السيسى والضمير العالمى.. مصر ضد الإبادة والتهجير والمناورات فى غزة

هى حرب إبادة ومحاولة تصفية وليست أمرا آخر، بل هى تصفية ممنهجة وتجويع وقتل وتصفية عرقية، هذا هو الوصف الدقيق الذى يؤكده الرئيس عبدالفتاح السيسى دائما، وجدد تأكيده بلا مواربة خلال المؤتمر الصحفى مع لوونج كوونج، رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، معلنا بوضوح: «إن الحرب الدائرة حاليًا فى قطاع غزة لم تعد حربًا لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن، بل أصبحت حربًا للتجويع والإبادة الجماعية وتصفية القضية الفلسطينية»، ووجه الرئيس السيسى نداءً للرأى العام العالمى وليس للداخل المصرى فقط، بأن الوضع فى قطاع غزة يستخدم كورقة سياسية للمساومة، منتقدًا عجز المجتمع الدولى، ومؤكدا أن قطاع غزة يربطه بالعالم الخارجى 5 منافذ، منها منفذ معبر رفح، والباقى يدار من خلال الجانب الإسرائيلى.
أكد الرئيس أنه خلال العشرين سنة الماضية تقريبًا، هناك محاولات من مصر لعدم اشتعال الموقف فى غزة، وكان لدينا تقديرات بأن أى محاولة للاقتتال ستكون لها تأثيرات مدمرة على قطاع غزة، هذه هى الحرب الخامسة التى تقف فيها مصر بدور إيجابى فاعل، ومصر تسعى لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات، وأعلن الرئيس أنه منذ 7 أكتوبر قدمت مصر وحدها أكثر من 70% من كل المساعدات الإغاثية والإنسانية لقطاع غزة.
والواقع أنه على مدى 19 شهرا وأكثر، لم يتوقف الرئيس السيسى عن شرح وإيضاح القضية لكل الأطراف الدولية، ورفضت مصر بحسم مخططات التهجير أو التصفية، وتمسكت بحل الدولتين الذى أصبح يتخذ مسارات واقعية انعكست فى المؤتمر الدولى رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين، وتنفيذ حل الدولتين المنعقد فى مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
حرص الرئيس على تفنيد الادعاءات والأكاذيب التى تستهدف الموقف المصرى، وتترك الجريمة، من إبادة وقتل، والترتيب لوقفات وتظاهرات هدفها تخفيف الضغط على الاحتلال، وعلى رأس هذه الأطراف تنظيم الإخوان الإرهابى، بعضهم تظاهر من دول بينها وبين إسرائيل علاقات استراتيجية سياسية وأمنية واقتصادية، ولهذا وصف الرئيس السيسى الادعاءات التى يرددها البعض بأن مصر تشارك فى حصار الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والمساهمة فى تجويعه بـ«الإفلاس» و«الكلام الغريب»، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات فى الأراضى المصرية مستعدة للدخول إلى قطاع غزة من مصر ودول أخرى، وأن الاحتلال يسيطر على الجانب الفلسطينى فى معبر رفح، بينما مصر لم تتخل عن دورها فى إدخال المساعدات الإنسانية لأهالى غزة، أو تشارك فى حصار القطاع، مجددًا وصفه لهذه الادعاءات بأنها «إفلاس».
بالطبع، فإن مصر تدرك الأهداف من وراء الحملات التى تروج الأكاذيب، هدفها مساندة الاحتلال، وتخفيف الضغط على نتنياهو وتياره المتطرف، وتمرير المخططات الرامية للتهجير، التى تصدر بكل الطرق، ولهذا فقد كان الرئيس السيسى حاسما بالتأكيد «إن مصر مستعدة لإدخال المساعدات إلى أهالى قطاع غزة فى أى وقت، لكننا غير مستعدين لاستقبال الفلسطينيين وتهجيرهم خارج أرضهم».
حسم الرئيس وصف ما يجرى من الاحتلال بأن هناك إبادة ممنهجة للقطاع وتصفية للقضية الفلسطينية، وأن رئيس مصر وجه نداءً للعالم والدول الأوروبية والرئيس الأمريكى دونالد ترامب للتدخل لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات، كرر الرئيس نداءه حتى تتوقف هذه الحرب، محذرا من أن التاريخ سيتوقف كثيرًا وسيحاسب ويحاكم دولا كثيرة على موقفها فى هذه الحرب، وقال: «إن الضمير الإنسانى العالمى لن يصمت طويلا».
وبالتالى فقد جاءت تصريحات الرئيس السيسى لتفضح أطرافا تعمل لصالح الاحتلال، وأطرافا تعمل بتعليمات من دول إقليمية، وتنفذ أجندات، ولا تتفاوض من أجل غزة، بل من أجل مصالح وأهداف وتنظيم الإخوان يفعل ذلك، ويتظاهر لمهاجمة مصر بتصريح من الاحتلال ووزراء متطرفين يعلنون رغبتهم فى قتل العرب والفلسطينيين، بينما الموقف المصرى واضح يواجه مخططات التهجير ومناورات الصهاينة، ويضع العالم أمام مسؤولياته.


Trending Plus