صرخات أمام عيون وقحة (1).. إيهاب فى غيبوبة بعد قصف الاحتلال منزله.. آمال البيوك وزنها لا يتجاوز 10 كيلوجرامات.. ركان العواودة يفقد عينه بسبب علبة تونة مفخخة.. وكرم قديح يفقد حلمه في لعب كرة القدم.. صور

جرائم الاحتلال في غزة
جرائم الاحتلال في غزة
كتب أحمد عرفة

 

** حبيبة بربخ تعانى من الشلل بسبب رصاص الاحتلال

** 71,000 طفل و17,000 أم يحتاجون لعلاج مستعجل من سوء التغذية الشديد

** التشنجات تسيطر على جمال أبو شمالة ويفقد القدرة على المضخ والحركة

** 470,000 شخص في غزة يواجهون جوعاً كارثياً في المرحلة الخامسة

** خالد حلاوة يودع عينه اليمنى بسبب الأجسام المشبوهة

** 2000 مهددون بفقدان البصر أغلبهم من الأطفال والشباب

** 17,000 مجموع الجرحى بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد

 

 

أكثر من 58 ألف شهيد، وما يتجاوز الـ137 ألف مصاب، حصيلة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر 2023.. عدوان شهد فيه العالم كل أنواع الإجرام من تعمد استهداف المدنيين من كافة الفئات، خاصة النساء والأطفال، عمليات نزوح متكررة وتقليص كبير للمناطق الإنسانية، رفض دخول المساعدات وتجويع ممنهج وصل إلى حد أكل بعض الأسر الفئران، وفقا لشهادات عدد من الفلسطينيين النازحين، وفاة أطفال بسبب المجاعة، صراخ الصغار من الألم في ظل عدم وجود علاج، وغيرها من أهوال وصفها بعض الكثيرين بأنها أشبه بأهوال القيامة.

في وسط هذه المآسي في غزة، هناك قصص مبكية، قد لا يتصور البعض أن يعيشها البعض في هذا العالم، إلا أن سكان القطاع دون غيرهم على هذا الكوكب يلقون كل أشكال الوجع والعذاب، ورأوا بأم أعينهم أبشع المجازر التي طالت جميع الفئات لم تستثن أحد صغير أو كبير، رجل أو امرأة، بل وصلت للأجنة في بطن أمهاتهم، في أبشع جريمة يشهدها العصر الحديث.

اقرأ أيضا:

"أوكسفام": ما يحدث في قطاع غزة تخطى حد الكارثة الإنسانية


"صرخات أمام عيون وقحة"، نستعرض في هذا الملف قصص لفلسطينيين، خاصة الأطفال تهتز لها الوجدان وقد لا تستوعبها العقول، هم مثال بسيط لمستوى الإجرام الذي وصل له الاحتلال وما ألحقه في أجيال مختلفة داخل غزة، أطفال سرقت منهم الطفولة، نساء حرمن من أبنائهن، زوجات فقدن عوائلهن،  أباء يصرخون لإنقاذ أسرتهم.

إيهاب الابن الوحيد.. الاحتلال دمر منزل عائلته واستهدفه بصاروخ ليدخل في غيبوبة

أول تلك القصص المأساوية، هي للطفل إيهاب وشاح، صاحب الـ11 عاما، الابن الوحيد لأسرته، كان يقف بجانب والده مؤمن وعمه ساهر على أنقاض منزلهم الذي دمره الاحتلال، فجأة ظهرت طائرة الاحتلال التي قصفت مكان تجمعهما مع بعض المواطنين، لتخترق البعض الشظايا هذا الجسد الهزيل ليعيش في غيبوبة منذ أسابيع بعد حدوث تلف في المخ.

الطفل الفلسطيني إيهاب وشاح
الطفل الفلسطيني إيهاب وشاح

"مؤمن حسن وشاح"، والد الطفل المصاب يكشف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، تفاصيل الحادث، موضحا أنه في يوم 15 يونيو الماضي، اتصل عليهم الاحتلال وأمرهم بالأخلاء من البيت حتي يتم قصفه، وبالفعل تم قصف البيت المكون من 6 طوابق والذي يقطن فيه كل أفراد العائلة، اضطرت الأسرة للخروج فورا بدون أي ملابس أو طعام أو أموال للنجاة بحياتها من صواريخ طائرات إسرائيل.

التقرير الطبي لإيهاب وشاح
التقرير الطبي لإيهاب وشاح

ويضيف :"بعد يومين، كنا نقف على ردم منزلنا المقصوف قبل آذان العصر فقصف الاحتلال صاروخ من طائرة زنانة المكان، واستشهد أخي ساهر وعدد من المواطنين، وأصيب إيهاب بشظية اخترقت جسمه النحيل ودخلت إلى الرئة والقلب وتم نقله إلي المستشفى بالإسعاف، وإجراء عملية بالقلب والرئة وإخراج الشظية، ووضع بالعناية المكثفة على أجهزة التنفس الصناعي".

الطفل المصاب إيهاب وشاح
الطفل المصاب إيهاب وشاح

"تعرض إيهاب لانتكاسة وتوقف بالقلب أدى إلى تلف في خلايا المخ، ونتج عنه غيبوبة وعدم إدراك وعدم القدرة علي الحركة وتحريك جسده النحيل، ومستمر منذ أسابيع على هذا الحال"، هكذا يصف مؤمن حسن وضع ابنه الصحي، مناشدا المجتمع الدولي بخروج نجله الوحيد من القطاع للعلاج خاصة في ظل الوضع الصحي المتدهور في المستشفيات، بجانب نقص الطعام، خاصة أن الطفل يعيش على المحلول نظرا لمعاناته من سوء التغذية.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الصحة بغزة في 11 يوليو، فإن المرضى لا زالوا في مستشفيات القطاع يوضعون على حافة الموت في كل يوم، حيث ️يتم الاستمرار في سياسة التقتير والتنقيط في إدخال الوقود اللازم لعمل مولدات الكهرباء وسيارات الإسعاف، مناشدة جميع المؤسسات الدولية لوضع حد لهذه السياسة وهذه الكارثة المستمرة وتوفير الكميات اللازمة لتشغيل المستشفيات وسيارة الإسعاف بما يحقق إنقاذ الأرواح.

الطفل إيهاب الوشاح
الطفل إيهاب الوشاح

وأضافت الوزارة أنه ️لا يتم إدخال الكميات التي تحتاجها أقسام العمل في المستشفيات مما يجبر المستشفيات على اتباع سياسة ترشيد وتقشف تتمثل في إيقاف إمداد الكهرباء عن بعض الأقسام وتأجيل أو توقف بعض الخدمات ومنها خدمات الغسيل الكلوي، ويخفض من القدرة على تشغيل عدد  كافي من سيارات الإسعاف، مما يضطر المواطنين إلى نقل المصابين والمرضى على العربات التي تجرها الحيوانات، وتجعل المرضى دوما وخاصة الذين تعتمد حياتهم على أجهزة دعم الحياة في العناية المركزة وغيرها من الأقسام على حافة الموت، حيث يتم التوريد لهذه الكميات المجتزأة يوما بيوم ويجعل الجميع يعمل تحت الضغط والخطر المحدق  بشكل دائم.

إيهاب وشاح
إيهاب وشاح

وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية، أن هناك 9 محطات أكسجين من أصل 34 محطة تعمل بشكل جزئي لتزويد المستشفيات بالأكسجين، و49 مولد كهربائي تعمل ضمن أرصدة محدودة من الوقود ولا تلبي احتياج الأقسام الحيوية من الطاقة الكهربائية، وتقلصت قدرة الوزارة على تشغيل عدد كافي من سيارات الإسعاف لنقل المصابين والمرضى، بينما في بيان صادر للمكتب الإعلامي الحكومى بغزة في 18 يوليو أكد بلوغ عدد الوفيات الناتجة عن نقص الغذاء والدواء 620 مريضاً، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل.

واقع مؤلم لسكان غزة بسبب الحرب
واقع مؤلم لسكان غزة بسبب الحرب

الطفلة آمال البيوك.. روح بلا جسد

إذا انتقلنا إلى الطفلة آمال البيوك، فعندما تنظر إلى صورتها والعظام التي تبرز من جسدها تشعر بأنها روح بلا جسد، الجوع الشديد الذي عانت منه طيلة الشهور الماضية جعلتها أشبه بالهيكل العظمي.

الطفلة آمال البيوك
الطفلة آمال البيوك

قد يستغرب البعض عندما يعلم أن ابنة التسع سنوات لا يتجاوز وزنها الـ10 كيلو جرام، أي وزن طفل لا يتجاوز العام ونصف في البلدان الأخرى، واقع يكشف حجم الجوع الذي وصل له سكان القطاع بفعل تعمد الاحتلال عدم إيصال المساعدات، ويمثل جرس إنذار لواقع بشع يعشيه مواطنين في أخطر بقعة في هذا العالم.

آمال البيوك
آمال البيوك

"آمال" توجه صرخة للعالم، فهي تمثل آلاف الأطفال الجوعي الذين يشتهون لأبسط حقوقهم وهي الحصول على الطعام، فبحسب تقرير لمنظمة اليونيسف عبر موقعها الرسمي، تؤكد أن هناك 470,000 شخص في غزة يوجهون جوعاً كارثياً في المرحلة الخامسة وفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، كما يواجه جميع السكان انعداماً شديداً في الأمن الغذائي.

الطفلة الفلسطينية آمال البيوك
الطفلة الفلسطينية آمال البيوك

وتوقعت المنظمة أنْ يحتاج عدد مثير للقلق يبلغ 71,000 طفل وأكثر من 17,000 أم لعلاج مستعجل من سوء التغذية الشديد، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية المتجددة، والحصار الشامل الجاري، والنقص الحيوي للإمدادات المطلوبة للبقاء قد تدفع مستويات انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية الشديد، والوفيات إلى ما يتجاوز عتبة المجاعة خلال الأشهر المقبلة.

وبحسب المنظمة الأممية، يواجه الغالبية العظمى من الأطفال في غزة حرماناً شديداً من الغذاء حسبما أكدت 17 منظمة غير حكومية ووكالة تابعة للأمم المتحدة في تقرير "مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، حيث يترافق هذا الوضع مع نقص شديد في إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية ونقص في المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي من المتوقع حدوث زيادات متسارعة في سوء التغذية الشديد في شمال غزة وفي محافظتي غزة ورفح.

علبة تونة جعلت ركان العواودة بدون أصبع

بينما قصة الطفل "ركان العواودة"، صاحب 13 سنة، مختلفة بعض الشئ عن بعض أقرانه، الجوع دفعه ليندفع نحو علبة تونة وجدها تحت ركام أحد المنازل المدمرة، لم يكن يعلم أنها تحتوى على متفجرات، لحظة جوع جعلت هذا الطفل يفقد أطراف يده للأبد، لم يعد قادرا على إمساك أي شيء.

الطفل الفلسطيني ركان العواودة فقد أصابعه
الطفل الفلسطيني ركان العواودة فقد أصابعه

بحسب الصحفي الفلسطيني عمرو طبش – المهتم بنقل العديد من قصص المرضى داخل مستشفى غزة - والذي نقل قصته من داخل القطاع، أكد أن ركان العواودة فقد أصابع يده بالكامل لتنطفئ معها طفولته، لم يعد قادرا على الإمساك بألعابه أو اللهو مع أصدقائه، لا زال مشهد علبة التونة يتردد دائما في منامه ويقظته، أصبح يخشى من تناول الطعام فهو يذكره بجوعه الذي دفعه نحو تلك العلبة التي كانت من مخلفات حرب جيش الاحتلال.

لا يعلم "ركان"، ماذا سيفعل حال توقفت الحرب وعاد المدارس؟ كيف سيمسك بقلمه ويكتب في كراسته؟ كيف سيقرأ كتابه؟ يأمل أن يستطيع السفر خارج القطاع للعلاج لتركيب أطراف صناعية تعينه على مواجهة الحياة بصعوباتها، وتجدد له الأمل الذي لم يفقده أبدا طالما ما زال يتنفس.

ركان العواودة في غزة
ركان العواودة في غزة

وأكد بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مارس الماضي، أن هناك 4500 حالة بتر جديدة في غزة بسبب الحرب، بالإضافة إلى 2000 حالة موجودة منذ قبل الحرب، كثير منهم من الأطفال، فيما أكدت منظمة اليونيسف، أن هناك ما بين 3,000 إلى 4,000 طفل في غزة فقدوا طرفا أو أكثر خلال الشهور الأخيرة من الحرب، نتيجة الحصار والقصف المستمران.

رصاص جنود الاحتلال يشل حبيبة بربخ ويفقدها القدرة على المشي

رصاصة طائشة خرجت من مسدس أحد جنود الاحتلال، كانت كفيلة بتدمير مستقبل الطفلة حبيبة بربخ، صاحبة التسعة أعوام، والتي كانت تجلس داخل خيمتها وقت إطلاق تلك الرصاصة، لتصاب بالشلل النصفي وتصبح غير قادرة على المشي كما كانت في السابق ويسرق الجيش الإسرائيلي طفولتها للأبد.

تعودت "حبيبة"، اللعب مع أشقائها يوميا، فعادة ما يعتمد الأطفال على اللهو واللعب للهروب من حالة الخوف التي تنتابهم دائما من صوت الزنانة التي تملأ سماء غزة طوال الـ24 ساعة، لهوهم يختلف عن باقي أطفال العالم، فهم يجرون فوق أنقاض المنازل ويجرون بين الشوارع المدمرة، أو يلتفون حول الخيام التي تملأ مخيم الشاطئ، يتحملون حرارة الشمس الحارقة ويحاولون التكيف مع هذا الواقع الأليم.

حبيبة بريخ
حبيبة بريخ

هذا الواقع الأليم الذي قد يرعب أطفال العالم عندما يشاهدونه أصبح فقط حلم لحبيبة بربخ بأن تعود وتلعب مع أخواتها، ومع اختراق الرصاص لجزء كبير من جسدتها أصبحت حالتها الصحية صعبة للغاية، وهو ما يجعلها في أمس الحاجة للسفر والعلاج خارج القطاع.

وبحسب أخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومى في غزة، الصادر في 28 مايو الماضي، فإن هناك 17,000 مجموع الجرحى الذين هم بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد، بجانب 70,000  طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية والجوع ونقص الغذاء، و22,000  مريض بحاجة للعلاج في الخارج ويمنعهم الاحتلال من السفر، وأكثر من 14,000 مريض أنهوا إجراءات التحويل وينتظرون سماح الاحتلال لهم بالسفر.

عدد المرضى والجرحى في غزة بسبب الحرب
عدد المرضى والجرحى في غزة بسبب الحرب

خالد حلاوة يفقد عينه اليمنى بسبب جسم مشبوه ويدمن رؤية صوره القديمة

تمثل مخلفات الحرب والأجسام المشبوهة التي يلقيها الاحتلال في الطرقات أكبر الكوارث التي تواجه المواطنين النازحين الذين يسقطون ضحايا تلك الأجسام بمجرد الاقتراب منها أو لمسها، أحد هؤلاء الضحايا كان الطفل خالد حلاوة، الذي دفع عينه اليمنى ثمنا لجريمة إسرائيل.

الطفل خالد حلاوة
الطفل خالد حلاوة

في إحدى مخيمات النزوح في خان يونس، كان "خالد" يتجول في بعض الشوارع المدمرة بعد انسحاب الاحتلال منها، اقترب بالخطأ من جسم مشبوه فانفجر في وجهه ليخسر عينه اليمنى للأبد، لا زال يعيش في حالة ذهول لا يدري ماذا حدث له؟ قبل أيام كان يرى بالعينين وأصبح لا يرى سوى العين اليسرى.

"الصور التي نشرها الصحفى عمرو طبش" عبر صحفته تكشف حالة الوجع والحزن التي يعيشها هذا الطفل الفلسطيني، حيث أدمن خالد حلاوة، النظر إلى صوره القديمة عندما كان بعينين، بينما ينظر لوجهه الآن فيتحسر على ما حدث له، تردد كثيرا على المستشفيات لمحاولة زرع عين له إلا أن نقص الإمدادات الطبية والمستلزمات والتدمير الكامل للمستشفيات من قبل الاحتلال.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في 11 مايو الماضي، أكدت فقدان أكثر من 1500 فلسطيني بصرهم خلال الحرب، بينما هناك 2000 مهددون بفقدان البصر أغلبهم من الأطفال والشباب بسبب تعرضهم لإصابات مباشرة في العينين بشظايا الانفجارات والأحزمة الناسفة التي تستخدمها إسرائيل.

وأضافت الوزارة خلال بيانها، أن استمرار حرب الإبادة تتسبب في انهيار شبه كامل للخدمات الجراحية، خاصة لأمراض الشبكية واعتلال الشبكية الناتج عن السكري والنزيف الداخلي، موضحة أن مستشفى العيون بمدينة غزة لا يمتلك حاليا سوى 3 مقصات جراحية مستهلكة تُستخدم بشكل متكرر، ما يضاعف المخاطر على حياة المرضى ويمنع إنقاذهم.

خالد حلاوة
خالد حلاوة

ولفتت إلى أن العديد من إصابات العيون الناجمة عن الانفجارات تحتاج إلى مواد طبية مثل الخيوط الدقيقة، وهي على وشك النفاد الكامل، موضحة أن مستشفى العيون على وشك إعلان فقدان القدرة على تقديم أي خدمات جراحية، ما لم يتم التدخل الفوري والعاجل من الجهات المعنية والمنظمات الدولية.

وبشأن الأجسام المشبوهة ومخلفات الحروب التي كان خالد حلاوة أحد ضحاياها، فخلال تقرير للأمم المتحدة حول تقييم الأضرار التى خلفتها الحرب الإسرائيلية على غزة صدر في 3 مارس الماضي، أكد أن الحرب خلفت مستوى غير مسبوق من الدمار حيث تشير التقديرات إلى أن كمية الركام الناجم عن التدمير للمبانى والبنية الأساسية، تبلغ 51 مليون طن، كما دمر أكثر من 60 % من المنازل ــ أي ما يعادل نحو 292 ألف منزل ــ و65 % من الطرق، في مختلف أنحاء القطاع الذي تبلغ مساحته نحو 360 كيلومترا مربعا.

وقالت المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدة الشعب الفلسطينى سارة بوول، إنه من أجل معالجة موضوع إزالة الركام، وبالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، يشارك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، في قيادة المجموعة الفنية العاملة لإدارة إزالة الركام في غزة.

جمال أبو شمالة يعيش بين الشلل والتشنجات وعدم القدرة على المضغ

لننتقل لحالة جمال أبو شمالة صاحب الـ8 سنوات والتي لا يمكن تخيلها، فهذا الطفل الذي يعاني من شلل كامل يتعامل يوميا مع ويلات الحرب وأهوالها، ومع تكرار نزوح أسرته تزداد الأعباء عليه، خاصة مع صعوبة الحركة بالكرسي المتحرك في تلك الطرق المدمرة والمليئة بالأنقاض، أصبح مع استمرار الحرب غير قادر المضغ بسبب صعوبة في تحريك الفك، بجانب معاناته من تشنجات عصبية حادة لا تستطيع أسرته إيجاد علاج لها، مما يزيد من أعباء والديه في التعامل مع حالته.

أزمة جمال أبو شمالة تزداد في ظل سوء التغذية الذي يعانه منه نتيجة احتياجه لطعام خاص غير متوفر في القطاع بعد منع قوات الاحتلال دخول المساعدات، مع استهداف منتظرى المساعدات أمام مراكز توزيع السلع التي يشرف عليها ضباط أمريكيين وإسرائيليين، مع استمرار سوء الحالة أصبح في حاجة ماسة لأدوية غير متوافرة داخل القطاع مما يجعله من أكثر الحالات الحرجة التي تحتاج للعلاج خارج القطاع خاصة في ظل استعجال الأطباء ضرورة إجراء عملية جراحية عاجلة في المخ.

وفي 8 يوليو الماضي، حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، من أن شح الغذاء والوقود والأدوية يزهق أرواح أطفال وشعب غزة، داعيا خلال تغريدة له عبر صفحته الرسمية بمنصة "إكس"، إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى غزة بكل السبل الممكنة.

تغريدة مدير منظمة الصحة العالمية
تغريدة مدير منظمة الصحة العالمية

وفي 26 مايو، أكدت منظمة الصحة العالمية، أن هناك وضعا كارثيا يتعلق بمخزونات المعدات الطبية والأدوية المتوفرة في غزة، لافتة إلى أن غالبية مخزونات المعدات الطبية نفدت في غزة إلى جانب 42 % من الأدوية الأساسية، بما في ذلك مسكنات الألم.

كرم قديح.. من حلم لعب كرة القدم للعجز التام

منذ صغره وهو يلعب كرة القدم، حلمه أن يمثل منتخب بلاده كلاعب محترف، عرف بين أصدقائه بموهبته الكروية، كان دائما مفعما بالحركة والنشاط، بحسب ما يذكر الصحفى الفلسطيني عمرو طبش، الذي كشف قصته، كرم قديح صاحب الـ12 عاما، أصبح الآن غير قادر على الحركة بعدما تعرضت لقصف صاروخي تسبب في اختراق شظايا في العمود الفقرى سببت له عجزا كاملا.

كرم قديح
كرم قديح

الأمور زادت سوءا بعدما استقرت أيضا شظية أخرى في الكلى، بجانب شظية في الجزء الأيمن من الظهر جعلته قعيدا حبيس سرير المستشفى، لا يستطيع سوى الحديث مع أسرته، بينما يتذكر حلمه الذي يسعى له طوال السنوات الماضية، وأصبح بعيد المنال، ولا زالت المنظومة الطبية عاجزة عن علاجه.

الطفل كرم قديح
الطفل كرم قديح

وبحسب بيان صادر عن مجموعة الحماية الدولية في 15 يوليو، فإن 10 أطفال في قطاع غزة يفقدون يوميا ساقا أو الساقين بسبب الحرب، وكذلك أكثر من 40 ألف طفل في قطاع غزة أصيبوا بجروح مرتبطة بالحرب، مشيرة إلى استشهاد أكثر من 1580 من العاملين بالمجال الصحي في قطاع غزة و467 من موظفي الإغاثة الإنسانية، وهناك استهداف ممنهج للمستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين في المجالين الطبي والإنساني بغزة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سيدة تلاحق زوجها بشكوى أمام محكمة الأسرة وتطلب بحبسه بسبب تحايله لتقسيط النفقات

موعد غلق القيد الصيفي لأندية الدوري المصري

انطلاق المرحلة الثانية لتنسيق الجامعات 2025.. سجل رغباتك قبل 10 أغسطس

جلسة منتظرة بين محامى ميشالاك وجون إدوارد لحل أزمة المستحقات

أسباب خروج بيرسى تاو من حسابات الزمالك فى الميركاتو الصيفي


انتقال مصطفى محمد إلى نيس يفتح الباب أمام رحيل جيساند إلى أستون فيلا

بعد اتفاق رسمي يضمن الحقوق الأدبية والمادية.. الزمالك ينهى تعاقده مع تيدى أوكو

رغم وفاة والده.. رئيس لجنة انتخابية فى البحيرة يرفض ترك اللجنة قبل وصول بديل (إنفوجراف)

تفاصيل مقتل طفل داخل محل تجارى فى الدقى.. ومفاجأة فى التحريات

الهيئة الوطنية تعلن انتهاء التصويت فى انتخابات مجلس الشيوخ 2025


"عمليات الهيئة الوطنية للانتخابات": عدم إعلان أى نتائج فى اللجان الفرعية والعامة

وفاة الرئيس الروماني الأسبق "إيون إيليسكو" عن عمر يناهز 95 عامًا

إعادة دعوى عدم دستورية "الإيجار القديم" بشأن شروط الطرد للمفوضين

وفاة جورجي كوستا أسطورة بورتو وبطل دورى أبطال أوروبا فى مقر التدريبات

مقتل عنصر شديد الخطورة بحوزته أربى جى بعد تبادل إطلاق النار مع الشرطة بالجيزة

ترامب يستبعد وزير الخزانة الأمريكي من قائمة المرشحين لرئاسة الفيدرالي

بعد عامين من التحقيق .. 8 عوامل رئيسية أدت لانفجار الغواصة تيتان

أستاذ أورام يحسم الجدل حول وفاة إبراهيم شيكا

بتروجت يطلب مهلة للرد على الزمالك بشأن رحيل حامد حمدان

شقة كاملة المرافق.. خطة الحكومة لتوفير سكن بديل الإيجار القديم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى