مارلين مونرو.. الرحيل المأساوى لأسطورة لم تتحمل أضواء الشهرة

فى 5 أغسطس 1962 خيم الحزن على هوليوود والعالم أجمع مع نبأ وفاة مارلين مونرو، واحدة من أشهر نجمات السينما الأمريكية فى القرن العشرين، رحلت مونرو فى منزلها بلوس أنجلوس، حيث عُثر عليها جثة هامدة فى غرفة نومها، بعد أن أثار غيابها قلق مدبرة المنزل يونيس موراي، التي سارعت بالاتصال بالطبيب النفسي الخاص بها، الدكتور رالف جرينسون.
وصل الطبيب إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل، واضطر إلى دخول غرفة النوم عبر النافذة بعد أن وجد الباب مغلقًا، وهناك، وجد مارلين ملقاة على سريرها، دون حراك، في مشهد وصف بأنه مفجع وصادم، لم تمضِ ساعات حتى حضر طبيبها الشخصي، الدكتور هايمان إنجلبرج، وأعلن وفاتها رسميًا قرابة الساعة الرابعة فجرًا، قبل أن يُبلغ قسم شرطة لوس أنجلوس بالحادثة.
تقرير السموم.. نهاية بجرعة زائدة
أظهرت التحاليل الطبية أن الوفاة نجمت عن تسمم حاد نتيجة جرعة زائدة من الأدوية المهدئة. وُجدت عدة زجاجات فارغة بجانب السرير، وأثبتت التحاليل أن كمية المواد في جسدها تجاوزت الحد القاتل بكثير، مما جعل فرضية الحادث العرضي غير واردة. بناءً على ذلك، صنّف نائب الطبيب الشرعي توماس نوجوتشي الوفاة على أنها انتحار محتمل، خاصة وأن مونرو كانت قد تعرضت سابقًا لنوبات اكتئاب حادة وحالات تناول جرعات زائدة.
العالم يودّع مارلين والصحف تشتعل
في صباح 6 أغسطس 1962، تصدّر خبر وفاة مارلين مونرو الصفحات الأولى للصحف العالمية، وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة نيويورك ديلي ميرور صارخًا: مارلين مونرو تقتل نفسها.. وبالعنوان الفرعي: "عُثر عليها عارية في سريرها.. تناولت 40 قرصًا من الدواء"، وسرعان ما تحولت الواقعة إلى قضية رأي عام، إذ أفادت صحيفة شيكاغو تريبيون أنها تلقت مئات المكالمات الهاتفية من مواطنين يطلبون معلومات حول ظروف الوفاة. وفي تطور صادم، أظهرت الإحصائيات أن معدلات الانتحار في لوس أنجلوس تضاعفت خلال الشهر التالي لوفاة مونرو، ما يبرز حجم التأثير النفسي الذي أحدثه الخبر في نفوس معجبيها.
نظريات المؤامرة.. شكوك لم تهدأ
رغم النتائج الرسمية التي أعلنتها السلطات، لم تتوقف التكهنات والشائعات التي تشير إلى أن وفاة مونرو قد تكون مدبرة وليست انتحارًا، فقد رُوِّجت عشرات النظريات التي تحدثت عن ضلوع جهات سياسية أو استخباراتية في مقتلها، ما دفع مكتب المدعي العام في مقاطعة لوس أنجلوس إلى إعادة فتح الملف في عام 1982، إلا أن التحقيق لم يخرج بنتائج مغايرة للتحقيق الأصلي، وأكّد أنه لا يوجد أي دليل يدعم فرضيات القتل.
كلمات وداع من جان كوكتو
في تعليقه على الوفاة، قال الفنان والمفكر الفرنسي جان كوكتو جملة مؤثرة لخصت مأساة مارلين: "موتها يجب أن يكون درسًا رهيبًا لكل أولئك الذين يجعلون من مهنة التطفل على النجوم وسيلة لتعذيبهم".

Trending Plus