وادى العزلة والنقاء.. جمال لا يُوصف بين شلاتين وجبل علبة.. منازل الخشب إرث بيئى ومعمارى يواجه الزمن.. وسقفها مثلث لتصريف مياه الأمطار وتقليل الحرارة.. وتسمى بـ"الصندقة" وكانت تبنى قديمًا من أخشاب البحر.. صور

في جنوب محافظة البحر الأحمر، حيث تتمازج الرمال بالرياح والبحر، تظهر ملامح سكنية تعكس عبقرية الإنسان في التكيف مع بيئته القاسية، مستخدماً موارد الطبيعة لبناء مسكنه، حيث بمدن القصير ومرسى علم وحلايب وشلاتين، شكلت مهنتا الصيد والرعي نمط حياة رئيسياً، وهو ما جعل التنقل سلوكاً مألوفاً، خصوصاً بين الرعاة الباحثين عن مراعيهم الموسمية.
تنوعت المنازل السكنية هناك حسب طبيعة الاستخدام، ففي فترات التنقل، كان السكان يعتمدون على “البرش” المصنوع من سعف النخيل والدوم، والمدعم بالصوف أو بقايا الأقمشة، لتشييد مسكن مؤقت، خصوصاً في مواسم الشتاء، أما المسكن الدائم فكان يعرف باسم “الصندقة”.
أدم سعد الله، أحد أبناء قبيلة العبابدة، وقاطنى مدينة الشلاتين يقول أن “الصندقة” كانت هي المنزل الرئيسي الدائم لجميع أهالى مدن الجنوب قديما، والذى كان يتم تشيده من أخشاب يقذفها البحر قديماً، وعرف محلياً بـ”الصابي” أو “الشيت”، والتي كان يجمعها أصحاب مهنة خاصة ثم تطرح للبيع في مزادات ليشتريها من يريد بناء منزله.
واضاف ابن قبيلة العبابدة وأحد المهتمين بالتراث، أن أهل المناطق الجنوبية، خاصة الشلاتين وأبو رماد ومرسى علم، كانوا أيضاً يستخدمون الأخشاب المستوردة مثل “الموسكي” في البناء، إلا أن الأخشاب المحلية، خاصة الحبيبية، أصبحت شائعة خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد نمو تجارة الأخشاب في سوق الشلاتين.
واوضح: أن تصميم الصندقة يتميز بسقف مثلث الشكل ليساعد في تصريف مياه الأمطار، وتقليل الحرارة بفضل ارتفاعه، كما تضمنت بعض البيوت برندات مفتوحة أو مغلقة جزئياً، بينما كانت أخرى تُحاط بما يعرف بـ”الدوران” المغلق من جهتي الشرق والشمال.
وعن اتجاه البيوت، يقول أدم سعد الله إنها غالباً ما كانت ًتتجه شرقاً لاستقبال الشمس صباحاً، أو نحو القبلة، وعلى الرغم من انتشار البناء بالخرسانة والحديد في العصر الحديث، فإن كثيراً من منازل الخشب القديمة لا تزال قائمة حتى الآن، محافظة على طابعها الأصيل.
ولا تقف جماليات المكان عند المنازل فقط، بل تمتد إلى الطبيعة الغنية التي تميز الصحراء الشرقية، خاصة عند الساحل الغربي للبحر الأحمر، مروراً بأودية جبلية خلابة في حلايب وشلاتين، مثل وادي هيبا داخل محمية جبل علبة، وهو ما يمنح المنطقة سحراً فريداً.
وعرف وادي هيبا في الصحراء الشرقية بطبيعته الخلابة، والذى يقع بنطاق محمية وادي الجمال وتنبت فيه كميات كبيرة من الأشجار التي تتميز بظلالها الكبيرة، حيث أن يطلق عليه الكثير من أهالي القبائل المختلفة بحلايب وشلاتين بوادي العزلة والنقاء لما يشهده من هدوء وأشجار ضخمة يستظل بها الكثير من ابناء القبائل والرعاة وعابري السبيل بالوادي .
كما يعد وادي هيبا من الأودية الشهيرة بالصحراء الشرقية، ويقع جنوب غرب مدينة الشلاتين، ويزوره كثيرا شباب القبائل للتنزه فيه لما يشهده من طبيعة خلابة حيث تنتشر به الأشجار الضخمة، واطلق عليه بانه وادي العزلة والنقاء لما يشهده من هدوء وطبيعة خلابة

الصندقه بمدن البحر الأحمر قديما

تتجه ناحية الشرق ايضا فى اتجاه القبلة

تتجه ناحية الشرق لدخول الشمس إليها

كان هناك صنايعيه متخصصين في إنشاء منازل الخشب

كان يتم تشيدها من الأخشاب التي يقذفها البحر

هو البيت الأساسي للاستمرار بالقرب من الساحل

Trending Plus