"الفاشر" بؤرة الموت فى دارفور.. شبح الجوع يخيم على المدينة المحاصرة.. الدعم السريع تفرض حصارا مشددا وتمنع وصول المساعدات.. إخلاء مخيم زمزم بالكامل بقوة السلاح.. وبرنامج الغذاء العالمي يطلق تحذيرا شديد اللهجة

الحرب فى السودان
الحرب فى السودان
كتبت ريهام عبد الله

يعاني السودان من كارثة إنسانية، وتستمر في التفاقم، مع استمرار العنف في البلد الذى مزقته نيران الحرب التي دخلت عامها الثالث، فالبلد الذى شهد آلاف القتلى بسبب العنف، وملايين من النازحين هربا من آلة القتل، داخل في دائرة جديدة من تجويع المدنيين في عدة مناطق، أبرزهم مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

مدينة الفاشر تعاني من حصار مطبق منذ شهور طويلة، إذ تفرض ميليشيا الدعم السريع حصارا مشددا على مدينة الفاشر، التي تتمركز فيها الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، وتمنع الدعم السريع دخول المساعدات والأدوية المنقذة للحياة في المدينة، وهو ما وضع حياة الالاف المحاصرين في المدينة على المحك.

كما تتواصل أعمال العنف، إذ تستمر عناصر الدعم السريع في استهداف المدينة ومخيمات النازحين في الفاشر، بالقصف المدفعي والطائرات المسيرة الانتحارية، التي تستهدف أحياء سكنية، وهى ما يجعل المدينة منطقة موت محقق، فإن لم يكن بالجوع، فبالأمراض بسبب استهداف البنية التحتية وتلوث مصادر المياه، وإن لم يكن بالأمراض، فبالقصف المدفعي الذى يستهدف المدنيين بشكل يومي.

وفى استمرار لنهج الدعم السريع في استهداف المدنيين بشكل ممنهج، كشفت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أن عناصر من ميليشيا الدعم السريع أخلت معسكر زمزم للنازحين بالكامل، بعد أن أجبرت آلاف المدنيين على مغادرته تحت تهديد السلاح.

وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، أن المعسكر تحول إلى ثكنة عسكرية تتمركز فيه ميليشيا الدعم السريع، وشددت على أن الدعم السريع جلبت للمعسكر مرتزقة أجانب، وجعلت المخيم نقطة انطلاق لشن هجماتها على مدينة الفاشر المحاصرة، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.

وبسبب الوضع الأمني المعقد، انسحبت منظمات دولية من دعم سكان الفاشر، واضطر بعضهم عن التوقف عن تقديم مساعدات للمدنيين المحاصرين في المدينة المنكوبة.

وأطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تحذيرا شديد اللهجة بسبب الأوضاع المتدهورة في الفاشر، وأكد أن سكان الفاشر يواجهون خطر الموت جوعًا في ظل انقطاع الوصول للمساعدات، وعدم تمكن البرنامج من تقديم المساعدات للأكثر احتياجا.

وقال البرنامج، في بيان، إن العائلات العالقة في الفاشر تواجه خطر الموت جوعًا مع انقطاع وصول المساعدات، مما يترك السكان دون خيار سوى الاعتماد على ما تبقّى لديهم من إمدادات محدودة من أجل البقاء على قيد الحياة.

وذكر أنه لم يستطع إيصال المساعدات برًّا إلى الفاشر على مدار أكثر من عام، فيما واصل تقديم الدعم النقدي إلى 250 ألف شخص لشراء الطعام المتوفر في الأسواق.

وتنشر الدعم السريع مئات المقاتلين في الطرق حول الفاشر لمنع وصول إمدادات الغذاء والأدوية والإغاثة إلى المدينة، كما شيّدت خنادق حول المدينة لتشديد الحصار، وتسبب قطع طرق التجارة وإغلاق خطوط الإمداد عن الفاشر في زيادة كبيرة في تكلفة المواد الغذائية مثل الذرة الرفيعة والقمح اللذين يُستخدمان في صنع الخبز والعصيدة التقليدية بنسبة وصلت إلى 460% مقارنة ببقية المدن، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي.

وفى 4 مايو الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تحرك قافلة إنسانية من بورتسودان إلى الفاشر، بعد أشهر طويلة من تعطيل وصول الإمدادات إلى المدينة.

ووصلت القافلة المكونة من 15 شاحنة تحمل مواد غذائية، إضافة إلى شاحنتين من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، محملة بأدوية ومعدات ومستهلكات طبية، ومكملات غذائية للأطفال، بعد أن قطعت مسافة تُقدَّر بنحو 1800 كيلومتر إلى بلدة الكومة، الواقعة على بُعد 78 كيلومترًا شمال شرقي مدينة الفاشر، وسرعان ما تعرضت لقصف جوى، وفقا لموقع دارفور 24.

وحدث القصف في 2 يونيو السابق، ما أدى إلى إحراق عدة شاحنات ومقتل 5 عمال إنسانيين، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف.

وفى يوليو الماضى، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، عن تقييم أجراه شركاء العمل الإنساني، وكشف التقرير أن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مراكز النزوح بمدينة الفاشر يعانون من سوء تغذية حاد، بينهم 11% يعانون من سوء تغذية حاد وشديد.

وأشار التقرير إلى أن انهيار خدمات المياه والصرف الصحي، وانخفاض تغطية التطعيم، أديا إلى زيادة حادة في خطر تفشي الأمراض.

وتحول "الأمباز" وهو "علف حيواني" إلى غذاء يومي لألاف البشر في الفاشر، وقال أحد التجار، إن الطلب على الأمباز بلغ ذروته، ويشير إلى أن الأمباز بات على وشك النفاد، بسبب عدم وجود وارد من الفول السوداني.

وتفاقم الوضع بشدة في الفاشر، مع تصاعد أعمال العنف والنهب والاعتداءات، في وقت يعيش فيه عشرات الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، في عزلة تامة عن العالم الخارجي.

ووفقاً لبيانات برنامج الأغذية العالمي، فقد فر أكثر من 400 ألف شخص من الفاشر إلى مدينة طويلة، حيث يتلقون بعض الدعم، وعلى نطاق أوسع، يصل البرنامج إلى أكثر من أربعة ملايين شخص شهرياً في السودان، وشمل ذلك خمسة ملايين ونصف في مايو الماضي فقط، من بينهم 1.7 مليون يعيشون في مناطق صنّفت بأنها تعاني من المجاعة أو معرضة لها، إضافة إلى أكثر من 600 ألف امرأة وطفل يتلقون مساعدات غذائية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القصة الكاملة لأزمة الزمالك مع محمد أشرف روقا

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

الأربعاء.. 18 فبراير أول أيام شهر رمضان فلكيًا

الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى


الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

فريق النيابة يعاين حريق شقة الفنانة نيفين مندور بعد وفاتها بالإسكندرية

أمم أفريقيا 2025.. حسام حسن يزين قائمة هدافى المنتخبات عبر التاريخ

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيابة المنتزه تحقق فى مصرع الفنانة نيفين مندور داخل شقتها بالإسكندرية


نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها

جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى