أوروبا تواصل معركتها ضد موجات الحر.. ارتفاع عدد الوفيات إلى 2300 فى 12 مدينة خلال 10 أيام.. وزيادة غير مسبوقة فى حالات الغرق بعدد من الدول.. وإسبانيا الأعلى.. وكبار السن والأطفال الأكثر تعرضا للخطر فى إيطاليا

تواصل أوروبا معركتها الصامتة ضد موجات الحر القاتلة التي تجتاح القارة صيف 2025، حيث سجلت المدن الأوروبية الكبرى ارتفاعًا حادًا في عدد الوفيات، وصل إلى 2,300 خلال 10 أيام فقط، في 12 مدينة، بالإضافة إلى الوفيات الناجمة عن الغرق.
شهدت العديد من الدول الأوروبية خلال صيف 2025 ارتفاعًا مقلقًا في حالات الوفاة بسبب الغرق، وسط تحذيرات من الجهات المختصة بشأن تراجع إجراءات السلامة، وتزايد السباحة في مناطق غير مراقبة، خاصة مع تصاعد موجات الحر التي دفعت الملايين إلى اللجوء إلى المسطحات المائية.
ووفقًا لبيانات رسمية وتقارير منظمات إنقاذ، سجّلت إسبانيا أعلى حصيلة للضحايا منذ بدء التوثيق عام 2015، إذ بلغ عدد الوفيات حتى نهاية يوليو 302 حالة من بينها 92 في شهر يوليو وحده، لتُعد بذلك البلد الأكثر تضررًا في القارة. وتركّزت الوفيات في مناطق الأندلس، جزر الكناري، وفالنسيا، حيث وقعت أكثر من نصف الحوادث في شواطئ ومسطحات مائية غير خاضعة للرقابة.
وفى فرنسا تم تسجيل أكثر من 230 حالة غرق منذ بداية العام ، مع تكرار الحوادث فى أنهار مثل السين وبحيرات جبلية غير مؤمنة ، وأطلقت السلطات الفرنسية حملات توعية ، خاصة فى صفوف الشباب والمهاجرين ، محذرة من السباحة فى أماكن غير مصرح بها.
أما إيطاليا فقد سجلت ما يزيد عن 190 حالة وفاة معظمها بين الأطفال وكبار السن ، خصوصا على سواحل البحر الأدرياتيكى ، فيما شهدت ألمانيا أكثر من 160 حالة غرق ، غالبيتها فى الأنهار والبحيرات ، بسبب غياب الرقابة الرسمية وسلوكيات خطرة كالسباحة الليلية أو نحن تأثير الكحول.
وفي دول الشمال الأوروبي، ورغم انخفاض درجات الحرارة نسبيًا، استمرت حوادث الغرق، خاصة بين اللاجئين والسياح في البحيرات والمناطق المائية المعزولة، مع تسجيل وفيات في السويد والنرويج وفنلندا.
أسباب مشتركة وراء تزايد الحوادث:
وتشير التقارير إلى أن أبرز الأسباب وراء هذا الارتفاع تعود إلى السباحة في أماكن غير مؤهلة أو دون رقابة، ونقص أعداد المنقذين، وغياب الوعي بقواعد السلامة المائية، والتغيرات المناخية التي رفعت درجات الحرارة في القارة.
ودعت منظمات الإنقاذ والسلامة إلى تعزيز التوعية العامة، وزيادة الرقابة في المناطق المائية، وتكثيف التدريب للمنقذين، ومنع السباحة في المناطق الخطرة في محاولة لوقف هذا النزيف البشري الذي بات يهدد صيف أوروبا عامًا بعد عام.
موجات الحر تهدد الحياة فى أوروبا
وفى الوقت نفسه ، تعانى أوروبا من صيف مميت مع ارتفاع عدد الوفيات إلى 2300 حالة، بسبب موجة الحر وذلك فى 12 مدينة خلال 10 أيام فقط، وفى لندن وحدها تسببت موجة الحر زيادة قدرها 260 وفاة زائدة ، منها 170 وفاة نتيجة مباشرة إلى الاختباس الحرارى.
وتعتبر إسبانيا أيضا الأكثر تضررا مع تسجيل ما يقرب من 1180 حالة وفاة إثر موجات الحر بين يونيو ويوليو ، أما البرتغال فقد سجلت 284 حالة وفاة معظمها بين كبار السن ، كما هو الحال فى إيطاليا التى تشهد ارتفاع فى عدد الضحايا.
ويرى الخبراء إنه حال تواصلت موجات الحر بنفس الوتيرة ، فتشير التقديرات إلى تسجيل 50 ألف إلى 60 الف حالة وفاة فى نهاية العام 2025.

Trending Plus