إنجيل مقروء للجاهل والفليسوف.. الأيقونة القبطية نافذة روحية ولغة إيمان صامتة تساعد على ترسيخ المعرفة.. ليست للعبادة وتمثيل الحضور الحى للقديسين.. ورسامها ليس حرا في الابتكار وملتزم بعقيدة الكنيسة.. صور

تُعد الأيقونات الكنسية من أبرز المعالم التي تميز الكنائس، فهي ليست مجرد أعمال فنية أو زخرفات تُزين الجدران، بل هي نافذة روحية تجسد عُمق الإيمان المسيحي. تمثل شخصا أو مشهدا مقدسا مرسومة على الخشب أو الجدار وفقا لأساليب وتقاليد خاصة. إذ تعتمد الكنيسة في وضع الأيقونات على حكمة تمتد جذورها إلى التقاليد القديمة. كما تُعني الأيقونة في الأصل صورة ثم صارت اصطلاحا يطلق في العصر القبطي على اللوحات الخشبية التي تحتوي صورا بالألوان تمثل قديسين أو أحداث أو موضوعات دينية، وهي كلمة يونانية.
أيقونة السيدة العذراء بالزيتون
في هذا السياق، قال القس بطرس فؤاد، كاهن كنيسة الكوكبان الأنبا بيشوى والأنبا كاراس بمدينة النور وعضو مجلس كنائس مصر، إن وجود الأيقونات في الكنيسة يتمثل في الإيمان بوجود الله والقديسين في الكنيسة، باعتباره وجود وإيمان حاضر، فالأيقونة هي مثال ورمز لوجود القديسين في الكنيسة.
وأضاف القس بطرس فؤاد، في تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن طقس وضع الأيقونات هو وضعها على حامل الأيقونات، موضحا أن الفكرة من الأيقونات في وجود الله وسط شعبه وأبنائه، ولها دور هام في التذكر المستمر للسيد المسيح وقديسيه، وحضورهما الحي في الكنيسة.
الكنيسة الأرثوذكسية
الأيقونة عظة وكتاب للمتعلم والأمي
تعتبر الأيقونة عظة وكتاب مرسوم مسجل بلغة بسيطة يقرأها الكل دون تمييز بين لسان ولسان. يترجمها الأمي بلغة البساطة، كمن يقرأ كتاب أو يسمع عظة ويتلمس فيها المتعلم ما تعجز المؤلفات من الإفصاح عنه. فالأيقونات في الكنيسة هي تعليم صامت بدون كلمات لشعب الكنيسة بل يكفي النظر إليها والتأمل في حياتهم وجهادهم فهو إنجيل مقروء مفتوح أمام الجاهل والفليسوف.
أيقونة السيدة العذراء مريم
رسام الايقونات في الكنيسة
يعتبر رسام الأيقونات ليس حرا في الابتكار، ولكنه ملتزم بإظهار روح الكنيسة وعقيدتها في الأيقونة لذلك من المهم أن يكون دارسا للعقيدة الكنسية، وليس فقط لأصول الفن القبطي. فيظهر من خلال الأيقونة حالة الشخص المرسوم فيها، وهذا يفرض على الفنان الرسام الإطلاع على سيرة الشخص المرسوم فيها، وعلى أحداث الكتاب المقدس وتعاليمه.
وكما يروي عن الرسام القديس لوقا الانجيلي أنه كان مصورا بارعا ويقال أنه قام بتصوير السيدة العذراء وهى في وضعها التقليدي وهى تحمل السيد المسيح الطفل وتوجد صورتان بديري السريان والمحرق يقال أنهما مأخوذتان عن النسخة التي للقديس لوقا البشير.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الأيقونات من بقايا الوثنية
في وقت من الزمان، حارب البعض الأيقونات في الكنيسة، على أنها من بقايا الوثنية، وعلى النقيض الأخر فالحقيقة هي أنه كان قد أوصى شعبه في العهد القديم قائلاً: "لا تصنع لك صورة أو تمثالا" فالهدف جاء في تكملة الآية "لا تسجد لهن ولا تعبدهن"، فالكنيسة لا تعبد الأيقونات وإنما تكرمها، وفي ذلك تكريم لأصحابها، كما أن الأيقونة الكنسية تدشن بالميرون، فتصير ممسوحة بالروح القدس، ويمكن التبخير أمامها والتبارك منها.
أيقونة القديس مارمرقس الرسول
تكريم وتقبيل الأيقونات
تُكرم الأيقونات وتُقبل، وهو تكريس ينتقل من الأيقونة إلى الشخص أو الأشخاص الممثلين فيها. والأيقونات ليست أصناماً تتم عبادتها، إذ العبادة لله وحده. كما أن الأيقونة القبطية فلسفة كنسية روحانية تساعد على ترسيخ الإيمان والمعرفة في الشعب.
أيقونة القديس الأنبا إبرام
أيقونة الملاك ميخائيل
الأيقونات في الكنيسة الأرثوذكسية

Trending Plus