سفير كندا فى مصر: القاهرة تلعب دوراً محوريا للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم بغزة.. التجارة والاستثمار ركيزتان أساسيتان للعلاقات الثنائية ونسعى لتعزيز التعاون.. و814 مليون دولار أمريكي حجم التجارة الثنائية بـ 2023

قال السفير أولريك شانون، سفير كندا فى مصر، إن القاهرة تلعب دوراً محوريًا فى سبيل الوصول إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح الرهائن، مؤكدًا أن بلاده تتشاور مع مصر بشكل دائم فى هذه القضية.
وخلال لقائه مع عدد من الصحفيين: تحدث السفير شانون عن الوضع الإقليمى والعلاقات الثنائية بين مصر وكندا ومجالات التعاون بين البلدين فى مجالات عديدة أبرزها التعليم، إلى جانب المساهمات الكندية فى برامج التنمية.
واستهل السفير حديثه بإعلان كندا مؤخرا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى سبتمبر المقبل خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى خطوة أعلنتها أيضا العديد من الدول الأوروبية، وقال إن هذا القرار، جاء انعكاسًا للأحداث الراهنة. وأكد أن كندا مازالت ملتزمة بحل الدولتين، لكن تقلص التزام إسرائيل بهذا المبدأ كان سببًا لاتخاذ هذه الخطوة.
وأضاف السفير قائلاً: نعتقد أنه لا بديل عن المفاوضات الثنائية. والسؤال المطروح هو ما بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث نعتقد أنه لابد من العودة إلى مسار المفاوضات الثنائية. ونرى حراكًا دبلوماسيا حاليا، فى الأسبوع الماضى كان هناك مؤتمرا فى نيويورك عن حل الدولتين شارك فيه وزيرا خارجية مصر وكندا، اللذين أجريا لقاءً ثنائيا. ونجرى تنسيق واستشارة مع مصر فى هذا الصدد، ونرى أن هناك حراك سياسي ودبلوماسى. وستكون جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة لتعزيز هذه الجهود.
وأشار السفير شانون إلى أن كندا قد تتخذ إجراءات إضافية بخصوص إسرائيل فى حال عدم تغير موقفها، موضحاً أنها فرضت بالفعل عقوبات ضد وزيرين إسرائيليين يشجعان أعمال العنف من قبل المستوطنين المتطرفين.
ووصف السفير شانون الوضع فى غزة بأنه كارثى وغير مسبوق، وقال إنها كارثة ناجمة عن قرارات سياسية، وسببت معاناة لا يمكن للإنسان تحملها. وأكد على ضرورة الوصول إلى حل سلمى وشامل، وليس اتفاقيات مؤقتة، ولابد من الوصول إلى حل مستدام، وهذا أحد مبادئ كندا.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، تحدث السفير شانون عن تخصيص كندا الأسبوع الماضى 30 مليون دولار للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ليصل إجمالى ما قدمته كندا 355 مليون دولار لكل من غزة والضفة الغربية منذ بداية الأزمة فى أكتوبر 2023، لكن تظل النقطة المهمة هي وصول هذه المساعدات إلى غزة.
وأكد السفير شانون أن كندا ملتزمة بالعمل عبر الأمم المتحدة لإيصال هذه المساعدات، مشدداً على أن بلاده أعلنت مراراً عن رفضها لعرقلة إسرائيل إيصال هذه المساعدات.
العلاقات الثنائية
وتحدث السفير شانون عن العلاقات الثنائية بين مصر وكندا، وقال إن التجارة والاستثمار ركيزتان أساسيتان لهذه العلاقات. وعلى الرغم من التحديات العالمية والإقليمية، تجاوز حجم التجارة الثنائية 814 مليون دولار أمريكي في عام 2023، حيث شملت الصادرات الكندية إلى مصر سلعًا رئيسية مثل خام الحديد والقمح ومنتجات الألبان، بينما تصدرت منتجات الذهب والصلب الصادرات المصرية إلى كندا.
كما تنشط الشركات الكندية في قطاعي التعدين والتكنولوجيا النظيفة في مصر، وتكتسب المنتجات الطبية الكندية زخمًا متزايدًا.
وأشار السفير إلى أنه يتطلع لزيارة العديد من المدن المصرية فى الفترة القادمة، حيث سيزور الإسكندرية فى أكتوبر المقبل لدراسة إمكانات المناطق المختلفة إلى جانب الصعيد والدلتا التعرف على فرص التعاون والاستثمارات، والاستفادة من التزام مصر بالإصلاح الاقتصادى.
وأوضح السفير شانون أنه يسعى إلى زيادة حجم التعاون والاستثمار بين البلدين، حيث يرى أن المستوى الحالي لا يعكس أهمية العلاقات الثنائية، موضحاً أن هناك فرص كبيرة فى مصر للمستثمرين الكنديين، وقال: علينا أن نعمل مع مصر- حكومة وقطاع خاص - لتعزيز التعاون فى هذا القطاع.
من ناحية أخرى، أعرب السفير عن سعادته بتجاوز مصر وكندا لفترة صعبة من العلاقات بينهما فى السنوات الماضية، والتي بدأت بعد أن سحب الجانب المصرى التأشيرة عند الوصول للكنديين رداً على بطء إصدار التأشيرات للمصريين، والذى كان سببه الكم الهائل من التقدم للحصول على التأشيرات.
لكن تم حل هذا الأمر، وبدءًا من ديسمبر الماضى عاودت مصر منح التأشيرة للكنديين عند الوصول. وكانت هذه محطة مهمة للغاية تساعد فى جذب المستثمرين والسياح الكنديين إلى مصر. ونحن ملتزمون بتسهيل المرور فى الاتجاهين.
وانعكس تحسن العلاقات فى الاتصالات التي أجريت فى يونيو الماضى بين الرئيس السيسى ورئيس الوزراء مارك كارنى ، إلى جانب الاتصالات على مستوى وزراء الخارجية، ووجود رؤية مشتركة فى المنطقة.
وأعرب السفير عن تطلعه على تبادل الزيارات الوزارية بين البلدين، وأن تحضر كندا افتتاح المتحف المصرى الكبير، وأن تشارك فى مؤتمر تنظمه مصر عن غزة ما بعد الحرب.
وفى مجال السياحة، أشار السفير إلى أن الآلاف من السائحين الكنديين يزرون مصر سنويا، وهناك رحلات جوية مباشرة بين مصر وتورنتو، ويهتم السائحون الكنديون بالبحر الأحمر ومناطق مصر القديمة والمتاحف.
التعليم
فيما يتعلق بالتعاون فى مجال التعليم، أكد السفير شانون أن هناك 20 ألف طالب مصري يدرسون فى المدارس أو الجماعات الكندية فى مصر، ويشهد هذا المجال تقدم وتطور دائم. وتحظى كندا بسمعة جيدة فى مجال التعليم، وهناك شراكات فى القطاع الخاص تساهم فى توفير المنهج الدراسى الكندى فى مصر. وهى فرصة يستفيد منها الطرفان.
وأشار إلى أن المؤسسات الكندية تساهم بشكل أساسي في جهود التعاون لتطوير القطاع الرقمي، كما هو الحال في مبادرة 'بناة مصر الرقمية' كما تُساعد المشاريع الجديدة في إتاحة التدريب المتقدم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والروبوتات لعدد أكبر من الشباب. وتمثل هذه الاستثمارات في تنمية القدرات البشرية وتبادل الخبرات أساسًا لمستقبل مشترك بين البلدين.
وتطرق السفير خلال حديث إلى المساهمات الكندية فى مجال التنمية فى مصر، وقال إن بلاده تظل شريكًا ملتزمًا في دعم التنمية في مصر، وقدّمت أكثر من مليار دولار كمساعدات دولية خلال الأربعين عامًا الماضية، منها أكثر من 100 مليون دولار منذ عام 2017. يركز برنامج التنمية الكندي الحالي، والذي تبلغ قيمته حوالي 8-9 ملايين دولار سنويًا، على المساواة بين الجنسين، والتمكين الاقتصادي، والأمن الغذائي، والصحة الإنجابية، والقدرة على التكيف مع تغييرات المناخ، مع التركيز بشكل خاص على الفئات السكانية الأقل حظا في صعيد مصر ودلتا النيل. افادت هذه البرامج أكثر من مليون مصري بالفعل، وتتوافق مع الاستراتيجيات الوطنية المصرية، بما في ذلك رؤية مصر 2030 واستراتيجية تغير المناخ 2050.
الهجرة
قال السفير شانون أن كندا تحاول جذب الكفاءات، ويرتبط نظام الهجرة إلى كندا مرتبط باحتياجات سوق العمل فيها. ومن المجالات المطلوبة مجال الصحة والرعاية الصحية ( الممرضين والممرضات) وذوى الاختصاصات التقنية فى مجال الهندسة إلى جانب الصيدلة.
تطور البنية التحتية
وفى ختام حديثه، أعرب السفير شانون عن اندهاشه بمدى التطور الذى شهدتها القاهرة حاليا، مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عامًا عندما بدأ مسيرته المهنية كدبلوماسى فيها. وقال إن البنية التحتية للمدنية تطورات كثيرا، وكانت أزمة المرور صعبة للغاية قبل 20 عاماً، لكن الآن تغير الوضع كثيراً. لكن الأمر الذى لم يتغير هو جوهر المصريين، حيث يظل الشعب المصرى شعب مضياف.

Trending Plus