اتقل فوق عيدانك واكبر يا زرع الشراقى.. القطن المصرى (نمبر 1) يجيد التعامل مع تغيرات المناخ ويتحمل الملوحة والجفاف.. إنتاج أصناف عالية الجودة تلبى احتياجات السوق.. زراعة 700 ألف فدان يوفر 220 ألف طن زيت طعام

يعتبر القطن المصري، بفضل جودته الغزلية والتكنولوجية الفائقة، جوهرة عالمية ومكونًا أساسيًا لعلامات الأزياء الكبرى، لكن هذا المحصول الاستراتيجي، الذي لا يقتصر دوره على صناعة الغزل والنسيج بل يمتد لإنتاج الزيوت النباتية والعلف الحيواني، يواجه اليوم تحديات تتطلب رؤية شاملة لاستعادة بريقه وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية.
ـ أهمية اقتصادية متعددة
تتجاوز أهمية القطن المصري حدود صناعة المنسوجات، فوفقًا لدراسات متخصصة، يمكن لزراعة 700 ألف فدان من القطن أن توفر 220 ألف طن من زيت الطعام، وهو أمر حيوي لمصر التي تعاني من نقص حاد في هذا المجال، كما تنتج هذه المساحة مليون طن من العلف الحيواني، وينتج كل 100 كيلوجرام من بذرة القطن 75 إلى 80 كيلوجرامًا من "الكسب" المستخدم علف، ويساهم كل 6 كيلوجرامات من الكسب في إنتاج كيلوجرام واحد من اللحوم الحمراء.
ـ معهد بحوث القطن: صمام الأمان لجودة الذهب الأبيض
أكد الدكتور مصطفى عطية، المتحدث باسم معهد بحوث القطن، على الدور المحورى للمعهد الذي يزيد عمره عن 100 عام، ويُعد الأفضل في الشرق الأوسط.
ويتمثل جوهر عمل المعهد فى استنباط الأصناف الجديدة: إنتاج أصناف عالية المحصول ومتميزة بالجودة تلبي احتياجات السوق المحلية والعالمية.
الحفاظ على الأصناف: صيانة الأصناف الحالية من التدهور ووضع سياسات صنفية علمية.
توفير التقاوي والتوصيات: توفير التقاوي النقية عالية الجودة ووضع حزم التوصيات الفنية لضمان أعلى إنتاجية بأقل تكلفة.
ونجح المعهد منذ إنشائه فى استنباط 98 صنفًا، ساهمت جميعها فى رفع اسم القطن المصرى عاليًا فى المحافل الدولية، ويتوقع أن تعزز الأصناف الجديدة عودة القطن المصري بقوة إلى السوق العالمية.
يُصنف القطن المصرى إلى طبقتين رئيسيتين:
الأقطان الطويلة: ملائمة للصناعة المحلية والتصدير الخارجي
الأقطان الطويلة الممتازة: تتميز بصفاتها الغزلية والتكنولوجية الفائقة وتناسب التصدير
يحل الجيل الجديد من الأصناف المستنبطة محل القديم، متفوقًا عليه في الإنتاجية والجودة. من أبرز هذه الأصناف:
أقطان فائقة الطول تزرع بالوجه البحرى
جيزة 92: يتميز بمتانة تيلة عالية جدًا تصل إلى 50 جرام/تكس ومحصول وفير
جيزة 96: صنف تصديري حديث، يمثل قمة الجودة عالميًا في فئته بفضل طول التيلة وانتظامها، متانتها، لونه الأبيض، وإنتاجيته العالية، بالإضافة إلى تصافي الحليج والتبكير في النضج
أقطان طويلة تزرع بالوجه البحري:
جيزة 86: يتميز بإنتاجية مرتفعة، تصافي حليج عالي، ومتانة فائقة تجعله ينافس أصناف البيما الأمريكية بجودة عالية وسعر تنافسي.
جيزة 94: صنف حديث ذو محصول عالٍ (10-12 قنطار/فدان)، تصافي حليج مرتفع (42%)، ومبكر النضج (150-160 يومًا)، مما يوفر حوالي 20% من مياه الري، ومناسب للجني الآلي.
أقطان طويلة تزرع بالوجه القبلي:
جيزة 95: يتحمل الحرارة العالية، يلائم التصنيع المحلي، ويتميز بإنتاجية مرتفعة (9-11 قنطار/فدان)، تصافي حليج (43%)، ومناسب للزراعة والجني الآلي.
جيزة 98: صنف حديث يتحمل الحرارة والجفاف، يلائم التصنيع المحلي، ويتفوق على جيزة 95 في الإنتاجية (10-13 قنطار/فدان)، لون التيلة، ومتانة الغزل، ومناسب للزراعة والجني الآلي.
سياسات حكومية لدعم القطن المصرى
تبنت وزارة الزراعة استراتيجية شاملة لإعادة القطن المصري إلى مكانته، من خلال عدة إجراءات وتشريعات
ضبط منظومة التقاوي: استصدار القانون رقم 4 لسنة 2015 الذي يلزم وزارة الزراعة بشراء أقطان الإكثار لإنتاج تقاوي نقية وراثيًا، بالإضافة إلى القرارات الوزارية (91 و 92 لسنة 2025) التي تحدد مناطق الزراعة والإكثار لكل صنف لمنع خلط الأصناف.
حماية المحصول: حظر نقل الأقطان بين المحافظات، وتحديد صنف القطن المرخص حلجه في كل محلج لضمان النقاوة.
لجنة تسويق أقطان الإكثار: تشكيل لجنة لمتابعة أسعار القطن وضمان حصول المزارع على سعر مناسب.
الخريطة الصنفية: وضع خريطة صنفية لتحديد مناطق زراعة أصناف القطن بناءً على توصيات معهد بحوث القطن والاحتياجات التصديرية والمحلية.
استنباط أصناف جديدة: أصناف مثل جيزة 92، 93، 94، 95، 96، 97، و98 تتميز بالإنتاجية العالية، تصافي الحليج المرتفع، تحمل الحرارة، التبكير في النضج، توفير المياه (حوالي 30%)، وملاءمتها للجني الآلى.
تطوير الممارسات الزراعية: تشجيع استخدام الميكنة الزراعية وطرق الري الحديثة الموفرة للمياه، وتفعيل الدور الإرشادي عبر الحملات القومية والحقول الإرشادية.
المبادرات الدولية: الاشتراك في مبادرات عالمية لإنتاج قطن أفضل بالشراكة مع المنظمات الأممية.
الدعم المالي: خفض الأعباء البنكية على سعر القنطار، مع إعطاء ميزة نسبية للمصدرين.
تطوير المغازل المحلية: للاستفادة من القيمة المضافة للقطن المصري وزيادة الطلب المحلى.
حماية التجارة: تغليظ عقوبة الدواليب الأهلية (المحالج غير المرخصة)، واتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركات المخالفة.
تشجيع الصناعات الثانوية: دعم صناعة استخلاص الزيوت والأعلاف الحيوانية من مخلفات بذرة القطن.
المناطق الصناعية المؤهلة: تشجيع صناعة الغزل والنسيج فى مناطق صناعية متخصصة لاستيعاب القطن المصرى وتصنيعه.
دور الدولة في دعم القطن
الدعم المباشر: لتوفير مستلزمات الإنتاج
خفض أسعار الفائدة: على القروض الممنوحة للمزارعين (%3-6)
تحمل جانب من التكاليف: تكلفة المكافحة المتكاملة للآفات، التقاوي، والأسمدة
جدولة الديون المتعثرة: للمزارعين
تحمل تكاليف تطهير المساقي والتسوية بالليزر
صناعة الغزل والنسيج: قاطرة التنمية
تُعد صناعة الغزل والنسيج في مصر استراتيجية وذات تاريخ عريق، ولديها فرصة ذهبية للاستحواذ على حصة أكبر في الأسواق العالمية، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، بعد اكتمال التطوير الشامل للقطاع. يمثل هذا القطاع ثاني أكبر قطاع صناعي في مصر، ويسهم بـ 3% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوظف حوالي مليوني عامل.
تتميز الصادرات المصرية من الأقطان بجودتها وتنوع أسواقها، حيث يتجه حوالي 90% من ألياف القطن المصري للدول الآسيوية، ويُعد الاتحاد الأوروبي الشريك الرئيسي في الدول المتقدمة. تتركز الصادرات المصرية في القطن الخام وخيوطه، بينما تتركز الواردات في الأقمشة القطنية وخيوط القطن ذات الغزول السميكة.
وعلى الرغم من احتلال مصر المرتبة 21 عالميًا في تصدير الأقطان (بنسبة 0.8% من الصادرات العالمية)، شهدت صادرات قطاع الغزل والمنسوجات نموًا بنسبة 5% في عام 2024، وقطاع الملابس الجاهزة بنسبة 18% خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر من العام نفسه، مما يؤكد الإمكانيات التصديرية العالية.

Trending Plus