موضة عمرها 1700 عام.. اكتشاف فسيفساء تحتوى على صور صندلين فى إيطاليا

كشفت الحفريات فى فيلا رومانا ديل كاسالى، أحد أهم المواقع الأثرية فى إيطاليا، عن اكتشافات جديدة لهياكل وفسيفساء، منها لوحة تصور صندلين أثار تشابههما مع "الشباشب الحديثة" دهشة الباحثين، وتُعد هذه التفاصيل جزءًا من مجموعة أكبر من زخارف الفسيفساء التى زيّنت القسم الجنوبى من الحمامات الحرارية، وهى من عمل حرفى ماهر فى القرن الرابع الميلادى.
إلى جانب هذه التمثيلات، اكتشف علماء الآثار نقشًا فسيفسائيًا وثلاثة أعمدة مع تيجانها الخاصة، وهى عناصر تؤكد المستوى الفنى والمعمارى الاستثنائى لهذا المجمع الرومانى المتأخر، وفقا لما نشره موقع labrujulaverde.
إعادة بناء الحياة اليومية
هذه الاكتشافات ثمرة تعاون بين حديقة مورجانتينا الأثرية وفيلا رومانا ديل كاسالي، وجامعة بولونيا، والمجلس الوطنى للبحوث (CNR)، للجمع بين المنهجيات التقليدية والتقنيات المتقدمة لإلقاء الضوء على سياقات تاريخية مُعقدة، ووفقًا للخبراء، تعد هذه التطورات أساسية لإعادة بناء الحياة اليومية والتأثيرات الثقافية والعمليات التقنية التي ميّزت صقلية في أواخر العصرين الروماني والبيزنطي.
وتشتهر فيلا رومانا ديل كاسالى بمجموعتها الرائعة من الفسيفساء المحفوظة لقرون تحت طبقة من الطين نتجت عن فيضان قديم، من أشهر أعمالها فسيفساء " فتيات البكيني"، التي تصور شابات يمارسن تمارين رياضية بملابس مشابهة لتلك التي يرتدينها اليوم، ورغم أن القطع المكتشفة حديثًا أقل روعةً من الناحية البصرية، إلا أنها توفر معلومات قيّمة عن ورش العمل الحرفية والأذواق الجمالية لتلك الفترة.
خضوع فسيفساء الصندل لعمليات تنظيف
أكدت سلطات الحديقة الأثرية أهمية مواصلة البحث فى موقعٍ لا يزال، رغم دراسته لعقود، يحمل فى طياته مفاجآتٍ لا تُحصى، تُعزز كل حملةٍ بحثية فرضية أن الفيلا كانت مجمعًا سكنيًا فاخرًا مرتبطًا بكبار الشخصيات في الإمبراطورية، وربما حتى أحد أفراد العائلة الإمبراطورية.
وأعلن قادة المشروع أن الأشهر المقبلة ستُخصص لتحليل المواد المُستعادة ودمج البيانات في نظام توثيق ثلاثي الأبعاد، وفي الوقت نفسه، يجري العمل على تحسين إمكانية الوصول إلى الموقع لضمان الحفاظ عليه دون المساس بسمعته السياحية والأكاديمية.
في هذه الأثناء ستخضع فسيفساء الصندل، مع بقية القطع، لعمليات تنظيف ودمج قبل عرضها النهائى، ويُظهر اكتشافها أن علم الآثار ليس نافذة على الماضي فحسب، بل هو أيضًا جسر بين الأجيال، وفي أماكن مثل فيلا ديل كاسالي، يبدو هذا الحوار لا نهاية له.

Trending Plus