب الصينى، ظهر لنا أخيرا أنه كانت فيه معارضة بين مجموعة ماوتسى تونج ومجموعة ليوتشاوتشى، لكنها معارضة داخل الحزب، وحتى فى اجتماعنا اللى احنا فيه توجد اتجاهات مختلفة ومتعارضة، فمثلا زكريا محيى الدين له رأيه ويعارضه على صبرى برأى آخر، مفيش مانع لكن المهم ألا تتكلم هذه القيادات على بعضها من خلف ظهرها، لأن باحس إن الكبار فى النظام اللى فسخناه طالما كان كل منا بيهدم عمل الآخر فى الوقت اللى يجب أن نشعر فيه كلنا وجميعا بوحدة المصير على جميع المستويات».

اختتم عبدالناصر وجهة نظره التى طرحها باستفاضة، قائلا: «بصراحة كده أنا أحب أقول لكم جميعا، إنه إذا تبين أن منافسينا الجدد أفضل مننا وأصلب منا فلنعلن بشجاعة أدبية إننا ماشيين، ليحل مكاننا الآخرون، حرصا منا على خدمة الناس ومصلحة البلد، اختيارنا للنظام المفتوح يحتاج للكثير من التغيير وإلا حايبقى مجرد ألفاظ والناس حاتبص له بعدم ثقة، ويقولوا إننا رفعنا الشعار ده من أجل أن تتفتح الزهور فقط على طريقة المثل الصينى المعروف ليسهل تمييزها وقطفها.. أنا آسف إنى كنت صريح بعنف فى الجلسة دى، لكن السبب إنى أقسمت على نفسى سوم 9 يونيو ألا أعالج المواضيع السياسية عن طريق المساومات، أو الموازنات، كما أقسمت أن أقاتل فى سبيل مبدئى، وأقول رأيى بكل صراحة ولو كان على رقبتى».

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل مصرع لص أثناء محاولته سرقة شقة بالطالبية

موعد ضربة البداية للأهلي أمام مودرن سبورت في الجولة الأولى بالدوري

تعرف على أبطال فيلم SPIDER-MAN: BRAND NEW DAY

أمريكا اللاتينية تنتفض ضد ترامب.. 7 أغسطس موعد دخول الرسوم الأمريكية حيز التنفيذ.. والبرازيل تتصدر القائمة بنسبة 50% وتتعهد بمحاربة "ظلم دونالد" وتهدد باللجوء للمحاكم الدولية.. وارتفاع سعر النفط أبرز التداعيات

15 يومًا من الصوم والشفاعة.. الكنيسة القبطية تبدأ صوم السيدة العذراء غدًا


موعد غلق القيد الصيفي لأندية الدوري المصري

أبها السعودي يتوصل لاتفاق شبه نهائي مع الزمالك لاستعارة الجفالي

الزمالك يحصل على 250 ألف دولار من تيدي أوكو لحل الأزمة وفسخ التعاقد بالتراضي

انطلاق المرحلة الثانية لتنسيق الجامعات 2025.. سجل رغباتك قبل 10 أغسطس

حازم فتوح: نيوم السعودي طلب ضم زيزو من الأهلى بعرض رسمي


أسباب خروج بيرسى تاو من حسابات الزمالك فى الميركاتو الصيفي

حرارة خانقة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025

انتقال مصطفى محمد إلى نيس يفتح الباب أمام رحيل جيساند إلى أستون فيلا

الناتو: الدنمارك والنرويج والسويد يدعمون أوكرانيا بـ500 مليون دولار

بونور موغيشا يشارك في المران الأول مع المصري استعدادا للموسم الجديد.. صور

تفاصيل مقتل طفل داخل محل تجارى فى الدقى.. ومفاجأة فى التحريات

انتخابات مجلس الشيوخ 2025.. منظمات المجتمع المدنى ترصد المشاركة اللافتة بالمحافظات الحدودية.. إشادة بترتيبات التعامل مع السيدات وكبار السن وذوى الإعاقة.. وتسلط الضوء على الالتزام بالتعليمات التنظيمية

إعادة دعوى عدم دستورية "الإيجار القديم" بشأن شروط الطرد للمفوضين

فخر الدلتا.. أحمد رمزى يكشف تفاصيل أولى بطولاته الدرامية مع ساندرا نشأت

تطورات جديدة في صفقة وسام أبو علي.. الأهلي يلوّح ببقاء اللاعب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى