حطام سفينة من العصر البرونزى يكشف عن وجود تاجر من كريت على متنها

حلل فريق من علماء الآثار تحت الماء بقايا حطام سفينة من العصر البرونزى قبالة سواحل كوملوكا فى تركيا، تم العثور عليها فى عام 2018 وتم التنقيب عنها بين عامى 2022 و2024، وهى تحمل شحنة من سبائك النحاس والأسلحة والأغراض الشخصية التى تشير إلى وجود صلة بحضارة مينوان في جزيرة كريت.
وتشير نتائج دراسة حديثة نشرت في مجلة علم الآثار البحرية إلى أن السفينة ربما غرقت فى القرن السادس عشر قبل الميلاد، أو حتى قبل ذلك، أثناء التجارة بين قبرص والأناضول وكريت، وفقا لما نشره موقع labrujulaverde.
يقع الحطام على أعماق تتراوح بين 39 و53 مترًا، وقد نقّب عنه خبراء من جامعة أكدنيز ومعهد الآثار البحرية (INA) بدقة متناهية، عُثر على 52 سبيكة معدنية على شكل وسادة، و19 سبيكة معدنية على شكل قرص، وثمانى شظايا صغيرة، كما عُثر على ثقلين من الرصاص، وخنجر برونزى، وشظايا فخارية يُحتمل أن يكون الطاقم قد استخدمها.
من أكثر القطع إثارة للاهتمام الخنجر البرونزي والذي يُشبه إلى حد كبير الأسلحة المستخدمة في كريت بين عامي 1700 و1600 قبل الميلاد. ووفقًا للدراسة، يُمكن اعتبار هذا الخنجر "خنجرًا طويلًا" صُنع واستُخدم في كريت، أو مرتبطًا بها بطريقة ما، يكشف هذا الاكتشاف، إلى جانب أوزان الرصاص المينوية، عن احتمال وجود تاجر كريتيّ على متن السفينة.
رحلة النحاس
تُعدّ سبائك النحاس أساسيةً لفهم أهمية حطام هذه السفينة، ورغم أن أصلها الدقيق لم يُحدَّد بعدُ بسبب القيود القانونية على إجراء التحليلات في الخارج، إلا أن الباحثين يشتبهون في أنها جاءت من قبرص، التي كانت تُعرف كمصدّر رئيسي للنحاس في البحر الأبيض المتوسط خلال العصر البرونزي.
وتشير الدراسة إلى أن حقيقة أن معظم سبائك النحاس التي عثر عليها في حطام السفن في أولوبورون وجيليدونيا، وكذلك العينات من قصور مينوان، جاءت من مناجم في جزيرة قبرص تشير إلى أن هذا هو المكان الأكثر احتمالاً لأصل السبائك من حطام هذه السفينة.
تختلف السبائك فى نقائها إذ يحتوى بعضها على نسب عالية من الحديد، مما قد يشير إلى اختلاف تقنيات الصهر أو مصادر الخام، يثير هذا التفصيل تساؤلات حول مصدر النحاس وطرق التجارة في ذلك الوقت.
من بين القطع الأثرية المُستعادة أوزان رصاصية استُخدمت لقياس البضائع، ووعاء نحاسي مُسطّح، وخطاف صيد، وإبرة برونزية هذه الأوزان، التي يبلغ وزنها 22 و45 جرامًا على التوالي، تتوافق مع أنظمة القياس المينوية، وتدعم نظرية الصلة بكريت.

Trending Plus