غزة ومعبر رفح.. كيف منع تعنت إسرائيل 5 آلاف شاحنة مساعدات من العبور؟

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، لم تتوقف مصر عن دورها في إنهاء حرب الإبادة التي هدفها تهجير سكان القطاع من أراضيهم، ووضعت خطا أحمرا، وتصدت للمخططات الصهيونية في ذلك الأمر، فضلا عن تحمل الفاتورة الأكبر من إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر برا وبحرا وجوا، فهى لا تتلقى أي رسوم تذكر لإدخال تلك المساعدات، وهذا ما أكدته مصادر رسمية.

وأُغلقَ معبرُ رفح الحدودي من الجانب الفلسطيني نتيجة وجود الدبابات الإسرائيلية وتمركز تلك القوات وبالتالي أصبح هذا هو المانع الوحيد لإدخال المساعدات إلى القطاع، لكن القاهرة مازالت مستمرة في بذل جهود التواصل مع الشركاء في دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، لوقف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وقد أعلن جيش الاحتلال وفي مايو عام 2024، عن سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بينما أشارت هيئة المعابر في غزة إلى تعليق حركة المسافرين وإيقاف دخول المساعدات بشكل كامل إلى القطاع، ورغم حملات الاخوان المشبوهة، إلا أن وسائل اعلام عبرية قد ذكرت فى مناسبات عدة أن سلطات الاحتلال هي من تسيطر علي الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وخصصت مصر مطار العريش الدولي، لاستقبال المساعدات القادمة من الخارج من جميع الدول، لإدخالها إلى القطاع، واستمرت في فتح معبر رفح البري والتي دمرته قوات الاحتلال وأصلحته مصر 4 مرات خلال الحرب الدائرة الآن، مع العلم أن المعبر هو واحد من أصل 5 معابر تصل غزة بالعالم الخارجي.

ونتيجة لتمركز قوات الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، فإن أكثر من 5 آلاف شاحنة تتوقف الآن على الأرضي المصرية، محملة بأنواع متنوعة من المساعدات الغذائية والإنسانية، وجاهزة لدخول القطاع، لولا أن تمركز قوات الاحتلال، وهذا ما أكده السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس فيتنام "لوونج كوونج" اليوم الثلاثاء.

وفى الوقت الذى  فتحت فيه مصر معبر رفح لأقصى طاقته، وقدمت الدعم السياسي واللوجستي والطبي قدر استطاعتها،  تواصل إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، إغلاق المعابر التي تقع تحت سيطرتها، وتمنع دخول المساعدات الأساسية، بل وتستهدفها أحيانًا بالقصف المباشر، و تتنصل من أي مسؤولية عن الكارثة الإنسانية في غزة، وتواصل قصف المعابر، وتمنع دخول المساعدات، وتفرض حصارًا مشددًا  في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وبرغم حقيقة أن معبر رفح مفتوحاً من الجانب المصري علي مدار الساعة، إلا أن كثيرون يغفلوا حقيقة أن معبر رفح ليس الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، فالقطاع المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، يمتلك 5 معابر آخري.

وقد أكدت الأمم المتحدة، على لسان المتحدث باسم مكتبها لتنسيق الشئون الانسانية "أوتشا"، ينس لاركيه، أن مصر اضطلعت بدور محوري في إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيدا بالدور المصري الكبير في هذا الأمر منذ بداية الصراع، وقال لاركيه، في مقابلة خاصة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، "إن مصر إحدى الجهات الضامنة لوقف إطلاق النار واتفاق السلام في المنطقة، وبالتالي تدعم مصر ، بكل ما يمكنها ، إدخال المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة ،