عصام عبد القادر يكتب عن ملحمة انتخابات مجلس الشيوخ: مصر انتخبت شيوخها.. الشباب والمرأة أبطال المعركة.. إشادة من مؤسسات الرقابة الدولية.. التنظيم والمناخ الداعم ورقي التعامل المشهد السائد

المتابع، والمطالع للمشهد الانتخابي في مصر، يجد أن هناك روعة في الاستقبال، والتي بدت على ملامح الوجوه، وحسن التنظيم، وتقديم المساعدات بصورها المختلفة، وجاهزية الاستعدادات، والمراقبة عن كثب من كافة الجهات المعنية؛ حيث ضمانة النزاهة، والشفافية، وتكافؤ الفرص، التي تحقق ماهية العدل، والمساواة بين الجميع، وهذا في حد ذاته يكشف عن سلامة آليات المسار الديمقراطي، المنصبة تجاه تكوين المؤسسات البرلمانية في جمهورينا الجديدة.
شعب مصر انتخب شيوخه، الذين يشاركونه في بنائه، ويعززون مسيرته نحو النهضة، والتقدم، وترسيخ الديمقراطية، التي تحقق الاستقرار بكافة أنماطه، وتفتح مجالات الابتكار في بتنوعاته المتباينة؛ فمجلس الشيوخ معنيٌّ بتقديم أفضل الأطروحات، التي تتمخض عن فكر رشيد، يقوم على الخبرة، والعلم، وهذا ما يساعد في صناعة، واتخاذ القرار بصورة قويمة، ويُسهم في رسم سيناريوهات التقدم، والنهضة وفق خطط مدروسة، وعميقة، تحمل رؤى بناءة، تؤكد على التجديد، والرغبة التحسين في كافة المسارات، ومجالاتها.
شيوخ مصر في إطار المؤسسية، يحترمون مطالب الشعب، ويعملون بكامل الطاقة؛ من أجل تعزيز الرأي العام، القائم على فلسفة منظومة القيم النبيلة، التي آمن بها الشعب، وسار على هداها منذ فجر التاريخ؛ لذا فقد أضحت لحمة المجتمع، وقوة نسيجه مستلهمة من تلك الاتصافات القيمة، التي تقوّم السلوك، وتعضد الأصالة، وتنحى عن صور الانحراف المادية منها، والفكرية، والمعنوية؛ ومن ثم نتقبل نحن المصريين المناخ الديمقراطي، الذي يحث على الحرية في إطار المسئول؛ حيث إن الخروج عن النظام، ومحاولات النيل من أمن، وأمان، واستقرار الوطن، لا يقبله الجميع، دون استثناء، أو مواربة.
ثمرات النضج السياسي، قد لوحظت في صور المشاركة الانتخابية، التي أكدت على أن المصريين يمتلكون الشعور بالمسئولية تجاه وطنهم، وأن وعيهم بمقدرتهم التامة في الحفاظ على مقدراتهم، ومواردهم، يقوم على استقرار سياسي، ومجتمعي، لا ينفكان عن بعضهما البعض، وأن الولاية العامة خير مسار تتبناه المؤسسات الديمقراطية؛ لتحدد المهام، والواجبات، وتقدر المسئولية، التي تقع على كاهل الفرد، الذي يمثل شعبه، ويعمل بكامل طاقته من أجله، ويضحي بالوقت، وكافة مفردات متع الحياة؛ ليدفع بمسيرة التنمية إلى الأمام، دون كلل، أو ملل.
بكل فخر نقر بأن الشباب، والمرأة أبطال المعركة الانتخابية على مدار اليومين المنصرمين؛ حيث إنهما قاطرة الوطنية؛ فقد أثبت المرأة المصرية صاحبة العطاء المستدام، ورمز المحبة الوطنية، والعفة، والعزة، والشهامة، والكرامة، أنها على قدر من المسئولية، التي جعلتها تقف باكرًا من أجل الإدلاء بصوتها القوي، المعبر عما يجوش في صدور المصريين قاطبة، في الداخل، والخارج، والتي تنادي بتعزيز هويتنا الوطنية، وقدرتنا على التقدم، والنهضة عبر المسار الآمن، الذي يتمثل في الديمقراطية، وحرية الاختيار المسئول.
صوت شباب الأمة المصرية، ومشاركة المرأة الفاعلة، التي رصدناها في اصطفاف دال على وحدة القلوب، وصلابة الأبدان، والبنان، تمثل دون مبالغة سياج أمن، وأمان، وحماية لتلك الدولة القوية من كيد الماكرين، الذين يشككون في مؤسسات الدولة النزيهة، وقيادتها السياسية صاحبة الشرف، والنبل؛ لذا نقولها بكل فخر وثقة أن الأصوات الحرة دحرت كافة المخططات، التي تنطلق من صدور الأشرار، أصحاب المآرب، الذين يتبنون ممارسات، غير قويمة، في مقدمتها منهجية الكذب، والافتراء عبر شائعات، تبث ليل نهار من أجل إضعاف العزيمة، والثقة معًا.
سلامة الوعي، وقوة الموقف نستقرأه من مشاركة الشباب، والمرأة المصرية؛ فهما يمثلان شمل الأمة المصرية، وساعدها؛ فسلاح الإدراك الصحيح هو رأس حربة التقدم، ووقودها نحو استكمال إنجازات مشروعاتنا القومية، التي ندفع بها من خلال مؤسسات تعمل على تسهيل الإجراءات، وتلافي البيروقراطية، وتبني الفكر المستنير المبني على منهجية علمية، تحدث تغييرًا جذريًا في مستويات الأداء، والإنتاج على السواء، وتفتح الأمل لبلوغ الريادة، والتنافسية في شتى المجالات، بما يحقق التنمية في صورتها المستدامة.
وجدان الشباب المصري، والمرأة صاحبة العطاء، يقوم على فلسفة إشباع غريزتي الولاء، والانتماء، وهذا ما نسميه بالإشباع الذاتي؛ حيث حب الوطن بمنتهى الإخلاص، والوعي بمطالبه المتمثلة في الحقوق، والواجبات، والعمل على تعضيد الأمان، والاستقرار من خلال فاعلية، لا تنضب، وأداء لممارسات ناضجة، وجدناها أمام صناديق الاقتراع على مدار الساعات المنصرمة، خلال يومين متصلين، قد أظهرتا نجاحًا، غير مسبوق في نتائج العملية الانتخابية لمجلس الشيوخ المصري، وهذا دون شك يمهد للاستعداد للانتخابات القريبة لمجلس النواب المصري؛ لتكتمل غرفتا التشريع.
الإشادة من مؤسسات الرقابة الدولية، تؤكد أن الانتخابات التشريعية المصرية، لم تتعرض لأية صورة من صور التوجيه، أو التزييف، أو الخروقات، التي تضعف مستويات النزاهة، والشفافية، والعدالة، والمساواة بين الجميع في إطار ما نصت عليه الإجراءات التنفيذية، التي حددها القانون بصورة واضحة؛ ومن ثم أكدت تلك المؤسسات على أن أصوات المنتخبين معبرة عن إرادة هذا الشعب، الذي يناضل من أجل الاستقرار، والسعي نحو إحداث تنمية حقيقية، تصيب شتى مجالات الحياة بمختلف تنوعاتها.
مؤسسات الرقابة الدولية، رصدت انخراط كافة فئات الشعب في العملية الانتخابية، التي وفر لها المناخ الداعم، والمواتي؛ حيث تذليل الصعوبات، وتقديم كافة أطر المعونة للناخبين، وتوافر التقنية الرقمية، التي سهلت الوصول إلى لجان العامة، والفرعية، وتحديد الأسماء في الكشوف، بمنتهى الدقة، والسرعة، كما أن كافة مؤسسات الدولة قدمت ما عليها من مسئوليات، وبذلت جهودًا مضنية؛ من أجل تأمين، وتيسير العملية الانتخابية، ناهيك عن التنظيم الراقي، الذي شارك فيه الجميع، دون استثناء.
الناظر إلى صورة التنظيم، وملامح المناخ الداعم، وأساليب رقي التعامل أثناء العملية الانتخابية لآخر لحظة، يرى أن هنالك فقه في حسن الترتيب، وإدارة المشهد بصورة مبهرة، وهذا بالطبع ينسدل عن وعي مؤسسي، أكد على أن المهمة قومية، يخدم الجميع فيها الوطن الحر، ويشارك كل فرد في ملحمة تدشين المؤسسات البرلمانية، التي يصل من منابرها صوت هذا الشعب؛ فيجتمع منتسبيها لتحقيق احتياجاته، وتلبية مطالبه، وتمهيد طرائق التنمية؛ كي يحيا حياة كريمة، ويستطيع أن يصون وطنه، ويحمي مقدراته.
نثمن ونقدر ونشيد بالجهود المضنية، التي بذلت من الهيئة العليا للانتخابات، وشتى الأجهزة والوزارات المعنية، التي قدمت الدعم في كل صوره؛ لنخرج بمشهد يفخر به الجميع، ويشعرنا بأن مصر باتت على الطريق القويم، المرصع بالمحبة، والمحفوف بالتضافر والتماسك، والمحمي بوعي ناضج رشيد، أضحى يمتلكه المواطن المصري، الذي صار يثق في قيادته ومؤسساته الوطنية بصورة مطلقة.
تحدى الشعب بأطيافه المختلفة، وخرج مشاركًا في بناء مؤسساته، ولم يلتفت إلى نداءات المشككين، والمحبطين، ولم يقف عند شائعات مغرضة، تستهدف تقويض مسيرة نهضته؛ فكانت المشاركات الكثيفة، التي رصدتها المنظمات، وكافة الأجهزة المعنية بهذا الأمر؛ حيث إن نسبة التصويت، التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات مرضية في حد ذاتها، ومعبرة عن إدارة هذا الشعب العزيز، الذي فضل الممارسات الديمقراطيَّة، المسْئُولة، كونه مجتمع حر يحترم مؤسساته، ويرقى بها على الدوام.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

Trending Plus