الحمم البركانية تشتعل فى 5 قارات.. 2025 يسجل أسوأ نشاط بركانى منذ عقد.. كراشينينيكوف يثور لأول مرة فى روسيا منذ 600 عام.. وإتنا الإيطالى يسجل 14 ثورانًا.. وتال فى الفلبين يسبب إجلاء آلاف السكان

سجل عام 2025 تصاعدًا غير مسبوق في النشاط البركاني على مستوى العالم، وسط تحذيرات علمية من ارتباط هذا التصعيد بالتغير المناخي والحركات التكتونية. ووفقًا لمراصد جيولوجية دولية، شهد العام الجاري ثورانات عنيفة طالت براكين في روسيا وإيطاليا والفلبين وهاواي والكونغو، مما تسبب في عمليات إجلاء واسعة النطاق وأضرار بيئية متزايدة.
حتى الآن، يوجد في العالم ما بين 1350 إلى 1500 بركان نشط معروف، لكن هذا الرقم يختلف باختلاف المعايير التي تُستخدم لتعريف "النشاط البركاني".
بركان كراشينينيكوف فى روسيا بعد 600 عام من خمود
في روسيا، عاد بركان كراشينينيكوف إلى الحياة بعد خمود دام 600 عام، مطلقًا عمودًا كثيفًا من الرماد ارتفع لستة كيلومترات فوق شبه جزيرة كامتشاتكا، أعقبه بثلاثة أيام زلزال قوي بلغت شدته 8.8 درجات، ما دفع إلى ربط الظاهرتين ببعضهما. وتلاه انفجار بركان كليوتشيفسكي، أحد أكثر براكين روسيا نشاطًا، في مشهد يعكس تسارع النشاط الجيولوجي في المنطقة.
السلطات الروسية أكدت أن الرماد البركاني انتشر شرقًا فوق المحيط الهادئ دون تهديد للمناطق المأهولة، فيما أُعلن رفع التحذير من تسونامي بعد استقرار الوضع. الباحثة أولغا جيرينا وصفت ثوران كراشينينيكوف بأنه حدث علمي نادر، وأكدت أن استمرار الانفجارات المتوسطة يبقي المنطقة في حالة تأهب.
إتنا يثور 14 ثورانا خلال 3 أشهر
وفي إيطاليا، سجل بركان إتنا بجزيرة صقلية 14 ثورانًا خلال أقل من 3 أشهر، تراوحت بين انفجارات عنيفة وانبعاثات غازية كثيفة، الانفجارات تسببت في إغلاق مطار كاتانيا أكثر من مرة، وسط تحذيرات طيران متكررة.
بركان تال فى الفلبين
بركان تال في الفلبين شهد ثورانًا عنيفًا سبقه نشاط زلزالي مكثف، ما سمح بإخلاء آلاف السكان. وفرضت السلطات حالة طوارئ في مقاطعة باتانجاس بعد تصاعد أعمدة الرماد وتسجيل أكثر من 200 هزة ارتدادية.
بركان جبل سيميرو فى أندونسيا
وسجل بركان جبل سيميرو في جاوة الشرقية بإندونيسيا ثورانه الرابع، 3 أغسطس ، مطلقًا عمودًا من الرماد ارتفع حتى 900 متر فوق قمة الجبل.
وأصدرت هيئة الحد من مخاطر البراكين والجيولوجيا عدة توصيات للسكان، من بينها حظر أي نشاط في القطاع الجنوبي الشرقي من البركان على طول وادي بيسوك كوبوكان، حتى مسافة 8 كيلومترات من القمة.
ونُصح السكان بعدم ممارسة أي نشاطات ضمن مسافة 500 متر من ضفاف نهر بيسوك كوبوكان، بسبب احتمالية توسع تدفقات الحمم البركانية والمواد البركانية الساخنة، والتي يمكن أن تمتد لمسافة تصل إلى 13 كيلومترًا من القمة.
كيلاويا فى هاواى
أما في هاواي، فقد عاد بركان كيلاويا للثوران بعد أشهر من السكون، متسببًا في تدفقات حمم قطعت الطرق وأجبرت السلطات على إجلاء مئات السكان، ورفعت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية مستوى التحذير إلى "أحمر"، مشيرة إلى خطورة الانبعاثات الغازية.
الكونغو
في القارة الأفريقية، اندفع بركان نيراجونجو فى الكونغو بسرعة غير مسبوقة، ما أدى إلى نزوح آلاف العائلات من مدينة جوما، وسط تقارير عن انبعاثات كبريتية وظهور شقوق أرضية.
ذوبان الجليد والتغير المناخى أبرز الأسباب
وبحسب تقرير مركز GFZ الألماني لأبحاث علوم الأرض، فإن النشاط البركاني في 2025 يرتبط على الأرجح بذوبان الجليد في القطبين، مما أدى إلى خفض الضغط على القشرة الأرضية، إضافة إلى تأثير التغير المناخي على أنماط الرياح والأمطار، وتسارع حركة الصفائح التكتونية.
وقالت البروفيسور إميليا كورتيز، خبيرة البراكين في جامعة أكسفورد: "ما نراه ليس مجرد صدفة، بل نتيجة تراكم ضغوط جيولوجية على مدى سنوات، قد تكون هذه بداية دورة بركانية طويلة الأمد."
ودقت المنظمات الدولية ناقوس الخطر، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من آثار صحية للرماد البركاني تشمل مشكلات في التنفس وتسممًا كبريتيًا، فيما رصد برنامج الأغذية العالمي تداعيات على الأمن الغذائي بعد تدمير محاصيل في مناطق منكوبة. من جانبها، نبهت منظمات بيئية إلى أن تراكم الرماد الأسود فوق طبقات الجليد قد يؤدي إلى تسارع الذوبان القطبي.
ورغم تطمينات المراصد بأن الوضع تحت السيطرة، إلا أن التخوفات ما زالت قائمة من انفجار مفاجئ في مناطق مكتظة بالسكان، خصوصًا في الدول التي تفتقر للبنية التحتية المناسبة لمواجهة الكوارث الطبيعية.

Trending Plus