نقيب الصحفيين تهنئةٌ من القلب لحروف صنعت تاريخ.. الأهرامُ.. 150 عامًا "روح للوطن"

خالد البلشي نقيب الصحفيين
خالد البلشي نقيب الصحفيين
كتب محمد عبد الرازق

قال خالد البلشي نقيب الصحفيين أن العراقةُ ليست عُمرًا يُحسَبُ بالسنين، بل مواقفُ تُنقَشُ على جَبينِ التاريخ، مشيرا إلي أن الأهرامُ خيرُ شاهدٍ على ذلك طوال سنوات عمرها المائة والخمسين.. تحيةٌ من القلب لكل صحفي وعامل وإداري شارك في صياغة هذا التاريخ ولو بحرفٍ واحدٍ، طالما بقيَ ينبضُ بالحقيقة.

وقال نقيب الصحفيين مائةٌ وخمسون أغنيةً وباقةَ وردٍ لأجلِ مائةٍ وخمسين عامًا من البحثِ عن الحقيقة، تخلّلَها أكثرُ من خمسين ألفَ زهرةٍ يوميةٍ - في صورة عددٍ مطبوعٍ - تفتّحَت في عمرِ الوطن.

و أكمل مائةٌ وخمسون عامًا شهدتْ ميلادَ دولٍ وميلادَ صحفٍ ومؤسساتٍ، وبقيت خلالها الأهرامُ بيتًا للصحافةِ المصريةِ، وعنوانًا لعراقتِها، مع كافة المؤسسات الصحفية: دار الهلال وفي القلب منها مجلتي الهلال والمصور، ودار المعارف وروزاليوسف، والتي تجاوزت أعمارُها عمرَ أوطانٍ ودولٍ، واحتفلنا معا بتجاوزِها جميعًا المائةَ عامٍ، وستلحقها مؤسستا أخبار اليوم ودار التحرير لينضما لنادي مائة عام صحافة، في رسالةٍ تقولُ إن الصحافةَ المصريةَ باقيةٌ وستبقى قادرةً على تجاوزِ كلِّ العقباتِ مهما كانتِ الأزماتُ والتحدياتُ التي تواجهُها.

و قال في ذكرى مرورِ مائةٍ وخمسين عامًا على انطلاقةِ الأهرامِ، صرحِ الصحافةِ العربيةِ، فإن التهنئةَ تتجاوزُ حدودَ الأهرامِ الجريدةِ والمؤسسةِ العريقةِ، وتمتدُّ لجميعِ الصحفيينَ المصريينَ، الذين يحملون مشعلَ الحقيقةِ جيلاً بعد جيلٍ، لتقولَ لهم جميعًا: إنَّا أبناءُ مهنةٍ قوية، عفية جديرة بالبقاءِ.


كما تمتدُّ التهنئة إلى الصحافةِ المصريةِ بأسرِها، ويكفي وقفةٌ عند حدودِ العامينِ الماضيينِ اللذينِ شهدا محطّاتٍ تاريخيةً توثّقُ رسوخَ إرثِ مصرَ الإعلاميِّ، بدءًا بمئويةِ "روز اليوسفِ" التي أسّستْ للصحافةِ الجريئةِ الحُرّةِ، ومرورًا بمئويةِ "المصوّرِ" الذي حفظَ ذاكرةَ الأمةِ بالصورةِ والكلمةِ، من خلال مؤسسةِ دار الهلالِ المؤسسةِ الصحفيةِ العريقة والتي أكملتْ 133 عامًا، ودارِ المعارفِ التي تكملُ عامَها الـ 135 بعد أن أثْرَتِ المكتبةَ العربيةَ بروائعِ المطبوعاتِ الأدبيةِ وكنوزِ التراثِ العربيِّ. وتلاحقُهما جميعًا مؤسستا أخبارِ اليومِ ودارِ التحريرِ. ووسطَ ذلك كلِّه، وفي مقدمته يأتي الاحتفالُ بمرورِ 150 عامًا على صدورِ الأهرامِ ليتوّجَ المشهدَ: فالأهرامُ ليست مجردَ صحيفةٍ، لكنّها ذاكرةٌ للتّاريخِ الحديث وسجلٌّ حيٌّ شهدَ تحوّلاتِ مصرَ عبرَ العصورِ.

فمنذ عددِها الأولِ عامَ ١٨٧٥، كانتِ الأهرامُ: مرآةَ الوطنِ وحارسَ ذاكرتِه، وارتبطتْ برموزِه وبمحطّاتِه التاريخيةِ ومصيرِه ارتباطَ الجذورِ بالأرضِ. واكبتْ محطّاتِ التأسيسِ والنضالِ، ووثقت للانتصارات وتجاوزت الهزائم، ورافقتْ محاولاتِ الدفاع عن المهنة وتأسيسِ نقابةِ الصحفيينَ وتلازمتْ معها منذ نهايةِ القرنِ التاسعِ عشرَ وحتى اكتمالِ حلمِ التأسيسِ عامَ ١٩٤١، فكانتْ شاهدًا على نضالِ رموزِ المهنةِ وروّادِها من أجلِ حرّيةِ الرأيِ. وهي اليومَ – مع باقي المؤسساتِ الصحفيةِ المصريةِ – تُشكّلُ إرثًا لا يُقدَّرُ بثمنٍ، خاصّةً عندما تتهيّأُ الظروفُ لتعكسَ صوتَ الصحافةِ المُقتحمةِ لقضايا الشعبِ، وتكونُ مرجعيةً بصريّةً تُجسّدُ الزمنَ المصريَّ بكلِّ تفاصيلِه، ووسطَ كلِّ ذلك ستبقى "الأهرامُ" وشقيقاتها حجرَ الزاويةِ في بناءِ الوعيِ الوطنيِّ.

إنَّ الحفاظَ على هذه الصروحِ الإعلاميةِ لم يَعُدْ خيارًا، بل صارَ واجبٌ وطنيٌّ وأخلاقيٌّ؛ يكتملُ بالدفاعِ عن حقِّنا جميعًا في صحافةٍ حُرّةٍ تحمي هويّةَ الأمّةِ وتصونُ تاريخَها.


ولذا فإنَّه يقعُ على عاتقِنا جميعًا – مؤسساتٍ وأفرادًا – مسؤوليةُ السعيِ المشتركِ لِـ:


- حمايةِ هذه المؤسساتِ وحمايةِ مهنةِ الكلمةِ من خلالِ دعمِ استقلاليّةِ الصحافةِ وتمكينِها ماديًّا ومعنويًّا، وترسيخِ المبادئِ التي قامتْ عليها، والدفاعِ عن قيمِ العدلِ والحريةِ كعنصرٍ أصيلٍ في رسالةِ الإعلامِ
و أكمل إنَّ الحفاظَ على هذه المؤسساتِ ضرورةٌ للتنوع، فقوةَ الصحافةِ أن تخرجَ من حيّزِ الصوتِ الأوحدِ، إلى ساحاتٍ للتعدّدِ الفكريِّ والحوارِ الوطنيِّ. وضمانُ بقائِها يعني الحفاظَ على عقدٍ اجتماعيٍّ جديدٍ يُعيدُ للكلمةِ قداستَها، ويجعلُ من الحقيقةِ ركيزةً للبناءِ.

و أكد نقيب الصحفيين انه في هذه المناسبةِ المجيدةِ، نُجدّدُ التأكيدَ على أنَّ الصحافةَ الجادّةَ ليست مجرّدَ وسيلة، بل هي ضميرٌ حيٌّ يولَدُ مع كلِّ لحظةِ بحثٍ عن الحقيقةِ، ويتجدّدُ مع جرأةِ الإصرارِ على نقلِها دونَ مواربةٍ. وسيظلُّ وجودُ صحافةٍ حُرّةٍ مسئولةٍ هو الضامنُ لاستمرارِ رسالةِ الحق، والكلمةِ الصادقةِ التي تُضيءُ ولا تُحرقُ. فالحريّةُ ليست ترفًا، بل ركيزةٌ تُحيي وجدانَ الأمةِ وتُصانُ بها كرامتُها.

و قال ختامًا، كلُّ التحيةِ لأجيالِ الصحفيينَ الذين جعلوا من "الأهرامِ" مدرسةَ للفكر، لقد أثبتَتِ الأهرامُ وأثبتتْ صحافتُنا – عبرَ ١٥٠ عامًا – أنّها أصلبُ من كلِّ محاولاتِ كَتمِ الصوتِ، وأبقى من كلِّ تقلّباتِ الزمنِ بشرط أن تُفتَحَ لها آفاقُ التجددِ والتعبيرِ الحرِّ.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

روما يرصد 20 مليون إسترليني لضم سانشو من مانشستر يونايتد

الداخلية تضبط تيك توكر نشرت فيديوهات رقص خادشة للحياء

طرح أغنية "بنطلون جينز" بصوت محمد رحيم بعد 9 أشهر من رحيله

قرار جمهوري بترقية عدد من مستشارى هيئة قضايا الدولة.. تعرف على الأسماء

مودرن سبورت يتقدم على الاتحاد بثنائية نظيفة في الشوط الأول.. فيديو


الرئيس السيسى يصدّق على تعديل بعض أحكام قانون التعليم

المشدد 5 سنوات لشقيقين لحيازتهما أسلحة واستعراض القوة بشبرا الخيمة

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

محمد مكي يحذر لاعبي المقاولون من ثنائي الزمالك قبل مواجهة الدوري

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو


ترامب عن لقاء بوتين فى ألاسكا: العقوبات جاهزة إذا لم نصل لنتيجة

تفاصيل سقوط 3 شباب طاردوا فتيات بسياراتهم على طريق الواحات.. القصة بدأت بمعاكستهم فى كافيه وانتهت بحادث مروع.. أم الضحية: أي فلوس مش هتعوض بنتي.. القانون صنف الأفعال كجريمة تحرش.. وعقوبات قاسية تنتظر المتهمين

سفير الجزائر لدى القاهرة: الحملات ضد مصر ذات أهداف سياسية مغرضة

ضربة لحيتان المقاولين.. إزالة 6 أبراج مخالفة فى منطقة اللبينى بالهرم.. صور

الزمالك يدرس العفو عن فتوح بعد مباراة المقاولون العرب

علياء قمرون أمام النيابة: "معرفش يعنى إيه غسيل أموال.. كنت بفرح بالدعم عشان أجهز نفسى"

بعثة الكونغ فو تصل القاهرة بعد المشاركة في دورة الألعاب العالمية بالصين

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى