مصر وغزة الحل والحرب بلا أفق.. تقاطعات ومصالح نتنياهو وتجار الموت

تواصل مصر تحركاتها على كل المحاور لإنهاء الحرب على غزة، فيما يبدو نتنياهو وتجار الحرب يواصلون البحث عن حجج لاستمرار حرب لا يبدو أن لها أفقا بأى اتجاه، خاصة وقد وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنها «حرب إبادة وتصفية ممنهجة وتجويع»، الرئيس أعلن هذا خلال مؤتمر مع الرئيس الفيتنامى لوونج كوونج، وجدد تأكيده أثناء تفقده للأكاديمية العسكرية فجر أمس الأربعاء، مؤكدا أن مصر بذلت جهودا كبيرة منذ عام 2007 لتجنب التصعيد، مع إدراك أن الشعب الفلسطينى سيدفع الثمن فى أى مواجهة، معتبرا أن التدمير الحالى فى غزة غير مسبوق، وأن الدولة المصرية تواصل العمل من أجل وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، والتعاون لإطلاق سراح الرهائن والأسرى، رغم حملات التشويه والتضليل التى تستهدف دور مصر المحورى.
ولفت الرئيس النظر إلى الحملات الموجهة التى تتوازى مع الحرب الإجرامية لنتنياهو، والمصحوبة بحرب أكاذيب ضد مصر تحديدا باعتبارها الطرف الذى تصدى من البداية لمخططات التهجير، ورفض التصفية، ونجح فى إقناع العالم بضرورة مسار الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية، وفى وقت بدأت دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا وقبلهما ألمانيا وإسبانيا، فى إعلان النية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو نتاج جهد مصرى وعربى لإقناع العالم المتقدم بخطورة استمرار الحرب على غزة، والمفارقة أن يتزامن هذا مع حملة من تنظيم الإخوان للتشكيك فى الدور المصرى، على عكس تحركات من يهود وصهاينة داخل إسرائيل يتظاهرون ضد استمرار الحرب، فى حين يتظاهر الإخوان فى تل أبيب ودول لها علاقات من الاحتلال للتشكيك فى دور مصر، هو الأكثر تحديدا وفهما ووضوحا على مدى شهور الحرب، فيما كشف العلاقة بين تنظيم الإخوان وإسرائيل، لدرجة ظهور قيادات إخوانية هاربة تعلن رغبتها فى احتلال سيناء، وهم نفس القيادات الذين راهنوا على تنظيم داعش وبيت المقدس، قبل دحر الإرهاب فى سيناء من قبل أبطال مصر بالجيش والشرطة.
وبالعودة إلى الدور المصرى فقد تواصلت جهود إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ولم تتوقف مصر عن بذل الجهود والتواصل مع كل الدوائر لإدخال المساعدات، وأمس الأربعاء كانت القافلة التاسعة للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البرى، حيث انطلقت مئات الشاحنات باتجاه غزة، فى عملية منسقة لنقل المساعدات إلى الداخل الفلسطينى، تشمل مواد غذائية، ومستلزمات طبية، وأدوية، وحليب أطفال، بالإضافة إلى خيام ومولدات كهرباء ومياه، وبلغ حجم المساعدات المصرية المقدمة منذ بدء إرسال القوافل خلال الأيام الماضية وحتى القافلة التاسعة، نحو 20 ألف طن من المساعدات الإنسانية، وكل هذا وسط حملة لم تتوقف للتشكيك فى جهد مصر، لصالح الاحتلال والعدوان الذى يتصاعد ويصل إلى تفكير نتنياهو فى إعادة احتلال غزة، وهو تهديد سبق له وأطلقه، ويعكس فشل الحرب التى يشنها طوال 20 شهرا.
حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال فى تقرير نشرته 8 يوليو 2025 «أنه بعد فشل الجيش الإسرائيلى فى تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة، تواجه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قرارا ذا تداعيات بعيدة المدى على إسرائيل والمنطقة هو احتلال قطاع غزة بالكامل»، ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام إسرائيلية تداولت فى الأيام الأخيرة تكهنات بأن نتنياهو قد قرر بالفعل السيطرة على غزة بالكامل، على الرغم من معارضة رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، والمعارضة السياسية الإسرائيلية بجانب الخلاف بين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زمير، وهو ما يكشف عن فشل نتنياهو فى تحقيق الأهداف التى أعلن عنها وهى القضاء على حماس أو استعادة المحتجزين بالحرب، وهو ما يجعل أنه لا أفق، مع إصرار على تنفيذ التهجير قسرا أو بأى طريقة، وهو ما تنتبه له مصر وترفضه، ويشدد الرئيس السيسى على رفضه.
وفيما يبدو أن هناك تلاقيا بين تجار الحرب فى الاحتلال أو داخل الأطراف الفلسطينية، مع وجود تداخلات خارجية وأهداف قوى وأطراف مختلفة، كلها تضع أرواح ومصالح الشعب الفلسطينى فى الواجهة، وهو ما ينبه له الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث يظل الحل المصرى هو الطريق الأقرب لإنهاء الحرب وإحلال السلام، على عكس إرادة تجار الحرب.


Trending Plus